الوداد في مواجهة باتشوكا بمونديال الأندية بالإمارات

يستهل فريق الوداد البيضاوي مشاركته الأولى بكأس العالم للأندية لكرة القدم بصفته بطلا لإفريقيا، حلم لطالما راود الوداديين كبارا وصغارا، إلى أن تحقق خلال نسخة 2017، وعلى أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، على أمل أن يكون هذا الحضور لافتا ومعززا للمكانة التي أصبحت تحتلها كرة القدم المغربية مؤخرا على الصعيدين الإفريقي والدولي.
لم يكن من السهل أن يصل الوداد لمونديال الأندية بصفته بطلا للقارة الإفريقية، فللوصول إلى هذا المستوى كان لابد من كسب شهادة الاستحقاق قاريا قبل بلوغ العالمية، حيث تطلب الأمر الكثير من الجهد والتضحية، مع قطع مسافات طويلة عبر ثلاث قارات، إفريقيا وآسيا وأوروبا، وحجز طائرات خاصة، ما تطلب أيضا صرف ميزانية مهمة، أثقلت بطبيعة الحال كاهل الفريق الأحمر، كما كان للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مساهمة مهمة فيها.
أقصى الوداد في طريقها أندية إفريقية قوية، فبعد أن احتلى الرتبة الأولى في دور المجموعات على حساب زاناكو الزامبي، استطاع تجاوز حامل لقب دورة 2016 ماميلودي صانداوز الجنوب إفريقي، ثم اتحاد العاصمة الجزائري، فالأهلي المصري في مباراة نهائية دخلت التاريخ.
في أول مباراة لبطل إفريقيا، سيواجه اليوم السبت نادي باتشوكا المكسيكي بصفته بطلا لمنطقة “الكونكاكاف”، وهي مواجهة قوية وصعبة بالنسبة للطرفين على سطاد زايد بالعاصمة أبوظبي، والذي يتسع لأكثر من 60 ألف متفرج، مع التأكيد على أن الفريق المغربي سيكون مؤازرا من طرف عدد لايستهان به من أفراد الجالية المغربية المقيمة بدولة الإمارات، وباقي دول الخليج، كما لوحظ حضور جمهور ودادي، تنقل خصيصا من مختلف المدن المغربية، وبصفة خاصة من الدار البيضاء، لمنح الدعم المطلوب للاعبي الوداد الطامحين لتشكيل حضور لافت، في أول مشاركة للفريق الأحمر في مونديال الأندية.
ومونديال الأندية هذا ليس غريبا على المغرب، ففي أول نسخة له والتي جرت سنة 2000 بالبرازيل، كان فريق الرجاء البيضاوي حاضرا وقدم عروضا لافتة بفضل جيل من اللاعبين المتألقين يتقدمهم مصطفى مستودع وطلال القرقوري ومصطفى الشاذلي، وبوشعيب المباركي هذا الأخير سجل فصول مواجهة مثيرة مع الظهير الأيسر لنادي ريال مدريد الإسباني، البرازيلي روبيرتو كارلوس.
بعد هذا الحضور اللافت للرجاء، سجل غياب طويل إلى أن احتضن المغرب نسختي 2013 و2014، حيث برز من جديد اسم الرجاء الذي تمكن من لعب المباراة النهائية امام المارد الألماني بايرن ميونيخ بعد عروض قوية فجرت فرحة عارمة وسط الشارع المغربي، ووصل الأمر إلى حظوة ملكية سامية تجلت في استقبال خاصة من طرف جلالة الملك محمد السادس، وتوشيح صدور اللاعبين والطاقمين الإداري والتقني والمسيرين، بأوسمة ملكية سامية تشريفا لهم على المجهود الذي بذلوه خلال دورة النسخة المغربية الأولى، حيث شارك الفريق الأخضر بصفته بطلا للمغرب.
وبقدر ما كان الاستحقاق جميلا خلال نسخة 2013، كان الإخفاق كبيرا خلال دورة 2014 بعد مشاركة مخيبة للآمال للمغرب التطواني وبروز ما سمى بفضيحة “الكراطة” نتج عنها اقالة وزير الشباب والرياضة محمد أوزين.
كل هذا جزء من الماضي، يتضمن الإيجابي والسلبي، أما الحاضر هو ما نعيشه اليوم من خلال مشاركة الوداد المطالب بتسجيل حضور قوي يعيد للأذهان الأجواء الرائعة التي تحققت في السابق، ويكرس القيمة التي أصبحت تحظى بها كرة القدم الوطنية في الآونة الأخيرة، خاصة بعد التأهيل المتفوق للفريق الوطني لمونديال روسيا صيف السنة القادمة.
وبالرغم من السفر المتأخر للوداد من الدار البيضاء إلى أبوظبي، وما قد يترتب عن ذلك من تأثير على الحضور البدني للاعبين، فان الفريق المغربي يوجد في أفضل حالاته، وتجلى ذلك في تحقيق نتائج قوية بالبطولة الوطنية لكرة القدم، وبروز لاعب واحد يسمى محمد أولاد ينتظر أن يكون من أبرز لاعبي هذه البطولة.
موعدنا إذن ابتداء من الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهرا بتوقيت المغرب) مع أول ظهور للوداد، ظهور نتمنى أن يكون إيجابيا، ويحقق انتصارا يقوده مباشرة نحو نصف النهاية، حيث سيكون في الانتظار بطل امريكا اللاتينية الفريق البرازيلي غريميو.
ومرة أخرى نقول للاعبي الوداد ” جيبوها يا لولاد” …

> دبي: محمد الروحلي

Related posts

Top