الأسر البيضاوية تعيش على أمل انخفاض أسعار الأضاحي في الأيام الثلاثة الأخيرة

تنتظر أغلبية الأسر البيضاوية ما ستسفر عنه الأسواق ونقط بيع الأغنام في هذه الأيام الثلاثة الأخيرة التي تسبق يوم العيد، وكلها أمل في أن تحظى بفرصة انخفاض الأسعار لشراء الأضحية والاحتفال بالمناسبة يوم الاثنين المقبل.
وتشهد حاليا مختلف الفضاءات المخصصة لبيع الأضاحي سواء الأسواق المناسباتيه أو الكراجات التي يكتريها البائعون لتقريب قطعانهم من المشترين في الأحياء السكنية، إقبالا واسعا من قبل المواطنين الذين يرغبون في اقتناء أضحية العيد بأثمنة مناسبة، غير أن اكثرية هؤلاء يحجمون عن شراء الأضحية بسبب الأسعار المرتفعة وبنسبة كبيرة عما كان متوقعا. فأغلبية المتبضعين خلال الأيام الأولى لانطلاق فضاءات بيع الأغنام بالعاصمة الاقتصادية، كانوا يكتفون فقط بالمعاينة وجس نبض السوق عبر الأخذ والرد خلال المساومة لكن دون أن يحصل الإقناع والاتفاق على البيع، نظرا لشساعة الفرق بين الأسعار الذي يعرض به البائعون خرافهم وما يقترحه المشترون من أثمنة لهذه الأضاحي.
ويبدو انشغال المواطن البسيط بعيد الأضحى كبيرا، على اعتبار إمكانياته المادية المتضعضعة أصلا بفعل إنفاقه على مجموعة من المناسبات المتواترة، والتي يبقى على رأسها حاليا الدخول المدرسي وقبله العطلة المدرسية ورمضان الشهر المعروف بكثرة الاستهلاك. وتتوجس أغلب الأسر البيضاوية، في الأيام الأخيرة، من غلاء سعر الأضحية الذي لم يعد يتحكم فيه قانون العرض والطلب، بل ما يفرضه “الشناقة” الذين يستبدون بالأسواق ويتصرفون فيها كيف يشاؤون عبر هواتفهم النقالة.
بيان اليوم قامت بزيارة لعدد من الأسواق المحلية بالعاصمة الاقتصادية، حيث وقفت على حجم الرواج بهذه الفضاءات التي تنعقد أسبوعا أو أكثر قبل عيد الأضحى الذي يصادف العاشر من ذي الحجة من كل سنة. بدرب الانجليز المتواجد بتراب جماعة سيدي بليوط، حيث الساحات والكراجات تحولت هذه الأيام إلى أسواق لبيع الأكباش والماعز، رصدت “بيان اليوم” مواطنين بين القطعان المنتشرة هنا وهناك، وهم يعاينون الأكباش ويفحصونها للتأكد من سنها وخلوها من العيوب، وخلال هذه العملية يحاولون تقدير وزن هذه الخراف من خلال رفعها عن الأرض، لكن أغلب هؤلاء المتبضعين وبمجرد سماعهم للأسعار الملتهبة التي يحددها الباعة يتبرمون من “المفاوضة” وينصرفون في اتجاه بائع أوقطيع آخر، لتتكرر هذه العملية عدة مرات، ويجعل بعض الأسر الفقيرة تتردد في اقتناء الأضحية وتفضيل الانتظار على أمل أن تنخفض أسعار الأضاحي في اليومين أو الثلاث الأخيرة قبل العيد.
واشتكى محمد الأمين، أب لثلاثة أطفال التقته بيان اليوم بنفس السوق، من غلاء الأثمنة هذه السنة رغم العرض الوفير للأغنام، وقال في تصريح لبيان اليوم، لم أكن أتوقع ان يصل ثمن خروف (الصردي) من الحجم المتوسط 3500 درهم، بزيادة 1000 درهم، عن سعر خروف بنفس الكمية وذات النوع، بيع في السنة الماضية. وأضاف المتحدث أن أنه اقتنى خروفا بسعر 3800 درهم، تجنبا لأي ازدحام غير مستحب في أسواق الأغنام في الأيام الأخيرة التي عادة ما ترتفع خلالها الأسعار. ويبلغ ثمن الخروف الجيد من نوع “الصردي” بحجم متوسط ما بين 3500 إلى 4000 درهم بالأسواق المحلية، بزيادة 1000 إلى 1200 درهم عن الأسعار المعتادة ، فيما تراوحت أثمان الأكباش الكبيرة الحجم من نفس النوع ما بين 4500 درهم و6000 درهم. وعزا عدد من باعة الأغنام ارتفاع ثمن الأضحية خلال هذه السنة إلى الموسم الفلاحي الحالي الذي عرف نقصا ملحوظا في التساقطات المطرية. وبرر محمد عمروش بائع أغنام من ناحية السراغنة، الوضع الحالي للأسواق بالتكاليف المرتفعة لعملية التسمين لاسيما للخراف الجيدة، وهي عملية تتطلب مجهودا ماديا كبيرا في هذه الظروف المتسمة بالنقص في الغطاء النباتي للمراعي الذي يساعد في توفير وحدات علفية للماشية، موضحا في هذا السياق، أن عملية التسمين تعتمد كلية على جيوب الفلاحين والمربيين الذين بات عليهم شراء المواد العلفية بأثمنة مرتفعة من الأسواق (النخالة الموجه للأبقار والأغنام انتقل سعرها من 75 درهما للكيس الواحد يحتوي على 40 كيلوغرام، إلى أزيد من 135 درهم دفعة واحدة). ويفضل الكثير من أرباب الأسر الأسواق الكبيرة لاقتناء الأضاحي، تجنبا للغش وتفاديا للازدحام في الفضاءات الأخرى، خصوصا، من ليست لهم دراية بمقاييس الجودة ولا بعلامات السن عند الاضحية. جولة لبيان اليوم بسوق “أسيما” بشارع 2 مارس بتراب عمالة عين الشق، وقفت من خلالها على الأسعار المحددة من قبل هذا المتجر للأكباش لنوع “الصردي” في 52 درهم / الكيلو، أما “البركي” فثمنه ما بين  49 درهما و50 درهما للكيلو. وأفاد حمور خالد، في تصرح لبيان اليوم، أنه يفضل اقتناء الأضحية من هذا المركز التجاري اعتبارا لجودتها وخلوها من الغش، موضحا، أن الأسواق العمومية يكثر فيها التحايل من قبل بعض الوسطاء والشناقة الذين يقدمون للأكباش مواد خطيرة تغير من شكلها وتظهرها بحجم كبير ينخدع لها بعض المغفلين من المشترين، مضيفا، أن هذه  الحيوانات قد تنفق وتضيع أموال هؤلاء المستهلكين. وتابع نفس المتحدث” أتفادى الأسواق العمومية، حيث يشتد الازدحام، ويكثر اللصوص الذين يستهدفون المتسوقين ويعرضون غير المتيقظين منهم للنشل”. أما الرحالي  لكويمي، فالتقته بيان اليوم بنفس المركز التجاري وهو بصدد شراء خروف من نوع البركي، حيث قال في تصريح للجريدة، “أختار التبضع من هذا المتجر حيث أترك الخروف حتى ليلة العيد، وذلك يجنبني مشقة البحث كل يوم عن العلف وشرائه للأضحية. وزاد ” أفضل هذه السلالة، رغم أن ثمنها مرتفع جدا 49 درهما للكيلو غرام، وقد اخترت خروفا يزن 49 كيلوغراما وأديت مقابله مبلغ 2401درهما، أفضل هذا النوع لقيمته الغذائية”.
وتابع المتحدث اتفادى اقتناء الأضحية بالأسواق المحلية والكراجات، تفاديا للغش ..” أنا ابحث عن الجودة ولمثل هذه المتاجر ضمانة على السلامة الصحية للأضاحي..”.
وعلاقة بالموضوع، أفادت المديرية الجهوية لوزارة الفلاحة والصيد البحري لجهة الدار البيضاء-سطات، أن الجهة تتوفر، بمناسبة عيد الأضحى المبارك لسنة 2016، على عرض يفوق 510 ألف رأس من الأغنام (15 في المائة منها إناث) وأزيد من 3000 رأس من الماعز. وأوضحت المديرية الجهوية، في بلاغ لها، أن العدد الإجمالي للأغنام والماعز بجهة الدار البيضاء-سطات مستقر نسبيا مقارنة مع الموسم السابق، إذ يصل إلى حوالي 2,25 مليون رأس، منها 2,19 مليون رأس من الأغنام.
وذكرت أن قطيع الأغنام والماعز المعد بمناسبة عيد الأضحى بالجهة، يتوزع على 250 ألف رأس من الأغنام و3000 رأس من الماعز بمنطقة الشاوية (مهد سلالة السردي) و175 ألف رأس من الأغنام بمنطقة دكالة و59 ألف رأس من الأغنام بمنطقة بن سليمان و26 ألف رأس من الأغنام بمنطقة الدار البيضاء.
وأشار نفس المصدر إلى أن التوقعات تفيد باستقرار متوسط سعر الأضاحي من 2200 درهم إلى 2500 درهم للرأس. وتابع أن قطيع الأغنام والماعز بالجهة خال من أي مرض، وذلك نتيجة للجهود المشتركة المبذولة من قبل المربين والمهنيين والمصالح المختصة لوزارة الفلاحة والصيد البحري في هذه الجهة.
ازدحام في كل محطات النقل
وباقتراب يوم العيد، تنشط حركة النقل، بل وتزدحم محطات القطار وحافلات النقل بالراغبين في السفر ويؤدي ذلك في الكثير من الأحيان إلى الفوضى التي يستغلها سماسرة التذاكر و”الكورتية” الذين يضاريون في أسعار التنقل ويرفعونها لمبالغ خيالية ويستغل هؤلاء السماسرة المسافرين الذين يتخلفون في اقتناء تذاكرهم قبل أوقات الذروة بحيث يبيعونهم التذاكر بأضعاف أثمنتها المحددة.

سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top