عادت مدينة آسفي لنقطة الصفر في حربها ضد وباء “كوفيد 19″، بعد أن قاومت لأكثر من ثلاثة أشهر، وحافظت على رتب متميزة بين المدن والأقاليم التي لم تسجل فيها سوى حالات قليلة وصلت في أكثر من مرة إلى صفر حالة، وفي أسوإ الأحوال إلى ثلاث حالات.
فبعد اكتشاف بؤرة مهنية تضم ما يفوق 500 مصابة، جلهن من عاملات مصنع لتصبير السمك، يقع في الحي الصناعي بالمدينة، والذي يجاور أغلب معامل تصبير السمك التي يشتغل فيها آلاف العمال والعاملات، تم، أمس، تسجيل 21 حالة إصابة جديدة بجهة مراكش-آسفي (ست حالات بمراكش، و8 حالات بآسفي، و7 حالات بالحوز). كما تم تسجيل إصابة سجينين بالفيروس، دخلا قبل أربع أيام فقط سجن “مول البركي”، حيث تم وضعهما في منطقة بعيدة عن السجناء خصصت للحجر الصحي للوافدين الجدد.
وتعيش مدينة آسفي أجواء رعب كبيرة في ظل تواجد أعداد كبيرة من المخالطين، ولكون المؤسستين السجنيتين للمدينة تشغل، بشكل مباشر، أعدادا هامة من الموظفين، وبشكل غير مباشر، موردي خدمات عديدة.
بهذا الخصوص، أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون، أنه نظرا للتطور الأخير الذي عرفته الوضعية الوبائية بمدينة آسفي، وفي ظل مواصلة عملية إخضاع السجناء الوافدين الجدد للتحاليل المخبرية وإجراءات الحجر الصحي للتأكد من سلامتهم، تم تسجيل بعض حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في صفوف السجناء الوافدين الجدد.
وأشار البلاغ إلى أنه تحسبا لأي تطورات أخرى محتـملة، وضمانا لأمن المؤسستين السجنيتين بمدينة آسفي، وحماية ساكنتها من تفشـي فيروس كورونا المستجد، وتماشيا مع الخطة التي وضعتها المندوبية العامة لمواجهة هذا الوباء، فقد تقرر إعادة تطبيق الحجر الصحي على الموظفين بهاتين المؤسستين السجنيتين.
وأضاف أنه تقرر، أيضا، التنسيق مع السلطات المختصة من أجل إخضاع الموظفين للتحاليل المخبرية قبل استئنافهم العمل، وكذا التنسيق مع السلطات الصحية من أجل إخضاع السجناء الوافدين الجدد للتحاليل المخبرية بمجرد إيداعهم بالمؤسسة.
وخلص البلاغ إلى أنه تقرر كذلك التنسيق مع السلطات القضائية المختصة من أجل الاستمرار في عدم إخراج السجناء إلى المحاكم ومواصلة إجراءات التقاضي عن بعد؛ و إرجاء الزيارة العائلية بالمؤسستين السجنية المذكورتين إلى حين إشعار آخر، إلى جانب تكثيف الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تم إقرارها سابقا. هذا، ويتواصل ارتفاع عدد المتعافين من فيروس كورونا بالمملكة، حيث تم رصد تعافي 209 حالات من المرض، ما بين الساعة السادسة مساء من أول أمس الثلاثاء والعاشرة من صباح أمس الأربعاء ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمتعافين إلى 10 آلاف و 848 حالة، فيما استقر عدد حالات الوفاة عند 240 حالة. وسجلت خلال الـ 16 ساعة الماضية، 123 حالة إصابة، ليصبح العدد الإجمالي لحالات 14 ألفا و730 حالة، في حين تم استبعاد 8351 حالة بعد التثبت من خلوهم من الوباء بعد تحليل مخبري سلبي.
وتميزت الوضعية الوبائية بالمملكة، بتماثل 466 شخصا للشفاء التام من الفيروس خلال الفترة الفاصلة ما بين السادسة من مساء يومي الاثنين والثلاثاء، ليصبح مجموع المتشافين 10 آلاف و639 حالة بنسبة تعاف تبلغ 8.72 في المائة، في حين توفي ثلاثة أشخاص جراء مضاعفات المرض ليرتفع مجموع حالات الوفاة إلى 240 حالة بمعدل إماتة بلغ 1.6 في المائة.
وسجلت خلال الـ24 ساعة الماضية 228 حالة إصابة منها 47 بجهة الدار البيضاء-سطات “38 حالة بالدار البيضاء، وتسع حالات بمديونة”، و44 حالة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة “10 حالات بطنجة، و19 حالة بتطوان، و5 حالات بوزان، و9 حالات بالفحص، وحالة واحدة بالمضيق”، و41 حالة بجهة فاس-مكناس “كلها بفاس”، و28 حالة بجهة العيون-الساقية الحمراء “كلها بالعيون”، و22 حالة بجهة كلميم وادنون “17 حالة بطانطان، وأربع حالات بكلميم، وحالة واحدة بآسا الزاك”، و11 بجهة الشرق “كلها بجرادة”، و9 حالات بجهة بني ملال خنيفرة “كلها بخنيفرة”، و5 حالات بجهة الرباط-سلا-القنيطرة “كلها بسيدي سليمان”، فيما لم تسجل باقي الجهات أي حالة إصابة جديدة.
وأوضحت رئيسة مصلحة الأمراض الوبائية بمديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بالوزارة، هند الزين، أن مجموع عدد الحالات المستبعدة بعد إجراء التحليلات المخبرية اللازمة بلغ إلى حدود نفس الفترة 786 ألفا و722 حالة، مبرزة أن عملية تتبع المخالطين، مكنت من تتبع ما مجموعه 78 ألفا و455 شخصا، ما زال 16 ألفا و521 منهم تحت المراقبة الصحية، مسجلة، أنه تم اكتشاف 206 حالة من بين الـ228 حالة المرصودة خلال الـ 24 ساعة الماضية عن طريق تتبع المخالطين، بما يعادل 90.3 في المائة من مجموع الحالات، مشيرة في هذا السياق إلى أن عدد المصابين الذين لا زالوا يتلقون العلاج يبلغ 3728 حالة، من ضمنهم 16 حالة صعبة أو حرجة تتلقى الرعاية اللازمة.
< عبد الغني دهنون وسعيد ايت اومزيد