بايدن يدعو قادة العالم إلى تغليب مصلحة الشعوب على المصالح الشخصية

ألقى جو بايدن خطابه الأخير من على منبر الأمم المتحدة أول أمس الثلاثاء، موجها رسالة شخصية إلى قادة العالم مفادها أن مصلحة الشعوب يجب أن تكون فوق رغبتهم في البقاء في السلطة.
وقال وسط التصفيق “قررت بعد 50 عاما من الخدمة العامة أن الوقت قد حان ليدفع جيل جديد من القادة بلادي إلى الأمام. زملائي القادة، دعونا لا ننسى أن بعض الأشياء أهم من البقاء في السلطة وهو الشعب”.
وألقى بايدن الذي يسعى لبقاء ارثه في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كلمته أمام رؤساء دول وحكومات يترقبون الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر والتي يتوقع أن تكون حامية جدا.
وحث بايدن الذي لم تنجح حكومته حتى الآن في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، طرفي النزاع إلى تحقيق ذلك. كما حذر من “حرب شاملة” في الشرق الأوسط بعد حملة غارات إسرائيلية مكثفة أدت إلى مقتل أكثر من 550 شخصا في لبنان.
وأكد أن حرب فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا “فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي”.
ويخشى كثيرون، في حال فوز الرئيس الجمهوري السابق على نائبة الرئيس والمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، من تحول انعزالي في أول قوة عظمى في العالم.
لذلك، خلال الأسابيع المتبقية من رئاسته، يريد جو بايدن كما يقول أحد مستشاريه، التأكد من أن المبادرات التي تم إطلاقها في عهده خصوصا دوليا، “لا عودة عنها”.
وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي “عندما وصل إلى السلطة قبل نحو أربع سنوات وعد بإعادة فرض سلطة أميركا على الساحة الدولية”.
وأضافت أنه منذ ذلك الحين، أعاد إطلاق تحالفات الولايات المتحدة في آسيا، وقاد الرد الدولي على غزو أوكرانيا وعزز حلف شمال الأطلسي واستثمر بقوة في محاولة للوقوف في وجه الصين.
وتحدث مدير مكتب الإعلام في البيت الأبيض بن لابولت في مذكرة عن “السباق النهائي” للإدارة المنتهية ولايتها حتى يناير “لوضع أسس المستقبل”.
لكن في نيويورك سيدرك جو بايدن، بطل الحوار الذي يفتخر بمهاراته الدبلوماسية غير العادية في التعامل مع الآخرين، حدود نفوذه.
يتوقع أن يهيمن التصعيد في لبنان على النقاشات في الأمم المتحدة، والذي لا يبدو أن الدعوات الأميركية للتهدئة قادرة على وقفه.
ويرى مسؤول أميركي كبير على العكس أن كل التحركات الدولية تعزز النهج المتعدد الأطراف الذي يتمسك به بايدن.
وقال “أوكرانيا وغزة والسودان، كل هذه الملفات تسلط الضوء على الحاجة إلى هذا النوع من التعاون”.
ولم تكشف كامالا هاريس حتى الآن تفاصيل خططها في السياسة الخارجية.
وكل شيء يدفع إلى الإعتقاد بأنها ستتبع، في الخطوط العريضة، توجهات جو بايدن.
من جهته وعد دونالد ترامب، في حال انتخابه، بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة، وخصوصا الصينية.
كما يؤكد  بدون الخوض في التفاصيل  أنه يستطيع بسهولة حل النزاعات في أوكرانيا والشرق الأوسط.
كما كثف الجمهوري الرسائل غير الودية الموجهة لحلفاء حلف شمال الأطلسي.
وخطابه المؤيد بقوة لاستثمار النفط والغاز، يجعل أنصار التعاون الدولي في مجال المناخ يخشون الأسوأ.
في نهاية الأسبوع الماضي، سعى جو بايدن إلى طمأنة المسؤولين الياباني والاسترالي والهندي الذين يشكلون مع الولايات المتحدة “الرباعية”، مؤكدا أن هذا التنسيق الرباعي “وجد ليبقى حتى بعد نوفمبر”.
واستقبل بايدن اليوم الخميس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يشعر بالقلق من مستقبل الدعم الأميركي لبلاده.
لكن زعماء العالم ليس لديهم أي نية لزعزعة المستقبل.
وقد يستغل البعض حضوره للجمعية العامة للأمم المتحدة للقيام بزيارة مجاملة للمرشحين الرئاسيين، وخصوصا دونالد ترامب.

أ.ف.ب

Top