ناقش المستشار الألماني أولاف شولتس خلال زيارة للسعودية السبت التحديات الاقتصادية والسياسية في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا، مستهلا جولة خليجية تشمل الإمارات وقطر لمحاولة عقد شراكات في مجال الطاقة.
وبعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، يسابق شولتس الوقت لايجاد مور دين جدد للتعويض عن شحنات الغاز الروسي التي ستنفد قريبا فيما تستعد أوروبا لمواجهة شتاء صعب وسط نقس في الإمدادات.
واجتمع شولتس خلال زيارته لمدينة جدة والتي استمرت لبضع ساعات بولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة الغنية بالنفط، من دون أن يعلن الجانبان عن فحوى المحادثات، قبل أن يغادر المسؤول الألماني إلى الإمارات، ثاني محطات جولته.
لكن شولتس تحد ث إلى الصحافيين عن رغبته في مناقشة التحديات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها الحرب الروسية على أوكرانيا، بحسب ما نقلت عنه قناة “ان تي في” الألمانية، في وقت تحث الدول الأوروبية الخليج على زيادة إنتاج النفط بهدف خفض الأسعار المرتفعة.
وقال شولتس “لدينا علاقات اقتصادية وسياسية طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية، لذا من المهم (…) تواجدنا هنا اليوم وفي المحطات الأخرى من جولتي لمواصلة الحديث عن تطور المنطقة وفرص العلاقات الاقتصادية ولكن أيضا التحديات السياسية التي تنتظرنا”.
وتابع “التحدي الكبير الحالي هو بالتأكيد الوضع الذي يمر به العالم في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا. هذا له عواقب دولية”، مضيفا “لقد أوضحت أنه من المهم بالنسبة لنا أن ندعم أوكرانيا في الدفاع عن أمنها وسيادتها وأننا سنواصل القيام بذلك، وأن على روسيا أن تسحب قواتها”.
ودعت دول الخليج إلى وقف الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية، لكن ها تجنبت توجيه انتقادات مباشرة إلى موسكو في ظل تنامي العلاقات الاقتصادية معها وخصوصا التعاون في مسألة إنتاج النفط عبر مجموعة “اوبك بلاس” التي تقودها السعودية وروسيا.
ويرافق شولتس وفد كبير يضم ممثلين لقطاعات اقتصادية عدة بينها الطاقة.
وقال مصدر مقرب من شولتس قبيل وصوله إلى السعودية “إنها الزيارة الأولى (للمستشار الألماني) للمنطقة في إطار المرحلة المتغيرة” التي تسبب بها الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقد تفضي الجولة في الدول الخليجية التي تلعب دورا “إقليميا رئيسيا” إلى توقيع عقود خصوصا مع الإمارات للحصول على الغاز الطبيعي المسال، بحسب المصدر.
وقال أحد مستشاري شولتس “سنضع اللمسات الأخيرة على طروحات طموحة”، بدون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وقالت المصادر الحكومية إن برلين ترغب في توسيع التعاون في تقنيات جديدة مثل الهيدروجين الأخضر المنتج باستخدام الطاقة المتجددة، والذي يمكن أن تستورده ألمانيا بكميات كبيرة من دول الخليج. كما يسعى المستشار الألماني إلى تعزيز التعاون السياسي مع القوى الإقليمية لمنع تقاربها من روسيا والصين.
وتساهم زيارة شولتس للسعودية في ترميم صورة ولي العهد الشاب على الساحة الدولية والتي تلطخت بعد جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.
واعتبر أحد مستشاري شولتس أن بن سلمان سيقود المملكة في “السنوات العشر أو العشرين أو الثلاثين المقبلة”، مضيفا “علينا التحدث مباشرة مع السعودية اليوم إذا أردنا حل مسألة الحرب في اليمن مثل ا أو التطرق إلى المسألة الإيرانية … لا يمكننا أن نتجاهل ضرورة العمل معا”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت قضية جريمة خاشقجي حاضرة في لقاءاته مع المسؤولين السعوديين، قال شولتس للصحافيين “ناقشنا كل القضايا التي تتعلق بحقوق الإنسان”.
وكان ولي العهد السعودي توسط لنقل خمسة بريطانيين وأميركيين اثنين ومغربي وسويدي وكرواتي في إطار عملية تبادل بين روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع.
ويستقبل الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شولتس الأحد، على أن ينتقل لاحقا إلى قطر، أحد أكبر مصدري الغاز قي العالم، للقاء أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
والسبت حصلت شركة “توتال إنرجي” الفرنسية على حصة جديدة في مشروع قطر لزيادة إنتاجها من الغاز مع اختيارها كشريك رئيسي في توسعة الرقعة الجنوبية من حقل الشمال الضخم، وذلك في خضم أزمة الطاقة الأوروبية على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأوضحت شركة “قطر للطاقة” الحكومية في بيان أنه بموجب اتفاقية الشراكة، ستمتلك “توتال إنرجي” حصة تبلغ 9,375 بالمئة من مجموع حصص الشراكة الدولية البالغة 25 بالمئة، بينما ستمتلك قطر للطاقة حصة 75 بالمئة من مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي.
أ.ف.ب