يعتبر المدرب الفرنسي كرستيان شومان من الخبراء الدوليين في رياضة الجيدو، ويعتبر التعاقد معه من طرف الجامعة الملكية المغربية للعبة، إضافة مهمة لهذه اللعبة على الصعيد الوطني والتي تحاول تحقيق طفرة نوعية على الصعيد الدولي، بعدما أصبحت تنافس قاريا بعد انتهاء الحضور المغربي بدورة ريو خصنا شومان بحوار خاص يقيم فيه عطاءات الثلاثي عماد باسو وغزلان زواق وأسماء نيانغ الذين مثلوا الجيدو المغربي بأولمبياد ريو دي جانيرو.
> كيف تقيم عطاء العناصر الوطنية خلال هذه الدورة الأولمبية لري ودي جانيرو؟
< عموما لمست دينامية ملحوظة من طرف الثلاثي الذي مثل الجيدو المغربي بريو. كلهم استعدوا في ظروف جيدة للمشاركة بالحدث الأولمبي. وبهذه المناسبة أتوجه بجزيل الشكر لجلالة الملك والمسؤولين عن الرياضة المغربية من وزارة ولجنة أولمبية وجامعة على ما قدم لكل أفراد فريق الجيدو. نقدر عاليا هذا الدعم والمساندة المطلقة خصوصا الثلاثي الذي أنيطت به مسؤولية التاريخية فوق الحلبة.
بالنسبة لعماد باسو، فهذا الشاب أظهر قتالية كبيرة، لكنه يفتقد للخبرة والتجربة، إذ لاحظنا الارتباك الذي حصل له مباشرة بعد تسجيل نقطة لصالح خصمه.
أما غزلان زواق فقد حكمت عليها القرعة بمواجهة الرابعة عالميا، وهذا الفرق الشاسع جعلها غير قادرة على مسايرة الإيقاع الذي فرضته البطلة المنغولية.
وفيما يخص أسماء نيانغ فهذه البطلة خاضت نزالا قويا، حيث تابع الجمهور ندية كبيرة وصراعا هز جنبات القاعة التي كانت غاصة بالجمهور المحلي الذي ساند بقوة لاعبته ماريا بورتييا، وبالمناسبة فهذه التي تحتل رتبة متقدمة على الصعيد العالمي.
> في نظرك ماذا ينقص الجيدو المغربي للاقتراب على الأقل من المستوى العالمي؟
< ما ينقص هو تخصيص وقت كاف لإعداد وتحضير الرياضيين. قبل المجيء لريو لم نتدرب إلا لفترة لم تتعد ثلاثة أشهر وعموما لا يمكن أن أؤاخذ العناصر الثلاثة. كما لا يمكن تحميلهم مسؤولية أي تقصير، ففي نظري قاموا بالواجب في حدود الإمكانيات المتوفرة لديهم. من المفروض أن تفوق مدة الإعداد 4 سنوات وهذه المدة عادية بالنسبة للرياضيين الطامحين للمستوى الدولي، لكن عناصر الجيدو المغربي مثلا لم تتدرب بما فيه الكفاية وفي غياب للاستمرارية المطلوبة.
أنا على يقين أنه في حالة توفر الإمكانيات والوقت الكافي، سيكون الرياضيون المغاربة في الموعد. في المغرب هناك ممارسون قادرون على المنافسة على أعلى مستوى، شريطة ضمان شروط الإعداد في إطار احترافي وترسيخ ثقافة الفوز في أذهانهم وتفكيرهم.
> أحيانا نلاحظ أن جزئيات صغيرة تحدث الفارق؟
< بالفعل .. وهذا هو الفارق الحقيقي بين المستوى العالي والمستوي العادي. فأحيانا تتحكم تفاصيل وجزئيات صغيرة في تحديد النتيجة النهائية.
> وماذا عن المستقبل؟
< عندما أتحدث عن المستقبل فالأكيد أنني أخص بالذكر الشاب الواعد عماد باسو الذي هو منتوج خالص للجيدو المغربي تأطيرا وتكوينا. فلديه إمكانيات مهمة تؤهله مستقبلا للوصول إلى ربع أو نصف النهاية بدورة أولمبية إذا خصص له إعداد يصل لـ4 سنوات.
> إذن أنت تتحدث عن دورة 2020 ؟
< ولماذا لا .. إذا كانت هناك رغبة وإرادة، فسنتمكن من الوصول إلى المستوى العالي الذي يتطلب الكثير من الإمكانيات من طرف المسؤولين وتحمل الرياضيين لقساوة الإعداد والتدريب. وهذه حقائق يجب على الجميع أن يؤمن بها.
محمد الروحلي مبعوث بيان اليوم إلى ريو دي جانيرو