الفنان التشكيلي عبد اللطيف مهدي يعرض لوحاته بالدار البيضاء

يعرض الفنان التشكيلي عبد اللطيف مهدي، من 11 إلى 31 دجنبر برواق “Living 4 ART” بالدار البيضاء، آخر أعماله الفنية تحت شعار “ديستوبيا”(DYSTOPIE) أي “حدة البصر”.
وبالمناسبة، أسر الفنان مهدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها (M24)على هامش حفل الافتتاح المقام أمس السبت، إلى أن عامل الزمن هو الذي أثر على وجوه الشخوص التي تظهر في لوحاته، مقارنا إياها بعجلة السيارة التي تتآكل كلما ازداد عدد الكيلومترات التي قطعتها حتى تصبح غير صالحة للاستعمال، ليكون مآلها المتلاشيات.
وأضاف أن لوحاته تختزن في طياتها فضلا عن هذه الوجوه، ضحايا عوامل الزمن، وصور تعكس حالة الموت، مما يدفع البعض إلى الاستنباط من هذه الأعمال الفنية -على حد قوله – أنه يعيش التعاسة، أو أنه مريض، موضحا أنه في الحقيقة يستمتع في تجسيد ملامح أعماله، حيث يؤديها والفرحة تعلو محياه عاشقا من خلالها الفن التعبيري الذي يخترق مشاعر المشاهد.
وأشار إلى أن الموت والحياة سيان، قائلا “بل الموت مهم للحياة…فلو كان الشخص ضامنا للخلود وأنه لن يموت، فلن يشتغل ولن يرسم ولن يقوم بأي شيء”، مذكرا في هذا الصدد أن “كل الأعمال المعروضة في هذا المعرض أنجزتها خلال السنتين الأخيرتين، مباشرة مع ظهور وباء كورونا، والدخول في فترة الحجر الصحي”.

وقال في هذا الشأن: “الفنان يحس بمحيطه، وربما الخوف الذي كان يسيطر على عائلتي وأقربائي مع ظهور كوفيد 19 كان له تأثير على رسوماتي، ولعب دورا مهما في إخراج ما داخلي مما انعكس على لوحاتي”.
ورغم طغيان اللون الأسود على لوحاته، ينفي الفنان مهدي عن نفسه التشاؤم، موضحا: “بالنسبة لي فيها تفاؤل، ومجموعة من الناس تفرحهم، وفي المقابل، هناك من يرى فيها التشاؤم، تاركا بذلك المجال للمشاهد لقراءة اللوحة بكامل الحرية ليراها كما يشاء”.
وشدد على عشقه للفن التعبيري، الذي ظهر في بدايته بألمانيا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، إذ كان النازيون يحرقون لوحات الفنانين التعبيريين، مبرزا أن أعماله هي الأخرى تعكس دربا من دورب الحرب في مواجهة تداعيات فيروس كورونا.
وهذا ما جاء أيضا على لسان التشكيلية رجاء لحلو، في تصريح مماثل، مؤكدة أن أعمال الفنان عبد اللطيف مهدي يطغى عليها الفن التعبيري، قائلة “من وجهة نظري الفكرة الأساسية التي تظهر من لوحات الفنان مهدي هي تذكير الإنسان بما بعد الحياة، وأكثر ما أثارني في لوحاته أنه يبسط الحياة التي تعقب تلك التي نعيشها حاليا”
وأضافت: “شعار المعرض الذي يحمل اسم “ديستوبيا”، يعني الإشارة بأسلوب مرح أو مضحك إلى شيء غير جميل، وهو الموت، الذي سيقع حتما لأي شخص”.
وأشارت التشكيلية لحلو إلى أن الفنان مهدي اعتمد اللون الأسود الذي يوحي إلى الموت، إلى جانب ألوان أخرى كالأصفر والبرتقالي وغيرهما والتي تبعث، في الآن ذاته، عن الأمل والطمأنينة، وهو ما معناه أن الموت ليس بالشيء الذي يجب الخوف منه، وإنما هي حياة بعد هذه الحياة يجب التحضير لها بالأعمال الصالحة.
ويذكر أن الفنان عبد اللطيف مهدي هو من مواليد 1962 باليوسفية، كان يعمل سابقا أستاذ لمادة الفيزياء، ويقطن حاليا بمدينة طنجة، وهو رسام ونحات تعبيري، أستوحى أعماله من فنانين عظماء مثل إدوارد مونش وفرانسيس بيكون، وفرانسيسكو دي جويا…. له أعمال عديدة شارك بها في العديد من المعارض عبر المملكة.

Related posts

Top