المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.. يحتفي بـ “الآداب الإفريقية” ويطمح لتقديم نسخة متميزة

افتتحت، يوم الخميس الماضي، بالرباط فعاليات الدورة الـ 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه مدينة الرباط بشكل استثنائي هذه السنة، وسط مشاركة واسعة للثقافة الإفريقية التي يجري الاحتفاء بها خلال هذه الدورة.
واختار القائمون على المعرض تخصيص ضيف شرف الدورة الـ 27 للآداب الإفريقية، وذلك في إطار العمق المغربي الإفريقي واختيار مدينة الرباط، التي تحتضن النسخة الحالية من معرض الكتاب، كعاصمة للثقافة الإفريقية وكعاصمة للثقافة الإسلامية 2022.
هذا الاختيار، قال المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل إنه يأتي في إطار العمل المشترك للنهوض بالثقافة الإفريقية الغنية والمتميزة والعمل على تطويرها، وإعطاء القارة بعدا متميزا على المستوى الثقافي.
وأضاف بنسعيد الذي كان يتحدث في الندوة الافتتاحية للمعرض صباح الجمعة الماضي أن اختيار الآداب الإفريقية كضيف شرف على دورة هذه السنة، يشكل أيضا فرصة لتكريس سياسة التعاون جنوب – جنوب، التي ينهجها المغرب.
وتوقف المسؤول الحكومي على التحديات التي ترفعها النسخة الحالية، وفي مقدمتها تحدي القراءة، الذي قال إنه من بين التحديات الرئيسية، إذ تطمح الوزارة مع شركائها إلى تقوية فعل القراءة في المغرب وفي الدول الإفريقية، حيث كشف عن شروع الوزارة في الاشتغال على استراتيجية من أجل تشجيع الإقبال على الكتاب وعلى القراءة والعمل على التعاون مع جميع الشركاء الإفريقيين حول هذا الجانب وتوجيه اهتمام أكبر لكسب رهان هذا التحدي المهم.
ولفت بنسعيد في كلمته إلى ضرورة الاهتمام بالثقافة وما يرتبط بها، باعتبارها قوة حقيقية في تعزيز التقارب بين الثقافات الإفريقية، والتعريف بتاريخ الدول الإفريقية وشعوبها.
من جانبه، نوه الوزير السينيغالي عبد الله إيديوب، بأجواء المعرض الدولي للكتاب والنشر، مؤكدا على أهمية هذه التظاهرة الثقافية في تعزيز التعاون المشترك بين مختلف البلدان الإفريقية والتعريف بثقافة القارة.
وتوقف إيديوب على الأهمية التي تكتسيها الثقافة على الصعيد الإفريقي، حيث قال إن الثقافة تشكل خطوة هامة في طريق إرساء قيم التعاون والتسامح وتعزيز حسن الجوار بين البلدان الإفريقية المشاركة.
وأضاف الوزير السينيغالي أن الثقافة هي السلام، والانفتاح، والتسامح، مجددا التأكيد على دورها في النهوض بالقارة وتطويرها عبر التعاون المشترك بين مختلف البلدان الإفريقية.
هذا، ويشارك في النسخة الحالية من معرض الكتاب الذي تحتضنه العاصمة الرباط أزيد من 700 عارض يمثلون 55 بلدا، وأزيد من 380 متدخلا ومحاضرا في مختلف فعاليات المعرض من ندوات ولقاءات وتقديمات للإصدارات الجديدة وأمسيات شعرية، بالإضافة إلى عدد من الكتاب والمفكرين في مجالات مختلفة.
ووضعت وزارة الثقافة برنامجا خاصا للأنشطة يشكل العشرات من اللقاءات والأمسيات والندوات، فضلا عن لقاءات حرة تنظمها مجموعة من المؤسسات المشاركة في فعاليات هذه الدورة.
وبخصوص الأطفال والناشئين، وضعت وزارة الثقافة برنامجا يشمل فقرات تثقيفية وورشات وأزيد من 79 نشاطا يؤطره 63 فاعلا من مجالات مختلفة، حيث يطمح المنظمون من خلال هذه البرامج إلى تقديم عرض ثقافي شامل تتضافر فيه جهود المؤسسة الحكومية، والمقاولة المهنية، والفاعل الثقافي، والناشط الجمعوي، إلى جانب المؤسسات الداعمة، والسلطات الترابية والهيئات المنتخبة.
وحسب وزارة الثقافة وجهة الرباط – سلا – القنيطرة المنظمان لهذه التظاهرة الثقافية، فإن المعرض استطاع في غضون يومين (الجمعة والسبت الماضيين) من جذب ما يزيد عن 24 ألف زائر، حيث عرف اليوم الأول (الجمعة) تسجيل ما يزيد عن 6970 زائر، فيما سجل في اليوم الثاني (السبت) توافد أزيد من 17 ألف زائر.

< محمد توفيق أمزيان

تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top