اخترق المخرج السوداني الطيب صديق، بداية السنة الجديدة بإنجاز فني، هو عبارة عن فيديو كليب ذي مواصفات جمالية بديعة، ومضمون يشيد بالانتماء للقارة الإفريقية تحت عنوان “أنا إفريقي”، العمل وهو من إنتاج كورال كلية الموسيقى والدراما بالسودان، ويعتبر الفيديو، إحياء لأغنية ذات أثر عميق في الوجدان السوداني للفنان الراحل إبراهيم الكاشف والتي كتب كلماتها الشاعر السوداني السر قدور.
وقد شهد الفيديو كليب مشاركة العديد من الفنانين الأفارقة، من بينهم فرقة كناوة والفنانة أسماء حمزاوي من المغرب، إضافة إلى فرقة أوراب السودانية والفنانين السوداني شرحبيل أحمد، والأثيوبي محمود أحمد، والفنانة الأوغندية شيفا موسيسي.
وقد توفق الفيديو كليب في المزج بين الآلات الموسيقية الغربية العصرية، وتلك الأفريقية القديمة، بتناغم وانسجام تامين ما أعطى للأغنية تركيبة موسيقية هارمونية وإيقاعية عذبة حلقت بها من المحلية إلى سماء العالمية دون التفريط في الخصوصية الإفريقية.
كما تميز بعروض كوريغرافية، صممها الفنان استيفن أوشيلا، وجاءت على شكل مزيج إفريقي يأسر القلوب، بين العصري والأصيل، توحدت به أشكال التعبير الجسدي، في لوحات راقصة، سطرت خلالها خطوات نسوة ورجال كتبوا بأجسادهم رحلة الإبداع الإفريقي، حيث حررت النسوة خصورهن فتمايلت على وقع الموسيقى، وعكست التعبيرات الجسدية للرجال رهافة الحس والحماسة والقوة لدى الإنسان الإفريقي، لوحات بديعة تتنوع وتتقاطع لكنها تؤكد القيمة الإنسانية لتراث إفريقي غني وذاكرة تاريخية كونية زاخرة، مع أداء بديع لأربعة أصوات إفريقية من السودان والمغرب وأثيوبيا وأوغندا، بلهجات مختلفة داخل نسق موحد ومنسجم، أضيفت إليه الإنجليزية، ودائما في إطار التناغم بين الكونية والخصوصية الثقافيتين.
ومن جهة أخرى وعلى مستوى التصوير، فكانت خلفية هذا الفيديو تعكس التنوع الجغرافي الإفريقي فقدمت الجبل والسهل والنهر والبحر والصحراء على شكل لوحات تضج بالألوان، في تناسق تام مع أزياء الراقصين، المنتقاة بعناية شديدة لتتلاءم والمشاهد الجميلة والمتنوعة التي حفل بها الكليب، والتي تم التقاطها بين السودان والمغرب.
> سعيد الحبشي