الصدارة مغربية…

كرست الأندية المغربية الثلاثة المشاركة بالمسابقات الخاصة بالأندية الإفريقية لكرة القدم تفوقها، وحضورها اللافت والمؤثر، وذلك باحتلال المرتبة الأولى بالمجموعات التي انتموا لها، سواء بعصبة الأبطال أو كأس الاتحاد.
تفوق يؤكد قيمة هذا الحضور المغربي اللافت قاريا، كمطلب ملح لم يكن يتم إعارته الاهتمام المطلوب، لما لكان هذا الغياب من تأثير على كل مكونات كرة القدم الوطنية، إلا أن إدراك أهمية المنافسة القارية على المستوى الأندية، يعد مفتاحا أساسيا لتألق المنتخبات الوطنية بجل الفئات.
هذه القناعة ترجمت خلال العقدين الأخيرين، من خلال امتلاك الرغبة القوية في المنافسة، ومزاحمة الأندية التقليدية، من تونس ومصر خاصة، لكسب البطولات والألقاب، لتتحول أندية الوداد والرجاء وبركان وقبلهما الجيش، إلى أرقام صعبة على مستوى المعادلة الكروية على الصعيد القاري، دون نسيان ما سبق أن حققه فريقا المغرب الفاسي والفتح الرباطي، من إنجازات عززت رصيد كرة القدم المغربية…
هذه الحتمية جعلت من هذا الحضور مسألة أساسية، ترجمت أيضا على مستوى الدعم المالي المباشر من طرف الجامعة، والتضحيات المالية لإدارات الأندية، ليصبح بالتالي عبور دور المجموعات، مسألة عادية وطبيعية في كل موسم رياضي…
في العصبة عبر الوداد والرجاء هذا الدور بنجاح، وضمنا معا مكانا ضمن الثمانية الأوائل إلى جانب تأهل صان داونز الجنوب الأفريقي والأهلي المصري، هذا الأخير حقق ما يعتبر معجزة، أكدت حقيقة واحدة، ألا وهي أن الأسماء التقليدية، لها قوة استثنائية مخبأة، تستعين بها كل ما دعت الضرورة لذلك…
تأهلت أيضا أندية الترجي التونسي، سيمبا التنزاني، وشبيبة القبائل شباب بلوزداد الجزائريين، بينما غابت أندية معروفة من بينها الزمالك المصري، وبصفة خاصة حوريا كوناكري وهارتز اوف الغاني، رغم أنهما من الأندية الثمانية المشكلة لأول نسخة للسوبر الإفريقي المزمع انطلاقته الصيف القادم.
بالإضافة إلى الوداد والرجاء، عبر ناد مغربي آخر بتفوق، والأمر يتعلق بالزعيم التاريخي الجيش في كأس (الكاف)، بعد أن نجا من “كمين”، نصب من طرف جهات، أرادت تحويل مجرى الأحداث، عن طريق القلم وليس القدم.
اعتراض من نادي فوتشير المصري ضد مشاركة لاعب من نادي أسكو كارا الطوغولي، قدم منذ أول جولة، وتم الاحتفاظ به إلى آخر جولة من دور المجموعات، لتمنح نقط المباراة لصاحب الاعتراض، مما غير تماما من ترتيب المجموعة، ليفرض على الفريق المغربي صاحب المرتبة الأولى، البحث عن تأمين تأهيله بكسب نقطة إضافية على الأقل من قلب الطوغو، وهذا ما تحقق، لتطرح من جديد مسألة المصداقية في تسيير بعض أجهزة (الكاف) وخاصة لجانها العاملة…
نحن الآن بدور ربع نهاية المسابقات الإفريقية، وموعد القرعة غدا الأربعاء، وكل الأمل أن يواصل الثلاثي المغربي المنافسة على أعلى مستوى، وأن يستمر في رحلة البحث عن الألقاب، ويضمن حضورا لافتا لكرة القدم الوطنية، سواء عن طريق المنتخبات أو الأندية، لتتكرس هذه المكانة الرائدة للمغرب، الشيء الذي أصاب بعض الجهات بسعار أفقدها البوصلة، وأصبحت تخبط خبط عشواء بطريقة غير مسبوقة في التاريخ؛ تثير الكثير من الشفقة والاستغراب…

>محمد الروحلي

Related posts

Top