حذر الدولي المغربي السابق صلاح الدين بصير من خطورة منتخب إسبانيا خصم المنتخب الوطني اليوم الثلاثاء برسم دور ثمن نهاية كأس العالم قطر 2022، ناصحا المدرب الوليد الركراكي باللعب بأسلوب دفاع متقدم والاعتماد على المرتدات السريعة.
وقال بصير في حديث لوكالة فرانس برس “إسبانيا تمتلك كتيبة من الشبان الناضجين رغم صغر سنهم. تكمن خصوصيتها في الاستحواذ، ولاعبوها لا يفقدوا الكرة بسهولة. في الوقت عينه لا يمكن منحهم المساحات في الخلف وهذا سيكون أمرا صعبا على المنتخب المغربي”.
وتابع صاحب 27 هدفا في 59 مباراة دولية بين 1994 و2002 “من الناحية التكتيكية، ينبغي على المدرب الوطني (الركراكي) اللعب بأسلوب الدفاع المتقدم لغلق المنافذ أمام لاعبي إسبانيا وجعل استحواذهم سلبيا، والاعتماد على المرتدات السريعة التي قد تكون مفتاح الفوز”.
وكان بصير في عداد المنتخب في مونديال 1998 حيث سجل هدفين في مرمى اسكتلندا (3-0)، واحترف في الدوري الإسباني مع ديبورتيفو لاكورونيا بين 1997 و2001 ثم لعب لنادي ليل الفرنسي وآريس اليوناني واختتم مسيرته مع فريق الرجاء البيضاوي 2005.
ولا يرى بصير أي نقطة ضعف في منتخب بلاده قبل مواجهة استاد المدينة التعليمية في الدوحة الثلاثاء “اكتسب ثقة كبيرة خلال نهائيات قطر، إذ سيخوض مباراته الرابعة، وقدم مستويات كبيرة خلال المباريات السابقة. الصفوف متكاملة ولاسيما في خط الهجوم حيث تحرر (يوسف) النصيري وسجل هدفا كان حاسما في الفوز والتأهل”.
ووجه بصير نصائح إلى زميله السابق الركراكي “ينبغي أن ينتبه من التمريرات القصيرة والثنائيات التي يجيدها المنتخب الإسباني وعدم ترك المساحة لهم لأن هذا سلاحهم الناجع تقنيا ، ويحاول تنويم الخصم من خلال الاستحواذ أولا عبر الأطراف، وبالتالي يجب أن نكون مركزين”.
وأشار بصير إلى أن ثمة عناصر مهمة في المنتخب المغربي “تتقن الأسلوب الإسباني”، كالحارس ياسين بونو والمهاجم النصيري لاعبي إشبيلية، وأيضا جواد ياميق المحترف مع بلد الوليد وعبد الصمد الزلزولي لاعب برشلونة المعار إلى أوساسونا، موضحا أنهم “يمكن أن يسهلوا المهمة ويرفعوا ثقة زملائهم، حتى الظهير أشرف حكيمي اختبر أجواء الليغا مع ريال مدريد.. هذه العناصر ستشكل حافزا لأصدقائهم في المنتخب”.
وتطرق بصير إلى تغيير المدرب قبل شهرين من انطلاق البطولة، حيث حل الركراكي بدلا من البوسني وحيد خاليلوزيتش “أي فريق يتم تغيير إدارته الفنية سيشهد تحولا في كل شيء ولاسيما أسلوب اللعب، وهذا يمنح هامشا من الحرية للاعبين”.
وعن البوسني الذي عانده الحظ دوما بقيادة فريق في المونديال، قال “تشبث بإبعاد عدد من النجوم مثل حكيم زياش وعبد الرزاق حمدالله وهذه العوامل جعلت الفريق في حالة توتر دائم. مع مجيء وليد وهو ابن البلد وكان لاعبا محترفا ويعرف كيفية التواصل مع اللاعبين، أوجد حالة ايجابية إذ كان مقربا من اللاعبين وضحوا معه”.
وتابع اللاعب السابق البالغ 50 عاما “عندما يسجل أي لاعب يذهب للاحتفال معه يعني أنهم ارتاحوا معه وهذا يعطي الحافز لكل لاعب لبذل الجهد الكامل”.
ولفت بصير إلى أن الانتقادات ضد الركراكي لا تتوقف حول خياراته “على سبيل المثال النصيري الذي كان مبتعدا عن التسجيل لكن وليد تمسك به لأنه يؤدي أدوارا دفاعية خطيرة، ويمنح الفرص لشركائه في الخط الأمامي”.
وأردف قائلا “التمجيد أيضا موجود عندما تكون النتائج إيجابية، وهم أنفسهم ينتقدون في حالة النتائج السلبية وهذه ثقافة رياضية نحتاج إلى وقت لتكون عندنا.. الاحتفال عند الفوز والتعلم من الخسارة عوضا أن يتم تحطيم اللاعب”.
ويعود بصير إلى حقب سابقة، إذ رأى أن “سوء الحظ” حرم “أسود الأطلس” من تكرار هذا الانجاز سابقا، وتابع “لاسيما في عام 1998 الكل أجمع على أن الإقصاء جاء +شبه مؤامرة+ في المباراة الأخيرة بين البرازيل والنرويج”.
وأشار إلى أن الجيل الحالي أعاد الاعتبار لهم بقوله “رفعوا من قيمة اللاعب المغربي والعربي والإفريقي لأنه تأهل على حساب منتخبات قوية مثل كرواتيا وصيفة بطل مونديال روسيا وبلجيكا الثالثة، نثق بهم بأن يكونوا في المستوى ضد إسبانيا”، وختم “أنا متفائل جدا”.