الماء والشغل: مياه أفضل.. وظائف أفضل

محمد التفراوتي

خلدت وكالة الحوض المائي بسوس ماسة درعة بتنسيق مع المركز الجهوي للاستثمار  اليوم العالمي للمياه عبر لقاء تواصلي مع الفاعلين المحليين بمختلف القطاعات.
وأفادت الأستاذة فاتحة لمين، نائبة رئيس مجلس جهة سوس ماسة، أن الجهة تعد من الجهات التي تعرف خصاصا مهولا في هذا المورد الطبيعي، علما أن الجهة تتسم بمناخ شبه جاف يعتبر رافعة للتنمية بالمنطقة، خصوصا وأن جهة سوس ماسة تعتمد في اقتصادها على الميدان الفلاحي والسياحي والبحري.
ووعيا منه بأهمية الماء وضرورة استعماله بطرق رشيدة، تضيف الأستاذة لمين، بادر المجلس الجهوي إلى اتخاذ إجراءات آنية، بإشراك المتدخلين، وذلك من خلال وضع عقدة الفرشة المائية التي تعتبر الأولى من نوعها على الصعيد الوطني. كما تم تأسيس جمعية “أكروتيك” المواكبة للفلاحين ولتشجيع البحث العلم. فضلا عن التوقيع على الاتفاقية الإطار الأولى والتي سطرت ضمن أهدافها تعميم السقي بالتنقيط ليبلغ حوالي 30 ألف هكتار.
ودعت نائبة رئيس جهة سوس ماسة إلى وجوب استحضار التغيرات المناخية وانعكاساته على الماء من خلال توالي فترات الجفاف والفيضانات المؤثرة سلبا على المنشئات المائية.
وفي إطار مواكبة الجهوية المتقدمة، أكدت لمين أن جهة سوس ماسة مدعوة إلى وضع تصميم جهوي لإعداد التراب ومخطط  التنمية الجهوية، فضلا عن المخطط الجهوي لتدبير النفايات الصناعية والفلاحية والطبية والصيدلية غير الخطرة.
وتنشد الجهة وضع استراتيجية لاقتصاد الطاقة والحماية من الفيضانات  ثم التحضير، رفقة الجهات المعنية، للاتفاقية الإطار رقم 2 للتدبير المندمج للموارد المائية.
وعبرت الأستاذة لمين عن استعداد المجلس الجهوي لدعم المبادرات التي تروم التدبير المندمج للماء لضمان استدامة هذا المورد وضمان الحفاظ على مناصب شغل في القطاع.
وذكر محمد الفسكاوي، مدير وكالة الحوض المائي لجهة سوس مناسبة درعة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للماء، بالسياق الكرونولوجي لاختيار يوم يذكر بقلب نبض الحياة والذي يقام سنويا في 22 مارس بهدف جذب الانتباه إلى أهمية المياه العذبة، والدعوة إلى الإدارة المستدامة لمواردها.
وتحدث مدير المكتب الجهوي للاستثمار بأكادير خليل نزيه، عن قطاع المياه يجهة سوس ماسة وآفاق الشغل بالمنطقة ومختلف التطورات في مجال تدبير استعمال الموارد المائية وسبل الحماية والمحافظة عليه.
من جانبها، قدمت فاتحة فضيل، عن وكالة الحوض المائي بجهة سوس ماسة درعة، عرضا حول الموارد المائية بالجهة واستعمالاته في مختلف الأنشطة الزراعية والسياحية وصيد الأسماك، وفي سياق مناخ  جاف إلى شبه قاحل. وتناولت المتحدثة شعار الاحتفال “الماء والشغل” وارتباطه بمعطيات الجهة متناولة بعض الأرقام والإحصائيات التي تهم خصوصيات الجهة ومجال التدبير التشاركي للموارد المائية والتطور المتوقع لوضع فرشة موارد المياه الجوفية بسوس واشتوكة ثم مكتسبات عقدة الفرشة المائية والاتفاقية الإطارية لصيانة وتنمية الموارد المائية في حوض سوس ماسة.
وتناولت فتيحة فضلي  محاور ومواضيع الاتفاقية المتمثلة في الاقتصاد في المياه وكفاءة الري من خلال تحويل 30000 هكتار إلى الري بالتنقيط ومجال تطوير مياه الري واختيار المحاصيل المكثفة المستهلكة لكميات أقل من المياه ثم محور البحث العلمي والتنمية وتعبئة المياه الجوفية و السطحية.
ويعد اليوم العالمي للمياه فعالية عالمية وفرصة لرفع الوعي بالأمور المتصلة بالمياه، ولإلهام الآخرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث فارق. ويعود الاحتفال باليوم العالمي للمياه إلى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية عام 1992، حيث أوصى بفعالية عالمية للمياه. وعقب ذلك حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة  22 مارس 1993 كأول يوم عالمي للمياه. وعقدت هذه الفعالية سنويا منذ ذلك الحين. وفي كل عام، تحدد لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية – اللجنة التي تنسق عمل الأمم المتحدة بشأن المياه والصرف الصحي- موضوع اليوم العالمي لمناقشة التحديات الحالية أو المستقبلية. وتنسق الحملة بمشاركة من عضو واحد أو أكثر من أعضاء لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية. واختارت الأمم المتحدة موضوع هذه السنة  شعار “الماء والشغل: مياه أفضل وظائف أفضل”، إذ يركز موضوع اليوم العالمي للمياه لهذا العام على الدور المركزي الذي تلعبه المياه في خلق ودعم وظائف أفضل لمياه هي لبنة أساسية للحياة. كما أنها  أكثر من مجرد ضرورة لإرواء العطش أو حماية الصحة؛ المياه أمر حيوي. فهي تخلق فرص عمل وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
ويشتغل  اليوم نصف العاملين في العالم، نحو 1.5 مليار شخص، في قطاعات ذات الصلة بالمياه، ذلك أن كل الأعمال على اختلافها تعتمد بشكل أساسي على المياه. ورغم الصلة القوية بين الشغل والمياه، فهناك الملايين من الأشخاص الذين يعتمدون على المياه لاكتساب أرزاقهم لا توفر لهم حماية حقوق العمل الأساسية ولا يعترف بهم.
يشار  أن منظمة الأمم المتحدة دعت، في هذه المناسبة، إلى الاستفادة من المعلومات والإجراءات المتخذة في حماية مصادر المياه والحفاظ على نظافتها وعدم إهدارها، من أجل المساهمة في إحداث تغيير يحمي مقدرات الكوكب المائية.
وشددت المنظمة على ضرورة التعرف على تأثير كمية ونوعية المياه على حياة البشر وسبل عيشهم، وإمكانيات تغيير المجتمعات والاقتصادات لحماية الثروة المائية، لجعلها تكفي سكان الأرض، معتبرة أن المياه هي أكثر من مجرد ضرورة لإرواء العطش أو حماية الصحة، وإنما هي تخلق فرص عمل وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

Related posts

Top