سقط نيزك جديد في منطقة لحمادة بمدينة الزاك وبالضبط في الجماعة القروية لحطيبة، وذلك يوم الخميس الماضي( 27 يونيو2019)، حوالي الساعة الخامسة مساء.
وأكد الدكتور عبد الرحمان إبهي، رئيس مختبر دراسة “البلورات والمعادن” في كلية العلوم بجامعة ابن زهر، في تصريح لبيان اليوم، أكد أن أحد شهود العيان رأى المشهد وقال: “كانت الكرة أولا لونها أزرق برتقالي قبل أن تتحول إلى اللون الأحمر، وتضيء المنطقة بأكملها وتتفتت إلى عدة قطع بعد انفجار كبير، ليعم المكان دخان أبيض”.
وأضاف الدكتور إبهي أنه تم العثور على أكبر جزء حتى الآن هو يزن كيلوغرام واحد، ولكن معظم الأجزاء يتراوح وزنها بين 60 و30 غرام، معربا عن خالص تشكراته للشيخ مولود من مدينة السمارة على مساعدته في جمع المعلومات والعينات.
وتوضح الدراسة البتروغرافية لشظية، استعادها مختبر النيازك بجامعة ابن زهر، أن النيزك عبارة عن “كوندريت” (chondrite) عادي من النوع L6 وأن قشرة الانصهار المحيطة بالنيزك لا تزال سليمة وسوداء، وهي تدل على أن سقوطه حديث جدا. هذا النيزك “الشوندريت العادي” يأتي من حزام الكويكبات. ويمكن أن تتراوح من بضعة أمتار إلى عدة عشرات أو حتى مئات الآلاف من الكيلومترات، وتدور بين المريخ والمشتري، وتصطدم مع بعضها البعض، وتتحرر بعض القطع التي يمكن أن تتجول لفترة طويلة في الفضاء لتنهي سباقها نحو الأرض وتعطي نيازك كويكبات.
وتعد “كوندريت” (chondrite) هي أقدم المواد في النظام الشمسي وهي المصدر الرئيسي لمعلومات العلماء حول ظروف تكوين الشمس والكواكب. وهذا هو السبب لكونها مثيرة كثيرا للاهتمام بغية الدراسة.
من المقرر أن تكمل الدراسة الاستكشافية وتتبع مجال توزيع أجزاء الشظايا من بعثة استكشافية مزودة بمعدات الملاحة الحديثة وأجهزة الكشف والتي شكلها أعضاء مختبر النيازك بجامعة ابن زهر. وتتبع مجال توزيع شظايا هذا النيزك في الفضاء، وبالتالي الكشف عن خريطة حقل النيزك المتناثر.
ويتزايد الاهتمام بسقوط النيازك لعدة أسباب. فالمواد التي سقطت على الأرض لوحظ عدم خضوعها لتغيير الأرض، مما يجعلها أفضل عينة للدراسات العلمية.
يشار أن جنوب المغرب مشهور عالميا بالنيازك. وأن أكثر من نصف المنشورات العلمية حول الصخور خارج كوكب الأرض كتبت بناء على دراسة النيازك المغربية، كما يقول البروفسور إبهي رئيس متحف النيازك بجامعة ابن زهر. وسيتم إضافة نيزك “لحبيطة 2019” (اسم مبدئي) من منطقة الزاك إلى قائمة النيازك التي سقطت في المغرب.
وشهد المغرب هذه السنة سقوطين مهمين للنيازك، يستوجب التفكير بعناية في إنشاء متحف وطني للحفاظ على هذا التراث السماوي، لأن المغرب بلد النيازك. والنيازك المغربية القليلة التي بقيت في البلاد هي جزء من بعض المجموعات الخاصة أكبر علما أن مجموعة من النيازك في المغرب مملوكة للمتحف الجامعي للنيازك في أكادير.
ويذكر أنه على مدار الثمانين سنة الماضية، تم تسجيل 22 نيزك في المغرب، تسعة عشر منها موثقة وتسمى “دوار مكيلا” (1932)، واد الحجار (1986)، زاك (1998، إيتقي ( 1990)، بنسور (2002)، أم درايكا (2003)، بنجوير (2004)، تمداخت (2008)، تيسينت (2011)، إزرزار (2012)، أوسريد (2012)، أم درايجا (2013)، محبس أريض، (2013) )، تيكرت (2014)، فم لحسن، تينجداد (2014)، سيدي علي أو عزة (2015)، أوديات سبعا (2016)، خنج لجواد (2017)، قصر الكوران (2018) وكلتة زمور (2018).
< محمد التفراوتي