اللقاء في الداخلة…

تحولت لقاءات تنظيمية داخلية للفيدرالية المغربية لناشري الصحف عقدتها نهاية الأسبوع بمدينة الداخلة إلى حدث مهني وسياسي وطني التف حوله مختلف الفاعلين من المنطقة وخارجها، وتجسد ذلك، بالخصوص، في الندوة الموازية التي كان عنوانها: “في عالم ممزق بين الجوائح والحروب: ما الذي يعيق حلم الاتحاد المغاربي؟”، والتي تميزت بمداخلات وازنة ومواقف صريحة وقوية، فضلا عن الأصداء الإيجابية التي خلفتها محليا وعبر وسائل الإعلام.
في الداخلة، حضر الوزير والديبلوماسي الموريتاني السابق محمد ولد أمين، وهو أيضا محامي وأديب، وحضرت أيضا البرلمانية الموريتانية زينب منت المتقي، والكاتب والإعلامي التونسي عادل الحامدي، إلى جانب الباحث الأكاديمي والأستاذ الجامعي الموساوي العجلاوي، ورئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب الخطاط ينجا، وأسسوا كلهم لحوار رصين وعميق حول الانشغال المغاربي، ونجح الإعلامي القدير عبد الرحمان العدوي في الإدارة الذكية والشيقة لهذا اللقاء الهام، وأنصت الحاضرون لتحاليل مفيدة وعلمية، كما استمعوا لمواقف شجاعة وقوية من المتدخلين الموريتانيين، ومن الإعلامي التونسي.
كل التدخلات أجمعت على أن عرقلة قيام الاتحاد المغاربي  تأتي حصريا من النظام العسكري الجزائري، ومن عدائه للوحدة الترابية المغربية…
الكل أيضا سجل أن المغرب يواصل إنجاز برامج تنموية مهيكلة واستراتيجية في أقاليمه الجنوبية، ويراكم تحقيق المكتسبات الديبلوماسية والقانونية والميدانية والسياسية لصالح قضيته الوطنية…
والجميع كذلك شدد على التغيرات الهائلة التي يشهدها العالم اليوم، وعلى مركزية المصالح والتنمية وتطوير ظروف حياة الشعوب في العلاقات الحالية بين الدول، ومن ثم هناك ضرورة تنموية وجيو استراتيجية للوحدة المغاربية…
في الداخلة، نجحت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف في كسب أصدقاء موريتانيين وتونسيين ينتصرون للمستقبل، ولضرورة التعاون المغاربي، ويحترمون الحقوق الوطنية لبلادنا، وأعطت أيضا إشارة دالة على أن الواجهة الإعلامية والمنظمات المهنية الجادة بإمكانها أن تربح رهانا ديبلوماسيا وطنيا، وأن تخدم مصالح وقضايا الوطن عبر مثل هذه المبادرات مع الزملاء الإعلاميين وفعاليات المجتمع المدني والأكاديميين من البلدان المغاربية الشقيقة.
لقد أتاح هدوء الداخلة وبهاؤها الطبيعي، وأيضا دعم أهلها ونخبها لفيدرالية الناشرين المغاربة، فرصة إنجاح ندوة كبرى مثل هذه، كما أقر كل المشاركين أن “لؤلؤة الجنوب”، مدينة البحر والصحراء، تستطيع أن تنجح كفضاء لاحتضان الالتفاف المغاربي، وأن تفتح آفاق متعددة لإنجاح مبادرات ذكية مثل هذه.
في الداخلة، المكان كان فاعلا في نظم كامل الحكاية وإحداث الأثر في المضامين والسياقات والرؤى، وفي جعل التفكير والحوار وزوايا النظر ترتبط بالأرض والواقع والمعنى.
مدينة الداخلة، شبه الجزيرة، هي وجهة سياحية متميزة، وعاصمة الرياضات البحرية، وفي نفس الوقت، بإمكانها كذلك أن تطور منتوجا إعلاميا جهويا مهنيا وجاذبا لخدمة المنطقة، ولإبراز مقدراتها السياحية والتنموية، وأيضا للتصدي لخصوم بلادنا، وللدفاع عن قضايا ومصالح المملكة، كما أنها تستطيع أن تكون مركزا لتطوير التقارب والتفاعل بين النخب المغاربية المتنوعة، وتقوية الحوار والتواصل بينها.
هذه مداخل للارتقاء بمدينة الداخلة، وبعض ما عبر عنه ضيوف الفيدرالية المغربية لناشري الصحف هذا الويكاند.
سلام ومحبة لأهلنا في الداخلة…

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top