في خطوة، غير مسبوقة، ترمي إلى نزع صفة “التمثيل الشرعي” المزعوم لجبهة البوليساريو، أبلغ السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام” الحاج أحمد باركا لله، وزراء خارجية الجزائر وموريتانيا وإسبانيا والمغرب، بالإضافة إلى عضو أمانة جبهة البوليساريو، نيابة عن مسؤول العلاقات الخارجية فيها، بتأسيس الحركة باعتبارها “إطارا سياسيا جديدا ومستقلا، يطمح إلى المساهمة الفعالة لأجل التواصل إلى حل سياسي، عادل ومتوافق عليه، ينهي هذا النزاع الذي عمر أكثر من اللازم”.
وأكد أحمد باركا لله، في الرسالة التي وجهها الأسبوع المنصرم، إلى وزراء الخارجية، صبري بوقادوم، وإسماعيل ولد الشيخ أحمد، وماريا غونثاليث لايا، وناصر بوريطة، بالإضافة إلى عضو أمانة جبهة البوليساريو حمة سلامة، على أن “حركة صحراويون من أجل السلام” “لن تقبل تضييع المزيد من الفرص على الشعب الصحراوي، لتحقيق الحل الذي ينهي النزاع، ويضمن السلام والاستقرار في شمال غرب إفريقيا”، مبرزا، في السياق ذاته، أن الحركة تعول على جهود المجتمع الدولي.
وأعلن السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام” عن استعداد الحركة للانخراط والمساهمة الفعّالة لدعم المساعي الدولية الرامية إلى التوصل إلى إيجاد حل سياسي لهذا المشكل، مطالبا بقية الأطراف بـ”التحلي بنفس الإرادة”، وهو الإعلان الذي فسره مراقبون، بطرح الحركة نفسها، كطرف سياسي معني بأية مفوضات مقبلة، وأنها لن تقبل بوصاية جبهة البوليساريو والتحكم في مصير الصحراويين التواقين إلى الحرية والانعتاق والخروج من تحت عباءة العسكر الجزائري الذي يطبق على الأنفاس، ويمنع أن تحرك في اتجاه التعبير عن رأي مخالف لما خطط له منذ عقود خلت.
وسبق لسكرتير الحركة أن بعث برسالة مماثلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، يخبره فيها، بتأسيس الحركة التي تطرح نفسها “كقوة سياسية جديدة ومستقلة تمثل قطاعات مهمة من السكان بصفتي الجدار، وتتطلع إلى لعب دور حيوي في حل المشكلة المستمرة بالإقليم منذ خمسة عقود”، وفق ما جاء في الرسالة، التي أكد من خلالها أيضا، أن سبب وجود الحركة هو “لفت انتباه المنتظم الدولي، وممارسة تأثير إيجابي بهدف التوصل إلى حل سلمي لمشكل ربما يكون الأقدم والأكثر ألما من بين الملفات المدرجة على جدول أعمال الهيئة الدولية العليا”.
وأعرب أحمد باركا لله، الذي طالب من الأمين العام الأممي إبلاغ أعضاء مجلس الأمن الدولي بمضمون الرسالة، عن استعداد حركة “صحراويون من أجل السلام” للتعاون مع الأمم المتحدة وفق ما يمليه شعارها المتمثل في “سلام، عدالة، وفاق”.
وأشار السكرتير الأول للحركة، في الرسالتين الموجهتين إلى الأمين العام الأممي ووزراء الخارجية، إلى أهم مضامين البيان التأسيسي للحركة الذي نشر في 22 من شهر أبريل المنصرم، وإلى لائحة المؤسسين الموقعين على البيان، والتي ضمت “العديد من الأطر والضباط والدبلوماسيين السابقين في البوليساريو، إلى جانب نشطاء حقوقيين وسياسيين، وكذلك أبناء وأحفاد الشيوخ الذين كانوا معتمدين من طرف الإدارة الاستعمارية الاسبانية، ضمن هيئة الجماعة”.
كما أشار إلى “تلقي الحركة للمئات من طلبات الانخراط خلال الأسابيع الأخيرة، بعد نشر البيان التأسيسي، والتي وردت من طرف مواطنين ينتمون لكافة مناطق تواجدات الصحراويين، ومن مختلف فئات المجتمع الصحراوي، حيث أعربوا عن التزامهم بطرح الحركة المعتدل، كما أعربوا عن أملهم في مساهمتها في التوصل إلى حل ينهي مأساة ومعاناة الصحراويين والوصول بهم إلى بر الأمان”.
يشار إلى أن “حركة صحراويون من أجل السلام” والتي تأسست شهر أبريل الماضي، تضع نفسها بديلا حقيقيا لجبهة البوليساريو التي “استنفذت طاقتها وأصبحت عاجزة عن التجديد” وفق ما أكد عليه أحمد بركالله الكاتب الأول للحركة في تصريح صحفي منشور بموقع الحركة، والذي قال فيه إن “حركة صحراويون من أجل السلام” هي إطار سياسي، يجمع كل الصحراويين الذين لم يثقوا في يوم من الأيام بجبهة البوليساريو، أو الذين فقدوا ثقتهم فيها بسبب أخطاء قيادتها.
وأضاف أحمد بركالا، وفق المصدر ذاته، أن الصحراويين يجدون أنفسهم في خطاب الحركة المعتدل والواقعي الذي يطبع استراتيجياتها السياسية ومقارباتها لإيجاد الحلول الممكنة، مؤكدا على أن “حركة صحراويون من أجل السلام” هي قوة سياسية مستقلة، تمثل فرصة لجميع الصحراويين.
فبعد نصف قرن من الحرب والنفي والمشاكل والجدران، يضيف الكاتب الأول للحركة “يحق للصحراويين العيش في هدوء، لأن السلام يكسر الجدران العسكرية، ويعيد فتح الحدود ويجمع شمل العائلات المقسمة وبالطبع سيجلب الرفاهية والازدهار…”.
محمد حجيوي