> محمد حجيوي تصوير: رضوان موسى
دافع محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن المدرسة العمومية وعن الجامعة المغربية، مؤكدا على أنه لا يمكن أن يكون هناك تعليم في البلاد دون مدرسة عمومية بمفهومها الواسع من الابتدائي إلى الجامعي.
وقال محمد نبيل بنبعد الله، في كلمة له خلال افتتاح الندوة الوطنية للقطاع الطلابي لطلبة حزب التقدم والاشتراكية التي التأمت ببوزنيقة أيام بداية من الجمعة الماضي وإلى غاية أمس الأحد، «إن التعليم العمومي في حاجة إلى مراجعة حتى يصل إلى مستوى الجودة المطلوبة، وأن يكون في مستوى تطلعات عموم المغاربة»، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية يعتبر المدرسة العمومية في صلب اهتماماته، ويؤكد أنها هي الأصل، وأن التعليم الخصوصي لا يمثل سوى 6 في المائة من مجموع التلاميذ والطلبة/ وبالتالي يضيف المتحدث، يتعين معالجة عوائق ومشاكل الـ 90 في المائة الموجودة في المدرسة العمومية وفي الجامعة المغربية.
وشدد بنعبد الله على أن حزب التقدم والاشتراكية، لم يسبق أن اختار المقاربات السهلة أو الشعبوية التي كثيرا ما تتميز بها الحركة الطلابية والشبابية، وأن المجموعة الطلابية لحزب التقدم والاشتراكية، كانت مجموعة مقدامة وشجاعة، وكانت تربط بشكل جدلي بين المحيط الجامعي والعالم الخارجي.
ودعا الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، طلبة حزب التقدم والاشتراكية إلى الاستفادة بشكل أكبر من الحياة الجامعية وما تتيحه من فرص في مجالات العلم والمعرفة، وأن يظلوا متفائلين، مهما كانت الظروف، بمستقبل أفضل، من أجل مصلحة الوطن والشعب.
وأشار إلى أن النضال من أجل مصالح الطلاب، يقتضي أولا أن يكون الطالب المناضل متفوقا في دراسته ومحتلا للمراتب المتقدمة ليكون نموذجا للآخرين، وأيضا ليكون في مستوى انتظارات حزبه ووطنه.
ولفت زعيم التقدميين المغاربة الانتباه إلى ضعف التأطير السياسي داخل الجامعة المغربية، مشيرا إلى أن أزيد من 700 ألف طالب هم خارج أي تأطير سياسي، مما يستوجب معه بذل مجهود إضافي بالنظر إلى ما يطرحه عدم التكوين السياسي من مشاكل كبرى داخل الجامعة المغربية، كما أكد على أن حزب التقدم والاشتراكية يطمح إلى توسيع قاعدة التأطير السياسي داخل الجامعة المغربية، بالنظر إلى أهميته ودوره في تكوين أطر ونخب سياسية يتعين أن تكون حاضرة في كل المجالات، ومساهمة في تدبير الشأن الجماعي والشأن العام الوطني، وحاضرة في الفضاءات الاقتصادية وعالم المقاولات.
وأفاد نبيل بنعبد الله أن مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية يحملون روحا نضالية عالية خدمة لمصالح الوطن والشعب، ويحاربون الرداءة في الخطاب ويواجهون التطرف بكل أشكاله ويدينون العنف ويرفضونه، ويعطون الدليل على أن الأفكار تناقش في إطار سلمي، داعيا إلى إعادة الاعتبار للجامعة المغربية كفضاء للعلم والمعرفة والنقاش الفكرية والمعرفي.
وأشار المتحدث، إلى ما يعتري الفضاء الأزرق ومواقع التواصل الاجتماعي من خطابات وأفكار مغرضة تحاول ضرب الفعل السياسي وكل المؤسسات، داعيا طلاب حزب التقدم والاشتراكية أن لا ينحازوا إلى موقع المتفرج، وأن يتفاعلوا بشكل إيجابي لدحض كل الأفكار الهدامة، وإبراز أن هناك قادة سياسيين ومناضلين ظلوا على عهدهم أوفياء لمبادئهم ولتوجهاتهم الفكرية والسياسية، وأن الفضاء السياسي ليس كله موبوء، بل إن من يريد أن ينفي تضحيات الشعب المغربي ومناضليه الذين تعرضوا للقمع والاعتقال والمنفى والاستشهاد هم أصل الوباء.
وقال بنعبد الله «إن حزب التقدم والاشتراكية ينتمي إلى اليسار الحقيقي الذي له القدرة على فهم المجتمع والقدرة على تغييره وليس القدرة على رفضه»، مشيرا إلى أن حزب علي يعته وعبد السلام بورقية وعبد الله العياشي ومولاي إسماعيل العلوي، ظل على امتداد التاريخ السياسي المغربي، حزب نكران الذات، يصارع ضد التحكم السياسي، وأن جرأة حزب التقدم والاشتراكية وصواب مواقفه تكمن في أنه اختار هذا التوجه الذي يرفض التحكم ويرفض الرجوع إلى الوراء كما يرفض أن تكون الأحزاب السياسية ألعوبة في يد أي كان.
وذكر الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، طلبة حزبه، بما وقع في الانتخابات الجماعية الأخيرة، وكيف أن حزب التقدم والاشتراكية ظل وفيا لتحالفاته، مشيرا إلى أن الصراع الحقيقي اليوم، يكمن في الدفاع الحقيقي عن المؤسسات وعن الديمقراطية، مبرزا، في السياق ذاته، أن التجربة الحكومية الحالية حرصت على أن تدافع عن الديمقراطية وعن الحريات وبناء اقتصاد وطني منتج.
ولم يفت المسؤول الحزبي التذكير بمنجزات الحكومة على المستوى الاجتماعي، وفي مقدمتها الرفع من قيمة المنحة لفائدة الطلبة وتوسيع قاعدة المستفيدين منها، وإقرار التغطية الصحية لفائدة الطلبة المغاربة والأجانب الذين يتابعون دراستهم في مختلف المعاهد والمؤسسات الجامعية المغربية، مشيرا إلى أن هذه المنجزات وغيرها، هي مبعث اعتزاز لمناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية عليهم تملكها والدفاع عنها.
ودعا المتحدث، طلاب وطالبات حزب التقدم والاشتراكية وشبابه، أن يكونوا في مقدمة المدافعين على إجراء الانتخابات التشريعية في أكتوبر المقبل، وأن يحرصوا على حث أوسع الشباب للمشاركة فيها حتى لا يظلوا خارجة العملية الديمقراطية، مشيرا إلى أنه إذا كانت هناك أطراف تسعى إلى التحكم، فهناك أطراف أخرى تسعى إلى الديمقراطية وخدمة صالح الشعب والوطن، وأن حزب التقدم والاشتراكية من هؤلاء، وهو ما يفرض على شباب الحزب خوض معركة هذه الانتخابات والعمل وسط الشباب والطلاب من أجل كسب الرهان،لأن معركة الديمقراطية هي معركة الجميع.
وخلال هذه الجلسة الافتتاحية التي أدارها عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية إسماعيل الحمراوي، أكد جمال كريمي بنشقرون الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، أن القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، هو قطاع حيوي بامتياز، له دور أساسي في إفراز الأطر والنخب الحزبية، لكن الجامعة، يضيف بنشقرون، أصبحت تعيش مجموعة من الاختلالات والمشاكل الكبرى.
وفي ما يشبه النقد الذاتي، أكد جمال بنشقرون على ما عرفته السنوات الأخيرة من تراجع لحضور وتواجد طلبة حزب التقدم والاشتراكية داخل الجامعة المغربية، بعد ما كانوا حاضرين بقوة طلية الأربعين سنة الماضية، دعيا إلى ضرورة استرجاع القطاع الطلابي لوهجه وحضوره المتميز وسط الطلاب، من أجل رد الاعتبار للفعل السياسي والتأطير السياسي داخل الجامعة التي أضحت، «مع الأسف» يقول الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، «مرتعا للتطاحنات بين الفصائل لدرجة أن بعضها لا يتردد في تعنيف الآخرين، وهو المعطى الذي يتعين التنديد به والعمل على تجاوزهّ».
من جانب آخر، أكد نبشقرون على أن الحكومة الحالية حققت بعض المنجزات لصالح الطلبة كالرفع من قيمة المنحة وتوسيع قاعدة المستفيدين منها، وإقرار التغطية الصحية لفائدة الطلاب، مشيرا إلى أن ذلك، وإن كان إيجابيا، إلا أنه يبقى غير كاف ويتعين العمل على معالجة كل الاختلالات التي تعرفها الجامعة المغربية سواء على المستوى البيداغوجي والتعليمي أو على مستوى تحسين فضاءات استقبال الطلاب وتوسيع الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية وتوفيرها في كل المدن الجامعية.
ودعا الكتاب العام للشبيبة الاشتراكية، القطاع الطلابي للحزب إلى ضرورة العمل من أجل تجاوز واقع التشردم السياسي الذي تعرفه الجامعة المغربية، والذي مكن بعض الانفصاليين من المس بالإجماع الوطني حول بعض القضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية، ما يفرض في نظره، بذل مزيد من الجهد من أجل إدماج الطلبة في العمل السياسي المنظم وذلك عبر التأطير والتكوين والالتفاف حول أحزاب جادة كحزب التقدم والاشتراكية.
من جانبه، أكد عادل الجوهري رئيس اللجنة الوطنية للقطاع الطلابي، على أن مناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية من الطلبة شكلوا دائما إلى جانب القوة اليسارية والتقدمية الأخرى، حركة نضالية قاومت باستماتة، في زمن الرصاص والآلام، من أجل أن ينعم الشعب المغربي بالحرية والعدالة والكرامة، ما يجعل طلبة الحزب، اليوم، يضيف الجوهري، يتوفرن على إرث نضالي مشرق ومشرف، ويعرفون أن بصمة طلبة حزب التقدم والاشتراكية داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حاضرة بقوة.
وعزا عادل الجوهري تراجع دور طلبة حزب التقدم والاشتراكية، داخل الجامعة، في الآونة الأخيرة، إلى عدة أسباب التي قال إنه يتعين تحليلها وتجاوزها لإعطاء نفس جديد للقطاع الطلابي، واستقطاب عدد أكبر من الطلاب والتفاعل مع قضاياهم ومطالبهم العادلة والمشروعة، والحرص على تكوينهم داخل مدرسة حزب التقدم والاشتراكية باعتبارها مدرسة سياسية جريئة ومقدامة، وذلك بهدف الوصول إلى جامعة مغربية قوية تشكل فضاء للمعرفة والعلم والفكر.
وبدوره، تحدث يوسف الكواري، الكاتب العام لقطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية، عن العلاقة المفترضة والتي يتعين أن تكون بين الطلبة والأساتذة، مشيرا إلى أن الطالب، اليوم، رغم أنه أصبح عضوا في مجالس الجامعات، إلا أن تأثيره في تلك المجالس ظل محدودا.
وسجل يوسف الكواري عدم إجراء أي تقييم موضوعي للبرنامج الاستعجالي، مما جعل الجميع لا يعرف ما هي القطاعات التي استفادت من هذا البرنامج، وما هي نفض القوة والضعف فيه، داعيا الطلبة إلى ضرورة الاهتمام بمثل هذه البرامج والبحث عنى معرفتها والسهام في نقذها وتقويمها عبر الآليات المتاحة، خاصة من داخل مجالس الجامعات.
وأضاف الكواري أن الأمر يقتضي، على الأقل من القطاع الطلابي للحزب التكتل حول حزب التقدم والاشتراكية باعتباره الوسيلة الأنجع لتحسين مردودية القطاع الطلابي، وأيضا التكتل ما بين الطلبة من جهة، وما بين الطلبة والأساتذة الجامعيين من جهة أخرى، وخلق جسور للتواصل حول مختلف القضايا التي تهم الطالب المغربي.
الندوة الوطنية للقطاع الطلابي لطلبة حزب التقدم والاشتراكية
الوسوم