بعد ثلاث سنوات من العزلة بسبب كوفيد، أدخل قرار بكين إلغاء الحجر الصحي للوافدين من الخارج البهجة إلى قلوب الصينيين الذين تهافتوا الثلاثاء على حجز تذاكر للسفر.
وأعلنت بكين مساء الإثنين إلغاء الحجر الصحي الإجباري للوافدين من خارج البلاد اعتبارا من 8 يناير، وهو آخر إجراء ضمن سياسة “صفر كوفيد”.
رحب مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي الصينية على الفور بإلغاء القيود التي أبقت بلادهم معزولة عن العالم الخارجي منذ مارس 2020.
وأعرب مستخدم عن سروره بالقول “لقد انتهى الأمر… الربيع على الأبواب!”، في أحد التعليقات التي لاقت استحسان ا كبيرا على موقع “ويبو” الذي يماثل تويتر في الصين.
وقال فان تشنغتشنغ (27 عاما)، وهو مستخدم في مكتب في بكين، لوكالة فرانس برس إن “مشاريع السفر التي كنت اخطط لها منذ ثلاث سنوات أصبحت قابلة للتحقيق”.
وعلى بعد ألف كيلومتر، في شنغهاي، قال جي ويهي “لقد عادت الأمور إلى طبيعتها أخير ا في الصين!”.
ورحبت السفارة الفرنسية في بكين بالإجراء الجديد على موقع ويبو قائلة “الأصدقاء الصينيون، فرنسا ترح ب بكم بأذرع مفتوحة!”.
ارتفع عدد عمليات البحث عن الرحلات الجوية المغادرة عبر الإنترنت بشكل كبير بمجرد الإعلان عن الخبر، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية.
وشهد موقع حجز الرحلات Tongcheng ارتفاعا بنسبة 850 بالمئة في عمليات البحث عبر الإنترنت وزيادة بعشرة أضعاف في طلب معلومات عن الحصول على التأشيرة.
وأفاد موقع Trip.com المنافس أنه بعد نصف ساعة من الإعلان، زاد حجم البحث عن وجهات خارج البر الصيني بمقدار عشرة أضعاف مقارنة بالعام السابق.
وبين أفضل الوجهات ماكاو وهونغ كونغ واليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية.
من جهتها، أعلنت دوائر الهجرة الصينية الاستئناف التدريجي لإصدار جوازات السفر لأغراض “السياحة” أو “لزيارة الأصدقاء في الخارج”، اعتبارا من الثامن من يناير.
وكان قد جرى تعليق هذه الإجراءات بسبب الوباء، الأمر الذي منع بعض الصينيين من تجديد جوازات سفرهم.
لكن هذا الارتياح لم يلق صدى طيب ا في اليابان التي أعلنت الثلاثاء في ردها على هذا الإلغاء فرض اختبارات كوفيد على الآتين من البر الرئيسي للصين اعتبارا من الجمعة.
وأوضح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للصحافيين أنه “من الصعب تحديد الوضع بدقة (في الصين) … هذا الأمر يثير قلقا متزايدا في اليابان”.
من دون الإشارة إلى اليابان، دعت بكين جارتها الثلاثاء إلى اتخاذ إجراءات “علمية ومناسبة” ضد كوفيد، بدون “أن تحدث اضطرابا ” في التواصل بين الناس.
يأتي هذا القرار المفاجئ في وقت تشهد الصين تفش ي الوباء في فصل الشتاء قبل أعياد رأس السنة الجديدة وقبل أسابيع من السنة القمرية الجديدة في نهاية يناير، حين يسافر الملايين بهدف لقاء أسرهم.
يثير ظهور الوباء من جديد مخاوف من ارتفاع معدل الوفيات بين المسنين الأضعف والذين لم يتلقوا اللقاح.
وقال توم سيمبسون، مدير غرفة التجارة الصينية البريطانية “إن إلغاء الحجر الصحي أمر يبعث على الارتياح… إنه ينهي ثلاث سنوات من الاضطراب الكبير للغاية”.
غير أن المسؤول لا يتوقع سوى انتعاش “تدريجي”، فشركات الطيران ستزيد ببطء عدد رحلاتها وستحسن استراتيجياتها في الصين لعام 2023. لكن الإعلان “لاقى ترحيبا كبيرا ” على ما ذكر سيمبسون لوكالة فرانس برس.
كذلك، رحبت غرفة التجارة في الاتحاد الأوروبي بالقرار الذي من شأنه أن “يعزز ثقة الشركات” الأجنبية.
وقالت لجنة الصحة الوطنية في الصين التي تقوم مقام الوزارة في مذك رة، إنه اعتبارا من الشهر المقبل لن ي طلب من الوافدين سوى إظهار نتيجة فحص بي سي آر سلبي أ جري قبل أقل من 48 ساعة من وصولهم.
لكن بعض القيود لا يزال ساريا، وابرزها عدم إصدار تأشيرات للسياح والطلاب الأجانب.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين الثلاثاء أن “الوباء لم ينته بعد. وستواصل الصين تكييف سياستها على صعيد منح التأشيرات”.
الصينيون يرحبون بإعلان بلادهم إلغاء الحجر الصحي للوافدين من الخارج
الوسوم