بعدما ضمن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، حضوره كممثل لمنطقة شمال إفريقيا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، ستدخل الكرة المغربية عهدا جديدا مع الهيئة القارية التي عرفت تغييرا جذريا في مكوناتها الخميس الماضي خلال جمعها العام الـ39 بالعاصمة الإثيوبية أديس بابا، عهد يطمح خلاله المغرب إلى قطع الصلة مع مخلفات حقبة الرئيس المهزوم الكاميروني عيسى حياتو، ولعب دور ريادي في سياق مشروع يهدف إلى النهوض باللعبة تحت قيادة الرئيس الجديد الملغاشي أحمد أحمد.
اكتساح وانتصار ونتيجة متوقعة ومنطقية
منتصف نهار الخميس، تم الإعلان عن نتائج المرشحين لشغر 7 مقاعد بالمكتب التنفيذي لـ (الكاف)، وكان لقجع واحد من المنتصرين عن منطقة شمال إفريقيا باكتساحه لمنافسه الأبرز ورئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم فوزي راوراوة، بعد انسحاب الليبي أنور الطشاني، إذ حصل رئيس جامعة كرة القدم على 41 صوتا مقابل 7 أصوات، وهي نسبة تفوق بكثير العدد المطلوب (27 صوتا + 1) لحصد مقعد بالمكتب التنفيذي.
وتعتبر هذه النتيجة منطقية ومتوقعة نظرا للمجهودات الجبارة التي بذلها لقجع في الشهور الأخيرة عبر توطيد العلاقات مع الكثير من الاتحاد الإفريقية وتوقيع اتفاقيات تعاون وشراكة ومد يد المساعدة لاتحادات فقيرة كما حدث قبل أيام عندما تعهدت الجامعة بالتكفل بمصاريف اتحاد مالاوي لكرة القدم، والذي أعلن انسحابه من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون.
بيد أن ما لم يكن أحد يتوقع فوز لقجع الذي لا يملك باعا طويلا في التسيير الكروي، بتلك النتيجة الساحقة، التي لم يحققها أحد من المرشحين الآخرين للمنافسة على المقاعد الست الأخرى، على اسم راوراوة الذي يحظى بخبرة واسعة على مستوى تسيير الشان الكروي سواء محليا وعربيا وإفريقيا ودوليا.
فوز يكرس سياسة الانفتاح المغربي
يأتي فوز لقجع في سياق الانتصار السياسي الذي حققته المملكة المغربية بعودتها إلى أحضان الاتحاد الإفريقي بعد غياب طويل فرضه أعداء الوحدة الترابية، وهو انتصار رياضي أمام جهات كانت تتربص بمشروع جامعة كرة القدم في تقوية حضورها القاري، خاصة بعد الخلاف الشهير بين (الكاف) والمغرب على خلفية طلب الأخير تأجيل تنظيم كأس أمم إفريقيا 2015.
مباشرة بعد انتخابه بمكتب (الكاف)، اعتبر لقجع، في تصريحات إذاعية لـ (راديو مارس)، أن فوزه مستحق بالنظر الريادي للمغرب في المنظومة الكروية الإفريقية، مؤكدا أنه لم يكن من السهل الحصول على 41 صوتا، بل تطلب ذلك مجهودات كبيرة للتغل على منافس قضى أزيد من 14 سنة بالهيئة القارية.
لقجع شدد في تصريحات صحفية، على أن المغرب لم يدخل انتخابات الاتحاد القاري، بحثا عن منصب بـ (الكاف)، بقدر ما كان يهدف إلى بلورة مشروع الجامعة لتطوير كرة القدم الإفريقية، مبرزا أن جامعته تبنت هذه المقاربة في إطار سياسة انفتاح المملكة المغربية على إفريقيا في شتى المجالات.
سيعمل لقجع في قادم الأيام، على حشد أكبر عدد من دعم الاتحاد المنضوية تحت لواء (الكاف)، ولما حصد دعم شبه كامل، في حال حصل رئيس الجامعة على الضوء الأخضر لتحضير ملف التشريح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026، حتى وإن تم الحديث عن تنظيم مشترك مع الجارتين إسبانيا والبرتغال.
تحالف سري أطاح بحياتو
شهد المؤتمر الانتخابي الـ39 لـ (الكاف)، رجة كبيرة ينتظر أن يكون لها تأثير كبير على خارطة الكرة الإفريقية، وذلك بسقوط إمبراطورية الرئيس السابق الكاميروني عيسى حياتو الذي مني بهزيمة مذلة أمام منافسه الملغاشي أحمد أحمد، هذا الأخير نجح في جمع دعم 34 صوتا مقابل 20 صوتا فقط لحياتو.
وحسب مصادر صحفية، فقد قادت مصر وجنوب إفريقيا انقلابا خفيا للإطاحة بحياتو من عرش (الكاف) بعدما عمر الكاميروني الذي كان يحلم بولاية ثامنة، لمدة طويلة وصلت إلى 29 عاما، علما أن الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جياني إنفانتينو كان من مناصري التغيير وأحمد.
ورغم أن لقجع كممثل للمغرب، رفض قبيل انعقاد الجمع العادي، الإفصاح عن هوية مرشحه المفضل، مؤكدا أنه ينتظر الوقوف على البرنامجين الانتخابيين، فترجح ذات المصادر، أن يكون رئيس الجامعة صوته قد آل إلى رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم، باتفاق سري مع اتحادات أخرى ورئيس (الفيفا).
صلاح الدين برباش