المجلس الوطني لحقوق الإنسان يتدارس أحداث مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين

تدارس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في اجتماع مكتبه الأخير، الخلاصات الأولية لفريق  العمل الذي تم إحداثه لرصد ومتابعة تداعيات احترام حقوق الإنسان، خاصة  انتهاك حقوق الأطفال بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، والتي أظهرت الصور وتسجيلات الفيديو التي تناقلها الأشخاص من عين المكان على مواقع التواصل الاجتماعي، الممارسات اللا إنسانية والمهينة التي مارستها قوات الجيش الإسباني في حق الأطفال.
ولم يكشف المجلس الوطني لحقوق الإنسان بعد عن مضمون هذه الخلاصات، لكن الواقع الذي تناقلته الصور وتسجيلات الفيديو التي قام بها أشخاص بعين المكان، وأساسا من سبتة المحتلة، أظهرت مجموعة من الممارسات اللاإنسانية والمهينة التي تعاملت به إسبانيا مع هؤلاء الأطفال بصفة خاصة ،ومع المهاجرين، سواء المنحدرين من بلدان إفريقية أو طالبي اللجوء المنحدرين من سوريا واليمن وطالبي اللجوء بشكل عام، وقيامها بإنزال قوات الجيش لمواجهة أطفال وأشخاص عزل لا يحملون أي نوع من السلاح.
وأظهرت التسجيلات المصورة صوتا وصورة والشهادات الحية التي استقاها أعضاء من المنظمة المغربية لحقوق ألإنسان التي سبق وأصدرت حينها بلاغا في الموضوع، استعمال قوات الجيش الإسباني العنف المفرط والغازات المسيلة للدموع رغم كونهم أطفال وقاصرين كما قامت بتجميعهم بشكل مكتظ في ظروف لا إنسانية أغلبها في نقط تحت أشعة الشمس الحارقة، ومستودعات رياضية وصناعية في خرق سافر للقوانين الدولية.
وأبدت المنظمة غير الحكومية قرى الأطفال “س أو س” في إسبانيا استنكارها للظروف التي تم فيها وجود الأطفال القاصرين مكتظين في المراكز الرياضية والمستودعات الصناعية وآخرين في الشوارع أو عائلات مشتتة أو أشخاص لا تتم رعايتهم وفق القانون الدولي.
واعتبرت أن الأطفال المراهقين هم الضحايا الأكثر ضعفا في الأزمة الإنسانية، لاسيما غير المرفوقين، منبهة إلى ضرورة احترام حق هؤلاء الأطفال، وعدم استخدام تسمية المهاجر أو اللاجئ لتقليل حقوقهم بغض النظر عن وضع الهجرة الخاص بهم أو وضع والديهم.
وفي المقابل، وجهت أسرة الشاب عزوز صابر، البالغ من العمر 20 عاما المنحدر من الفنيدق، اتهامات لقوات الحرس الإسباني بضلوعها في مقتل ابنها، حيث يوثق تسجيل فيديو تعرضه رفقة مهاجرين للدفع من أعلى الصخور من قبل الجنود الإسبان بسبتة بغية إرجاعهم للبحر .
وصرح شقيق الضحية ” على أن كل الدلائل تبرهن على قتل صابر عزوز حيث ظهرت بقع دم على ملابس الجثة حينما تم إخراجها من البحر، كما سارعت السلطات بالمدينة المحتلة إلى دفنه بسبتة المحتلة دون موافقة عائلته”.
ومن جانبها، استنكرت الجمعية الأندلسية لحقوق الإنسان الإسبانية، لا إنسانية وعدم تحرك الحكومة المحلية في سبتة المحتلة اتجاه أوضاع المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وطالبي اللجوء والذين بعضهم مصاب بجروح خطيرة، لكن تركوا يواجهون مصيرهم وفي وضعية الشارع دون تمكينهم من الولوج للمراكز الصحية للحصول على العلاجات الضرورية.
يشار إلى أنه سبق لأعضاء من المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، المتواجدين بكل من تطوان وطنجة والناظور ووجدة، أن نقلوا في تقارير لهم ما رصدوه من خلال شهادات حية لبعض الضحايا ولائحة أولية من طالبي اللجوء أصناف العنف المفرط الذي استهدفهم به الجيش الإسباني، وكيف قامت تلك القوات بترحيل الآلاف من المهاجرين والمهاجرات وطالبي اللجوء واستعماله للعنف المفرط من ضرب بالعصي وركل ورفس، بل وباستعمال الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي حسب بعض الإفادات إلى جانب الممارسات الحاطة بالكرامة اللانسانية.
كما أفادت ذات التقارير، بقيام إسبانيا بترحيل مجموعة من طالبي اللجوء رغم تقدمهم بهذه الصفة لدى الهلال الأحمر الإسباني، كما تم ترحيل المئات من الأطفال بدون اعتبار لمصلحتهم الفضلى، وفي انتهاك صارخ بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، كما تم الاقتصار على بعض الموظفين لاستقبال هذه الفئة.

> فنن العفاني

Related posts

Top