المسرح والسياسة.. من أجل المشاركة في الحياة العامة

يجمع العمل الفني المسرحي الجديد “دير مزية”، لجمعية “إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي” وجوها فنية تألقت في مختلف الفنون، من سينما ومسرح وغناء، لينتجوا من خلال أب الفنون منتوجا توعويا في قالب فني ما بين الكوميدي والدرامي، سيرى النور يوم الخميس القادم (23 يونيو الجاري) بالمسرح الوطني محمد الخامس.
المسرحية التي كتب نصها المبدع عبد الكبير الشداتي، ويسهر على إخراجها المخرج هشام الجباري، حظيت بدعم من المبادرة الأمريكية للشراكة الشرق أوسطية، وبشراكة مع وزارة الثقافة، وتخاطب عبر نصها وأحداثها روح المواطنة في الإنسان المغربي، وتدعو الجميع إلى الانخراط الفعال في العملية الانتخابية، إذ يؤمن القائمون على المشروع الفني بأن التغيير منطلقه المواطن أولا.
ويؤدي شخصيات المسرحية كل من الفنانة المقتدرة فضيلة بنموسى، وبنعيسى الجيراري، وسعيد آيت باجا، وفريد الركراكي، إلى جانب كل من الممثلة الشابة سندية بوتاج الدين، والفنان فتاح النكادي، الذي أبدع موسيقاها، وتكلف بسينوغرفيا العمل رشيد الخطابي، وبالمحافظة العامة كل من محمد شريف نجاح، وعبد الإله المسعودي.
وتتجلى أهمية هذا العمل المسرحي الجديد حسب مدير الفرقة، الفنان المسرحي سعيد آيت باجا، “في تركيزه على التحسيس بفعالية الانخراط في العملية السياسية من قبل المواطنين، خاصة وأن المسرحية تدعو من خلال أحداثها المقدمة للجمهور في قالب كوميدي درامي، للإسهام في التصويت خلال الانتخابات التشريعية القادمة، المقرر إجراؤها في السابع من أكتوبر 2016، وهذه الفكرة منبثقة من إيمان الفرقة بجدوى الفن في خدمة القضايا ذات العلاقة بالشأن العام”، حسب تعبيره.
مخرج المسرحية، هشام الجباري، أوضح أن العمل المسرحي يتمحور موضوعه على التغيير السياسي المرتقب خلال هذه السنة، والذي يساهم في إيصال رسائله ثلة من النجوم المغاربة الذين رحبوا بالفكرة وقبلوا الاشتغال عليها بصدر رحب، مدركين كونها توجه خطابا سياسيا توعويا للمتلقي بطريقة غير مباشرة وتوضح لهم كون التصويت وتحمل المسؤولية والذهاب لصناديق الاقتراع يبقى الحل الوحيد ليمر بلدنا نحو صفحة سياسية جديدة”، يقول المتحدث.
جدير بالذكر أنه من المرتقب أن تعرض المسرحية لأول مرة بالمسرح محمد الخامس بالرباط بحضور جل الأمناء العامين للأحزاب السياسية، بالإضافة إلى النواب البرلمانيين وممثلي الأمة داخل قبة البرلمان، الذين تلقوا الدعوة من الفرقة المسرحية بصدر رحب، وعبروا عن إعجابهم بالفكرة التي دمجت الفن بالسياسة، خدمة للتوعية والتحسيس بأهمية المشاركة الفعالة للمواطن في الحياة السياسية.
يجمع العمل الفني المسرحي الجديد “دير مزية”، لجمعية “إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي” وجوها فنية تألقت في مختلف الفنون، من سينما ومسرح ودراما تلفزيونية وموسيقى وغناء.. لينتجوا من خلال أب الفنون منتوجا توعويا في قالب فني ما بين الكوميدي والدرامي بعنوان “دير مزية”، بيان اليوم تقرب قراءها أكثر من هذا العرض من خلال دردشة قصيرة مع مخرج المسرحية “هشام جباري” حول المسرحية والهدف منها والسياق العام الذي تأتي فيه.. وكذا الحوار الذي أجرته مع الممثل المسرحي سعيد آيت باجا ومدير الفرقة المسرحية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي الذي يشارك بدوره في العمل المسرحي “دير مزية” الذي سيرى النور خلال هذا الشهر بحيث سيجوب المغرب في جولة وطنية تحط الرحال بأزيد من 24 موقع..
هشام جباري وسعيد أيت باجا اتصلت بهما بيان اليوم، وطرحت عليهما بعض الأسئلة ليتقربا القراء أكثر من السياق العام للمشروع المسرحي “دير مزية”، ومن أهداف فرقة إيسيل المسرحية..

الممثل سعيد آيت باجا لبيان 24:الفنان قادر من موقعه أن يساهم في التغيير

> أنتم الآن منهمكون، رفقة مجموعة من الفنانين، ضمن فرقة إيسيل المسرحية، على التداريب النهائية من أجل إعداد عرضكم المسرحي الجديد “دير مزية”، ما هو السياق العام الذي يأتي فيه هذا المشروع الذي يكتسي طابعا تحسيسيا؟
< في الحقيقة هذه الفكرة/ المشروع ترجع لسنوات، وهي فكرة من إسهام مجموعة من الفنانين، وتأتي في سياق التغيير الذي يعرفه المغرب، ولا سيما وبلادنا مقبلة على الانتخابات التشريعية في أكتوبر القادم.. لذا ارتأينا أن نساهم عن طريق المسرح في توعية الناس بجدوى المشاركة السياسية والتصويت في الانتخابات والانخراط في العمل السياسي من أجل تقدم بلادنا. لأنه في ظل العزوف عن المشاركة السياسية، لا شيء سيتقدم إلى الأمام.. وستظل الأوضاع قائمة على ما هي عليه.. لذا، فكرنا في جمعية إيسيل للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، التي دأبت على الاشتغال على تيمات معينة، في الاشتغال هذه السنة على هذا الموضوع على اعتبار أن الفنان قادر من موقعه أن يساهم في التغيير، ومن هنا جاءت فكرة هذه المسرحية التي تشخص وضع المشاركة السياسية في بلادنا وتشجع على الانخراط والتصويت.
اشتغلنا بشراكة مع المبادرة الأمريكية للشراكة الشرق أوسطية في هذا العمل الذي يجمع ثلة من الفنانين الجادين والغيورين.. منهم الفنانة المقتدرة فضيلة بنموسى، وبنعيسى الجيراري، وفريد الركراكي، سندية بوتاج الدين، فتاح النكادي، فيما تكلف بسينوغرفيا العمل رشيد الخطابي، وبالمحافظة العامة كل من محمد شريف نجاح، وعبد الإله المسعودي، وكانت انطلاقة الفكرة مع عبد الكبير الشداتي المؤلف والمخرج الكبير الذي ألف لنا هذا العمل إضافة إلى المخرج المبدع هشام جباري الذي عمل على إخراج هذه المسرحية.

> هل حظيتم بدعم على المستوى الوطني من أجل إخراج هذا العمل الفني إلى حيز الوجود؟
< صراحة نتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الثقافة، لأنها فتحت لنا أبواب مسارحها بمختلف المدن التي ستمر منها جولتنا المسرحية، إذ من المقرر أن ننظم 24 عرضا بمجموعة من المدن، وهذا دعم كبير، كذلك المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط الذي بدوره ساعدنا حيث احتضن مختلف التداريب التي نجريها على العرض.. وكذلك إنجاز الديكور.. من جهة أخرى صراحة كنا نطمح لأن نغني هذا العرض المسرحي بنقاش مع الأحزاب السياسية، وقمنا بمراسلات في هذا الصدد من أجل فتح حوار معها والوقوف على أهم الأسباب التي تقف أمام المشاركة السياسية وسبب العزوف عن التصويت، إلا أن هناك حزبين فقط أبديا استعدادهما ورغبتهما في الحوار فيما باقي الأحزاب لم تعر أدنى اهتمام للأمر، وهذا ما يحز في النفس لأن هذه الأحزاب عبرت عن عدم اكتراثها بالموضوع وعدم رغبتها في التعاون من أجل إخراج هذا العمل وهو شيء مؤسف حقا، ويطرح أكثر من علامات استفهام..

> ما هي أهم الأهداف التي تشتغلون عليها في الفرقة المسرحية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي؟
< في ما يخص الفرقة المسرحية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي فهي دأبت على تنظيم مجموعة من الأعمال الفنية التوعوية، إيمانا منها بدور المسرح في التغيير ودورها في خلق وعي مجتمعي بمجموعة من القضايا، كما أن الفرقة تعمل سنويا على تنظيم مجموعة من الأعمال الفنية التي تهدف من خلالها إلى الانفتاح على المواطنين والتطرق للعديد من القضايا.. من بين هذه المبادرات السنوية.. مسرح القرية، والذي تتنقل فيه الفرقة إلى مجموعة من القرى من أجل التواصل مع الساكنة وتنظيم عروض مسرحية.. إضافة إلى مبادرات أخرى.
كما أن هذا العرض المسرحي “دير مزية” يدخل ضمن اهتمامات الفرقة المسرحية بخلق إشعاع توعوي والدعوة إلى المشاركة السياسية من خلال الجولة التي ستعرفها 24 مدينة، والتي ستلتقي خلالها بمجموعة كبيرة من المواطنين، وهذا ما يبرز دور المسرح في معالجة القضايا الاجتماعية، وكذا يعبر عن الأهداف التي تضعها فرقتنا ضمن اهتماماتها وهي الإسهام في خلق وعي مجتمعي حول عدة قضايا من بينها المشاركة السياسية.

حاوره: محمد توفيق امزيان

Related posts

Top