رحلا على نفس الطائرة إلى نيجيريا، وعادا معا بذات النتيجة: هزيمة جد مقلقة.
يتعلق الأمر بالبطلين الوداد البيضاوي ونهضة بركان، صاحبي لقبي عصبة أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي، والأكثر من ذلك تتويج البركانيين بالسوبر القاري.
كان موسما استثنائيا، يفرض اتخاذ تدابير أكثر جدية من أجل الدفاع عن هذه القيمة، والحفاظ على نفس المستوى، إلا أن البداية لم تكن موفقة، وذلك بالعودة بهزيمة تصعب من المهمة خلال مباراتي العودة، خاصة بالنسبة للنهضة البركانية، المنهزمة بحصة ثلاثة أهداف لواحد.
ومعلوم أن الفريقين معا، احتجزا لمدة ستة ساعات ببهو المطار، بسبب مشكل التأشيرات، ولم يتم حل الإشكال، إلا بعد أداء 250 دولار لكل فرد من البعثتين، بتدخل حاسم من إدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث تم في الأخير إنهاء الترتيبات الإدارية التي لم تتم معالجتها قبل السفر.
على أرضية ملعب ريفرز يونايتد، حول الفريق النيجيري تأخره بهدف لصفر إلى انتصار بهدفين لواحد، حصة على الفريق المغربي تجاوزها في مباراة العودة بمركب محمد الخامس، صحيح أن فوزا صغيرا بهدف لصفر، يكفيه للتحقيق التأهيل لدور المجموعات، كإنجاز يتحقق للسنة الثامنة على التوالي، إلا أن الضرورة تفرض عدم الاستهانة بالخصم، تفاديا لكل الاحتمالات أو السيناريوهات غير المتوقعة.
نهضة بركان رفيقة الوداد في الرحلة والمشاكل، تلقى هزيمة كبيرة أمام كوارا يونايتد بثلاثة أهداف لواحد، وهي حصة تصعب من المهمة خلال مباراة العودة، إذ عليه الفوز بهدفين لصفر، دون تلقي أي هدف، إذا أرادوا الاستمرار في الدفاع عن لقبي كأسي (الكاف) والسوبر.
هذا بالنسبة للبطلين، أما الفريقان الآخران المشاركان بالمسابقتين القاريتين، ونعني بهما الرجاء البيضاوي، والجيش الملكي، فتمكنا من تحقيق نتيجتين مرضيتين…
الرجاء عاد من نيامي بالنيجر، بفوز ثمين على حساب نادي نيجيلك بهدفين لصفر، من توقيع الهبطي وبنجديدة، وهو مؤشر إيجابي يؤكد على أن الفريق الـخضر، بدأ يستعيد عافيته، وكان في حاجة إلى فوز يخرجه من دوامة الشك، دخلها منذ بداية الموسم الجاري.
الجيش الممثل الثاني للمغرب بكأس (الكاف)، حقق فوزا كاسحا على حساب أشانتي غولدن بويز الغيني برباعية نظيفة، وكان من الممكن أن تكون الحصة أثقل، لولا ضياع العديد من الفرص السهلة، بما فيه ضربة جزاء أهدرها رضا سليم.
ولم تكن الحصة الكاسحة هي النقطة الإيجابية الوحيدة في هذه المباراة، فقد فوجئ المتتبعون بحضور جمهور قياسي فاق كل التوقعات، صحيح أن الفريق العسكري يتمتع بقاعدة جماهيرية مهمة، إلا أن الحضور خلال ثاني مباراة لـ “العساكر” بهذه المسابقة كان غير مسبوق، ولم يشهد له مثيل منذ فترة الثمانينات، حيث كان أصدقاء محمد التيمومي، يصولون ويجولون بكثير من التفوق والإبهار.
فهل يعني أن البداية الموفقة هذا الموسم، مؤشر على عودة قوية للزعيم لسكة الانتصارات والبطولات والألقاب؟
سؤال من الصعب الإجابة عنه حاليا، سواء بالإيجاب أو السلب، المهم أن هناك ملامح إيجابية تبدو في الأفق، على أمل استعادة الجيش لماض حافل افتخر به الجمهور الرياضي الوطني، الذي عاش ذكريات جميلة مع جيل ذهبي لا يتكرر.
محمد الروحلي