أشاد رئيس قسم الشؤون السياسية في اللجنة اليهودية الأمريكية، جيسون إيزاكسون، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة على رأس وفد من هذه المنظمة الأمريكية، أول أمس الأربعاء بالرباط، بدور جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين، في حماية الأقليات الدينية بالمغرب.
وقال إيزاكسون، في تصريح للصحافة عقب محادثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، “ننوه بدور جلالة الملك، باعتباره أميرا للمؤمنين، في حماية الأقليات في هذا البلد، وتمسكه المستمر بالمبادئ التي نسجت انبثاق المغرب، منذ وجود المملكة”.
وأبرز أن “دور جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين، في حماية الحرية الدينية بالمغرب والطائفة اليهودية، التي تشكل جزء لا يتجزأ من تاريخ هذه المملكة منذ قرون، هو دور مشهود به سواء في الولايات المتحدة أو في صفوف يهود العالم، وبالطبع في صفوف أصدقاء المغرب في دولة إسرائيل”.
كما رحب رئيس الوفد الأمريكي بأوجه التقدم التي أحرزها المغرب بقيادة جلالة الملك “في المجالات الاجتماعية والسياسية والأمنية”.
وفي معرض تطرقه للعلاقات بين الرباط وواشنطن، أبرز السيد إيزاكسون أن “اللجنة اليهودية الأمريكية تعد مدافعا قويا عن العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة”، معربا عن ارتياحه لتطور هذه العلاقات في العديد من المجالات.
وأضاف، في السياق ذاته، أن اللجنة اليهودية الأمريكية “مبتهجة للغاية بالعلاقات الجديدة التي تطورت خلال العامين الماضيين باستئناف العلاقات بين المغرب ودولة إسرائيل، البلد الذي تربطه بالمغرب علاقة طبيعية وعائلية، وكذا أهداف استراتيجية مشتركة”.
وأضاف إزاكسون، أن شراكة المغرب مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، كانت أيضا، في صلب محادثات الوفد الأمريكي مع السيد بوريطة، وكذلك الشأن بالنسبة لـ “سيادة المغرب على الصحراء، وهي القضية التي ما فتئت اللجنة اليهودية الأمريكية تدعمها بقوة منذ أمد بعيد”.
وكان رئيس مجلس رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، قد أجرى يوم الثلاثاء الماضي، بالرباط، مباحثات مع وفد من منظمة اللجنة اليهودية الأمريكية همت إبراز عمق التعاون البرلماني الثنائي والمتعدد الأطراف، والتذكير بأهمية التنسيق البرلماني عبر مد قنوات وجسور التشاور والتنسيق الدائمين وتبادل الزيارات، وهو ما من شأنه أن يعزز الحوار والتسامح.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن ميارة نوه خلال هذا اللقاء، بجودة وحيوية العلاقات المغربية -الأمريكية العريقة، مشيدا بالموقف الثابت لواشنطن بخصوص الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
كما شدد رئيس مجلس المستشارين على أهمية البعد البرلماني في مسلسل تطوير العلاقات الثنائية، معربا عن تطلع البرلمان المغربي إلى تعزيز علاقاته البرلمانية الثنائية والمتعددة الأطراف وخاصة مع البرلمانات التي تتقاسم معه نفس القيم والرؤى والأولويات، من أجل تبادل التجارب والخبرات.
وبهذه المناسبة، يضيف البلاغ، بسط ميارة مجموعة من المواضيع من قبيل قضايا الأمن والهجرة، والتسامح الديني، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وقدم شروحات عن عمل مجلس المستشارين، وكذا تركيبته واختصاصاته الدستورية الواسعة، إلى جانب الأدوار والهندسة الدستورية الجديدة للمجلس التي تميزت بتقوية تمثيلية مختلف التعبيرات السياسية والاقتصادية والنقابية والمجالية.
وفي إطار تفاعله مع مداخلات أعضاء الوفد، قدم السيد ميارة معطيات حول الأوراش التنموية الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تهم كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، كما توقف عند واقع التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للملكة المغربية في مختلف المجالات.
وفي هذا الإطار، أكد ميارة على أهمية المقترح المغربي للحكم الذاتي بهذه الأقاليم كإطار لإنهاء هذا النزاع المفتعل في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للملكة، منوها في الوقت نفسه بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
من جهته، عبر وفد منظمة اللجنة اليهودية المغربية، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة المغربية، عن اعتزازه وعميق سعادته بأهمية هذه الزيارة التي تندرج ضمن مسار علاقات صداقة متجذرة عبر التاريخ، بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية. كما أبدى في الوقت ذاته إعجابه بما تزخر به المملكة المغربية من مؤهلات في مختلف المجالات، معربا عن دعمه للوحدة الترابية للمملكة ولمواقف المغرب.
وفي هذا السياق، أشاد أعضاء الوفد بالتطور الذي عرفته الأقاليم الجنوبية للمملكة والأوراش الكبرى التي انخرطت فيها من أجل بلوغ التنمية في مختلف أبعادها، كما أكدوا على أهمية الدور الذي يلعبه المغرب إقليميا ودوليا في التسامح والحوار وتعزيز السلم والأمن الدوليين لما فيه خير ورفاهية البشرية.