ناقش عدد من الخبراء والباحثين الغاربة والعرب، ضمن ندوة افتراضية عقدت مؤخرا، تحت عنوان “الهيدروجين الأخضر: الحلقة المفقودة للتحول الطاقي”، مختلف جوانب هذا الموضوع في راهنيته وأهميته في زمن التغيرات المناخية، في محاولة لرصد مختلف الفرص والتحديات والمسارات المستقبلية ذات الصلة.
الندوة العلمية التي نظمها كل من مركز المنارة للدراسات والبحوث(المغرب) والهيئة الدولية للتحكيم والدراسات القانونية(المغرب) ومركز سبائك للتعليم والتدريب(البحرين)، بشراكة مع المجلس العربي للإبداع والابتكار عضو الأمانة العامة بالاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، والمركز الأردني للدراسات والبحوث، وجمعية مبادر الوطن أولا ودائما (المغرب)، ومركز سيف بن هلال لدراسات وأبحاث علوم الطاقة(مصر)، وأكاديمية الريادة للتنمية المستدامة(سلطنة عمان)، عرقت مشاركة خبراء ومتخصصين من مختلف الدول العربية. والبداية كانت مع الخبير والمستشار البيئي الليبي الدكتور صلاح بالخير حيث ركز على إبراز أهمية الهيدروجين بصفة عامة والخدمات التي يقدمها للبيئة. وانتقل فيما بعد إلى عرض أهمية الكتلة الحيوية أو الطاقة الحيوية المستخلصة من تدوير النفايات عن طريق التحليل الكهربائي للطاقة الكهربائية ذات الأصل المختلط من النفايات إلى هيدروجين.
من جانبة استعرض الدكتور أشرف عمراﻥ من جمهورية مصر العربية (رئيس مجلس إدارة شركة العمران للحلول البيئية للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر بمصر، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للتغيرات المناخية والبصمة الكربونية- رئيس المجلس العربي للأمن المائي والغذائي. عضو الهيئة العلمية بالاتحاد العربي للتنمية المستدامة. مدير مكتب البحوث والتطوير بالمجلس الاقتصادي الافريقي) خدمات الطاقة ونسبة الاستهلاك العالمي منها الذي أثر بشكل كبير على المناخ خاصة طاقة الهيدروكربون، حيث وضح بشكل مركز ودقيق وبالأرقام نسبة البصمة الكربونية لهذه الموارد، بينما تشكل مساهمة الطاقات المتجددة من المزج الطاقي العالمي نسبة جد ضعيفة مما يستوجب على الحكومات زيادة الاستثمار بها خاصة أن الدول العربية لها مؤهلات ضخمة لإقامة مشروعات الطاقات المتجددة وعلى رأسها طاقة الهيدروجين الأخضر الذي يعتبر طاقة المستقبل للدول العربية من خلال تشجيع البحث العلمي في المجال، كما وضح طرق استخراج الخلايا الخاصة بالهيدروجين.
وركزت مداخلة الدكتورة منال النجار من سلطنة عمان (رئيس أكاديمية الريادة للتنمية المستدامة) على تأثير الهيدروجين الأخضر على التنمية المستدامة من خلال استعراض المراحل التنموية التي مرت بها الصناعة والاستهلاك العالمي غير المعقلن للطاقة مما فرض ضرورة التحول نحو طاقة بديلة أكثر صديقة للبيئة كالهيدروجين الأخضر الذي له مميزات تنموية عدة خاصة حماية البيئة وتوفير فرص عمل والعدالة الاجتماعية…إلخ.
وتحدث الدكتور عبد الصماد ملاوي من المغرب(أستاذ جامعي للعلوم الدقيقة – جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال. خبير دولي بتكنولوجيا الطاقات المتجددة والأنظمة الالكترونية المدمجة. – عضو الاتحاد الدولي للتكنولوجيا والاتصالات بالولايات المتحدة الأمريكية) عن أهمية الهيدروجين ومدى راهنيته، مؤكدا أن أهم شيء تمتاز به هذه الطاقة هي تخزين الفائض من الطاقة الكهروضوئية. ثم تطرق للتحديات التي تعرفها طاقة الهيدروجين الأخضر وكفاءته والحلول المقترحة لزيادة الاهتمام به عالميا ووطنيا.
واستهل الدكتور محمد سالم من موريتانيا(أستاذ جامعي وباحث في الطاقات المتجددة) حديثه بالتحديات التي يعيشها العالم والتي تتعلق بالانحباس الحراري وتأثيرها على المناخ والحياة، مما فرض ضرورة التوجه نحو الطاقات البديلة ومن بينها الهيدروجين الأخضر .
فيما ركزت مداخلة المهندس مصطفى شلش من مصر (مهندس في مجال النفط والغاز، مدير وحدة جنوب آسيا في مركز الدراسات العربية الآرواسية (موسكو – وباحث زائر في مركز وحدة الدراسات العربية – بيروت) على البعد السياسي ورؤية الأجندة الدولية لسياسات المناخ والهيدروجين الأخضر حيث وضح أن الأجندة العالمية الخاصة بهذه الطاقة تفرض على الدول النامية اعتمادها رغم التكلفة الباهظة لهذه الطاقة من خلال ما يعرف بديمقراطية الكربون. وأوضح عقبات القانون الدولي التي تقف أمام الهيدروجين الأخضر خاصة وتأثير الكرتيلات الاحتكارية العالمية. كما تحدث عن غياب تسعيرة الهيدروجين عالميا ونقله وتصديره ثم المشاكل الاجتماعية التي تعرفها الدول العربية.
وتحدثت المهندسة غادة محمد من مصر(مهندسة مدير إدارة المشاريع في شركة توربين للاستثمار في طاقة المستقبل) عن المشاكل التي تعرفها الطاقات المتجددة مما دفع العالم نحو تبني مشروعات الهيدروجين الأخضر كحل تكاملي. وأكدت على مسألة تخزين الطاقة في الهيدروجين وتصديره مشيرة أيضا للتحديات التي يعرفها هذا المجال.
وفي نفس الاتجاه جاءت مداخلة الدكتورة ريم محمد طيب الحفوظي من الأردن (عن المركز الأردني للبحوث والدراسات) لتوضح أهمية الهيدروجين كحل نحو الانتقال الطاقي وعن مدى كفاءته وأيضا طرق تصنيعه، مستعرضة أماكن تواجد أكبر مشروعات الهيدروجين في العالم.
وخلص المشاركون إلى أن الهيدروجين الأخضر بات جزءا مهما من الجهود التي تبذلها الحكومات لمعالجة المخاطر البيئية والاقتصادية، حيث يساهم في تخفيف الاعتماد على الوقود الأحفوري، بجعل الصناعات أكثر رفقا بالبيئة، لهذا تركز أنظار العديد من دول العالم حاليا على الهيدروجين الأخضر، طامحة في ريادة سوق الهيدروجين العالمي.
الهيدروجين الأخضر.. حلقة أساسية في مسار التحول الطاقي
الوسوم