بمناسبة الذكرى السادسة والستين لليوم الوطني للمقاومة المغربية( 18 يونيو 1954) نظمت المندوبية الإقليمية للمقاومة وجيش التحرير ليلة الجمعة المنصرم بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالجديدة، ندوة فكرية في موضوع “المقاومة المغربية دكالة نموذجا “.
و أطر هذه الندوة عن بعد، ثلة من الباحثين المغاربة المهتمين بمجال المقاومة: المجاهد طالب بالحاج، والباحث عبد الرحيم مفكير مدير المرصد المغربي للدراسات والأبحاث التربوية ، والدكتورة ماجدة بنحيون، والأستاذ صالح جبران مندوب المندوبية الإقليمية للمقاومة بالجديدة.
وتكلفت هدى معتل وهي مسؤولة بذات المندوبية بتسيير فقرات هذه الندوة الفكرية عن بعد والتي هدفت إلى توضيح دور المقاومة المغربية وجيش التحرير في استقلال المغرب والتعريف برموزها، وعرضت لنماذج من المقاومين وجيش التحرير بالمغرب عموما وبدكالة على الخصوص.
وتخللت اللقاء شهادة حية للمناضل المقاوم سيدي أحمد بلحاج، والذي أبرز دور المقاومةالمغربية بدكالة، وأهدافها ووسائلها في مواجهة العدو الغاشم ، كما تطرقت باقي المداخلات إلى مقاومات نسائيات دكاليات قدمن أرواحهن فداء للوطن، وأثنى المتدخلون على مجهودات المندوبية السامية للمقاومة بالجديدة في حفظ ذاكرة المقاومة المغربية الدكالية.
وجاءت مداخلة المقاوم سيدي أحمد طالب بالحاج لتبرز أهمية الإحتفاء بالذكرى ولاسيما الشهيد الزرقطوني ووقف على صفاته وشجاعته وقدرته التنظيمية، وكفاحه المسلح، وكيف أنه تناول السم واستطاع المحافظة على أسرار المقاومة وجيش التحرير.
ودعا أحمد طالب بالحاج الجيل الحالي إلى ضرورة الإقتداء بهؤلاء العظماء، واعتبر المرحلة الحالية مقاومة مدنية من أجل مغرب الحرية والإستقلال والعدالة الإجتماعية والكرامة، وأن الذين قدموا دماءهم فداء للوطن لا يجب أن تضيع دماؤهم هدرا، مبرزا ضرورة الوفاء لأرواح الشهداء ممن ضحوا بأرواحهم من أجل وطن حر غير خاضع لقوى خارجية.
ولم تخرج مداخلة الدكتورة ماجدة بنحيون عن سياق سابقتها حيث إنطلقت بالتعريف بالمقاومات عبر ربوع المملكة وبدكالة بالأساس، وبينت دورهن الريادي في المشاركة القوية لمواجهة نظام الحماية، وعدت أسماءهن لا سيما راضية لمسفر، وطالبت بنفض الغبار عن تاريخ المجاهدات والبحث عن مناقبهن. وختمت بقصيدة شعرية لإحدى المقاومات.
وتحدث الباحث عبد الرحيم مفكير مدير المرصد المغربي للدراسات والأبحاث التربوية عن السياق العام لنظام الحماية،وتساءل عن ظروف فرض نظام الحماية على المغرب ،و مراحل الإحتلال العسكري و طبيعة المقاومة المواجهة له ،و مظاهر الإستعمار و انعكاساته على المغرب .
كما تناول الأستاذ عبد الرحيم مفكير في معرض كلمته القيمة تاريخ مازكان ،البريجة، المهدومة القلعة الشامخة في مسيرة التحرير ومقاومة الإستعمار الفرنسي عبر نشوء وتطور الحركة الوطنية والعمل الوطني بالجديدة، وكيف أنجبت مدينة الجديدة في خضم هذا المخاض الوطني، نخبة من الوطنيين الملتزمين كان لهم دور بارز في تجدر وتطور الوعي الوطني بالمدينة على طول مدة الحماية، وذكر منهم: عبد الرحمن الدكالي ابن شيخ الإسلام شعيب الدكالي وعبد الواحد القادري وقاسم العراقي وأحمد طالب بلحاج وعبد الرحمان المسفر وعبد السلام السراج وعبد الواحد التازي وعبد القادر جسوس وأحمد الشيخ وامحمد الركيك المعروف بالفقيه الدكالي وعبد الله شاكر وحسن هيكل والحسين المنصور بالله الشلح ومولاي عباس الكثيري وامحمد بلحاج عباس وبوشعيب اللباط وعبد الله بن محمد الحاج الجيلالي النعامي وعبد الله بن إبراهيم ويحي خالد والعربي الزموري ومحمد التازي وامحمد الكندوز ولالة راضية المسفر..
وأضاف ذات المتحدث أنه لا عجب إن وجد الكثير من أبناء هذه المدينة أو ضواحيها ضمن معتقلي السجن الفلاحي العدير والسجن الفلاحي عين علي مومن ومعتقل أغبالو بإقليم الراشيدية ومعتقل آيت محمد بنواحي أزيلال، حيث تظل أسوار هذه المعتقلات شاهدة على وطنية أبطال من ذهب.
وفي الشق الثاني من مداخلته عرف رئيس المرصد الوطني للدراسات والأبحاث بشخصيات المقاومة بدءا من محمد التريعي، الحسن الأيوبي،سراج الدين، مقاومو أولاد أفرج وتوقف عند المعطي المشهور باشقربل الذي إسطاع أن يؤطر شبابا متحمسا لمقاومة المستعمر في قرية شهدت بطولات هذا الرجل المجاهد ،ثم تناول سيرة العربي بلحمدونية، و ملاحم الدكتور الخطيب وختم بقوة وشجاعة البطل المناضل إدريس المسفر.
وأوضح صالح جبران مندوب المندوبية الإقليمية للمقاومة وجيش التحرير مجهودات المندوبية في حفظ ذاكرة المقاومة، بالتعاون مع جميع المتدخلين، وعدد الصفحات المشرقة للمقاومة وجيش التحرير والأعمال المتتالية في التعريف بكل الخطوات الجهادية التي قام بها المغاربة والمقاومون أبناء الجديدة في الدفاع عن استقلال المغرب وإرجاع السلطان الشرعي إلى عرشه، كما لم يفته أيضا أن فصل في أسماء وأعمال المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأماكن نضالهم وجهادهم.
> متابعة: عبدالله مرجان