قال البروفيسور الحسين الوردي وزير الصحة، إنه ولأول مرة منذ الاستقلال، تضع وزارة الصحة، مسألة الصحة العقلية والنفسية ضمن أولوياتها، وأضاف الوردي في رده على تفاعلات ساكنة مدينة خريبكة، خلال اللقاء التواصلي الذي احتضنته المدينة، أول أمس الخميس، أن العمل ماض نحو احتواء الوضع ومعالجة المرضى النفسانيين، مشيرا إلى أن إغلاق “بويا عمر” لم يكن بالأمر السهل، ولا بالقرار الهين، بحيث اتخذ أكثر من سنة ونصف من التفكير ودراسة جدوى القرار، مؤكدا على أنه شكل في نهاية المطاف خطوة جريئة، ساهمت في تحرير مجموعة من الأشخاص من أغلال كانوا مصفدين بها سنوات طويلة وأنقذهم من وسط خطير.
وأشار الحسين الوردي إلى أن هناك مجموعة من الجهات تسعى لتبخيس هذا الإنجاز من خلال تداولها لصور مختلين عقليين، والادعاء بأنهم من الذين تم تحريرهم من “بويا عمر”، مؤكدا على أن الوزارة احتوت الوضع ووضعت الأسرة اللازمة لاستقبال هؤلاء المرضى، عبر مختلف جهات المملكة، كما أكد على أن 56 فقط من هؤلاء غادروا المستشفيات، بعدما تلقوا العلاجات اللازمة وتحسنت وضعيتهم، وتساءل الوردي عن سبب تشبث البعض بهذا المكان، من خلال ادعائه أن الخطوة التي تم الإقدام عليها غير مسؤولة، حيث أكد على أنه سبق وأن زار “بويا عمر” أربع مرات قبل توليه مهام وزير الصحة، حيث عاين أوضاع كارثية ومأساوية يندى لها الجبين، وهو ما استدعى اتخاذه القرار الحاسم خلال توليه لمهامه الوزارية.
وأبرز الوردي أن وزارة الصحة تضع في صلب اهتماماتها الإشكالات المتعلقة بالمرضى النفسانيين وبدأت في إحداث آليات ناجعة من أجل احتواء الوضع، وذلك بإقرارها للمخطط الوطني للصحة النفسية الذي سبق وأن قدمته الوزارة أمام جلالة الملك بوجدة، وهو أول مخطط في تاريخ وزارة الصحة الذي يهم الصحة النفسية، كما أعلن الوردي عن الشروع في إعداد أزيد من 4000 سرير خاص بهؤلاء المرضى، سواء تعلق الأمر بنزلاء “بويا عمر” الذين تم تحريرهم أو باقي المختلين عقليا الذين يجوبون الشوارع، بحيث أن العمل يسير على قدم وساق من أجل تجاوز هذه الإشكالية.
الوردي: لأول مرة في المغرب وزارة الصحة تضع الصحة النفسية والعقلية ضمن أولوياتها
الوسوم