حقق فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، أول فوز له بدور المجموعات لمسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، هذا الموسم…
جاءت نتيجة الفوز على حساب فريق سيمبا التنزاني، بهدف قاتل، سجل في آخر دقائق الوقت بدل الضائع، بواسطة الجزائري زكرياء دراوي.
ثلاث نقط غيرت من معطيات ترتيب المجموعة الرابعة، ليصبح الفريق المغربي في الصف الثالث، بثلاث نقط، بعدما ظل بالصف الأخير، بصفر نقطة من هزيمتين…
انتصار غير من معطيات المجموعة؛ فهل بإمكانه تغيير واقع النادي الأبرز خلال العشر السنوات الأخيرة؟…
سؤال يستمد مشروعيته من ردود فعل غاضبة، تعبر عنها كل الاوساط العاشقة للنادي الأحمر، والتي لم تعد ترى بعين الرضا، لواقع ناديهم من حيث التسيير، سواء الإداري أو التقني.
وبالفعل، فإن الأمور داخل الوداد لا تسر؛ بالنظر إلى حجم التراجع الذي يطغى على أداء الفريق خلال المباريات الأخيرة، سواء تلك الخاصة بالدوري المحلي، أو على مستوى المسابقة القارية، ارتباك واضح على جميع المستويات…
وتجلت معالم الأزمة الداخلية، من خلال غياب اسم الوداد عن تركيبة رابطة الأندية الإفريقية، والتي تم تأسيسها مؤخرا بالقاهرة، حيث حضرت الرجاء وغابت الوداد، وهو غياب لم يستسغه عامة الوداديين، مع أن فريقهم -في نظرهم- هو الأحق والأجدر بالمنصب.
وبدون أدنى شك، فسبب إقصاء الوداد من تركيبة رابطة الأندية الإفريقية، يعود للظروف الشخصية الصعبة التي يمر منها الرئيس سعيد الناصري، كما أن عدم السماح من جانبه لأشخاص آخرين بأخذ المبادرة، ساهم أيضا في ترك الكرسي فارغا، ما استغله نادي الرجاء بذكاء، وهي خطوة موفقة تحسب لمسؤوليه…
نصل إلى عادل رمزي، فهذا المدرب الشاب بإمكانه التطور مستقبلا في أدائه، لكنه حاليا يعبر عن عدم القدرة على قيادة فريق بشعبية جارفة، والتزامات كثيرة، وافتقاده للتجربة، جعله غير قادر على تحمل الضغط، فتارة يحمل مسؤولية الإخفاق للاعبين، وتارة يتهم ما اسماهم بأعداء داخليين أو خارجيين.. في مشهد غريب، تجاوز صلاحيات مدرب من المفروض، أن يهتم أساسا بنطاق صلاحيته، ولا يتجاوز ما هو مسموح لشخص يمتهن التدريب.
فازت الوداد، واستعادت حظوظها في المنافسة على تخطي دور المجموعات، والعبور نحو أدوار متقدمة، كما عودنا على ذلك.
وإذا كانت هذه النتيجة جعلت هناك حالة من الانفراج، إلا أنه انفراج مؤقت، لأن الوضعية أكثر تعقيدا مما نتصور، وبالتالي، لابد من اتخاذ إجراءات استعجالية، إداريا وتقنيا، حتى تبقى الوداد كبيرة في عيون كل الأوساط وطنيا، جهويا ودوليا…
محمد الروحلي