المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء يفتتح دورته الـ33 بتكريم مليكة العمري ونور الدين مفتاح

احتضن المركب الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء حفل افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي تشرف على تنظيمه كلية الآداب بن مسيك.
استهل هذا الحفل بتقديم شريط وثائقي يلخص بعض الوقائع التي عايشها مجموعة من المشاركين في الدورة السابقة للمهرجان، وتركزت هذه الوقائع بالخصوص على تقاسمهم الحياة اليومية المعاشة في مجتمعنا داخل فضاءات مختلفة: الأسواق، المنتزهات، المعالم.. إلى غير ذلك، وتبيان مدى ابتهاجهم بهذه الحياة المتسمة بالبساطة والاستقرار الأمني وحب المغاربة للتعايش مع الآخر، وقد سهرت على إعداد هذا الشريط الوثائقي إحدى الفرقة الإسبانية المدعوة للمشاركة في المهرجان.
عقب ذلك قدم الفنان الموسيقي عبد الله ميني بمفرده على خشبة المسرح مجموعة من المعزوفات الغنائية، وأبان عن تمكن من العزف على عدة آلات موسيقية: البيانو، الكمان، القيتار.. وإن كان قد اعتبر أن آلته الموسيقية الأساسية هي الكمان، واللافت للانتباه أن كل المعزوفات التي قدمها هي مستوحاة من إيقاعات غربية، فضلا عن أنها ذات نبرة حزينة، ولعلها عبارة عن استعادة لمخلفات جائحة كورونا التي لا تزال تجثم بكل ثقلها على حياتنا اليومية.
وتعاقب بعد ذلك على منصة المهرجان مجموعة من الشخصيات، لإلقاء كلمات وشهادات بخصوص هذه التظاهرة الثقافية ذات الإشعاع الدولي، حيث ذكر رئيس جامعة الحسن الثاني محمد الطلبي بأهمية المهرجان سواء للطلبة أو لغيرهم من أفراد المجتمع، بالنظر لاشتماله على عدة فقرات تثقيفية وتنشيطية: العروض المسرحية، الورشات التكوينية في فنون المسرح، كما اغتنم الفرصة للتذكير بالدور الذي تلعبه التكنولوجية الرقمية خصوصا في الظرفية الصعبة الحالية المرتبطة بالكوفيد، على مستوى التواصل داخل الوطن وخارجه. وأكد على أن التأقلم مع هذه الظرفية يفرض ذاته لتجاوز الصعاب والحفاظ على وتيرة الحياة الثقافية والاجتماعية.
وأشار عامل مقاطعات مولاي رشيد إلى لحظات المتعة التي تحققها تظاهرة من قبيل هذا المهرجان المسرحي، والتي من شأنها أن تساعد على تجاوز حالات التوتر والضغوط النفسية اليومية، وإن كان الرهان على التنظيم الحضوري بشكل جزئي، كما استحضر البعد التثقيفي لفقرات البرنامج المشتمل على العروض المسرحية والندوات والورشات التكوينية.. مذكرا بأن البعد الثقافي يكتسي أهمية على مستوى التنمية الاقتصادية. واختتم كلمته بالتذكير بمشروع ترميم الفضاء الذي يحتضن هذا الحفل (المركب الثقافي مولاي رشيد) مما سيعطي نفسا جديدا للحركة الثقافية بالمنطقة.


وبدوره ذكر مدير المهرجان وعميد كلية الآداب بن مسيك عبد القادر كنكاي أن هذه الدورة تقام في ظرفية استنثنائية بسبب تأثير جائحة كورونا على كل القطاعات، وإحداث أزمات نفسية واجتماعية بليغة، غير أنه رغم القيود التي فرضته الجائحة، فقد تم البحث عن السبل لتخطي الصعاب، من خلال اتباع طرق بديلة تساعد على التأقلم مع العالم الجديد بكل همومه وتحدياته.
حيث تم تنظيم الدورة السابقة عن بعد من خلال توظيف وسائل التواصل الافتراضي، ومن هنا جاء شعار المهرجان: المسرح والتأقلم.
واستحضر كنكاي 33 سنة من العطاء الدؤوب الذي شكله المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، مساهما بذلك في التنمية المحلية وتنشيط المدينة ككل، ذلك أن بلدنا هو بلد الفن والإبداع وفضاء تلاقح الحضارات.
ولفت الانتباه في كلمته بهذه المناسبة إلى اعتذار عدة فرق مسرحية عن المشاركة في المهرجان في آخر لحظة، مع أنه تم اتخاذ كافة إجراءات استقبالها، وذلك بسبب إكراهات الجائحة، وسيتم تقديم عروضها عن بعد، وبالنظر إلى انتفاء شرط المنافسة على إثر ذلك، فقد تقرر عدم تعيين لجنة تحكيم، مع ذلك -يضيف كنكاي- فقد حافظ المهرجان على هويته وفقراته الأساسية: العروض المسرحية، الورشات التكوينية، حفلات التكريم، تقديم إصدارات جديدة.
جرى بعد ذلك تقديم عرض راقص للفنان رضا كنجي، تجسدت فيه إيقاعات موسيقية غربية ومجموعة من رموز الغناء العالمي: مايكل جاكسون وغيره.
كما تم تقديم شريط موسيقي من إخراج الفنان لحسن زينون، تجسدت في الشريط لوحات من التراث الغنائي المغربي المنسي. على إثر ذلك تم تسليم تذكار لمخرج هذا الشريط الوثائقي.
ومن بين اللحظات الأساسية التي ميزت حفل الافتتاح، تكريم الفنانة مليكة العمري التي تعذر عليها الحضور، غير أنه تم بث شهادتها الصوتية التي شكرت فيها إدارة المهرجان على هذه الالتفاتة، كما عبرت عن أسفها لعدم تمكنها من الحضور بسبب مرورها بظروف قاهرة تنيجة مرض ابنتها بداء السرطان، وبالتالي لا تريد أن تحضر وهي في حالة تألم، وتمنت في ختام كلمتها القصيرة، الحضور في الدورة القادمة.
كما تم تكريم الإعلامي نور الدين مفتاح، الذي عبر عن تأثره بهذا التكريم واعتبره تكريما لأسرة الصحافة الوطنية وما تقوم به من ترسيخ قيم المواطنة والنهوض بالثقافة، مذكرا بأن مهمة صحافتنا واحدة في ظروف الجائحة التي كان لها أثر على الحياة الثقافية والفنية، فقد شكلت الصحافة الخطوط الأمامية للدفاع عن الحياة، والقتال من أجل أن يكون للثقافة مكان في المجتمع.

> عبد العالي بركات

Related posts

Top