بيان24:عبد الحق ديلالي
قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إن “المقاربات التي عالجنا بها موضوع التشغيل، ليس في المغرب فقط، بل في العالم أيضا، مقاربات لم تعد كافية، إن لم نقل إنها فشلت”.
وأضاف بنكيران، خلال كلمته في قمة الشركاء الاجتماعيين من أجل التشغيل المنظمة من قبل الاتحاد العام لمقاولات المغرب وعدد من المنظمات الأفريقية، أمس الاثنين بالدار البيضاء، أن “هناك اليوم حاجة لمقاربات جديدة لموضوع التشغيل.. ونحتاج إلى أن نعمل ليس في إطار المنطق السابق، أي في صراع بين رجال الأعمال والنقابات فيما تحل الدولة وسطهما لحل المشاكل، بل في إطار منطق جديد”. فمشكل التشغيل أصبح، حسب بنكيران، مرتبطا بأمن الشعوب وبوجود الدول ذاتها، لأن “هناك خصوما لا نعرفهم ولا نعرف ماذا يريدون”.
واعتبر رئيس الحكومة أن الإشكالية تجاوزت مسألة تشغيل إلى “إشكالية إيجاد أفق للشباب”، وبدون حل هذا المشكل سيبقى هناك خطر ارتماء الشباب في المجهول. وطالب بنكيران من رؤساء المقاولات عدم التفكير فقط في خلق الثروة، وبالتالي في طرح القوانين التي تهمهم، بل “يجب أن يصبح الأمن أيضا هم الجميع”. وهي إشارة إلى أن الباطرونا مطالبة ببعض التنازلات عند تقديم مطالبها وتعاطيها مع بعض الإشكالات المطروحة كالتشغيل وغيرها.
واعتبر أن الدولة مطالبة بوضع القوانين الضرورية في إطار الإصلاحات “ولو اقتضى الأمر التضحية بالمكتسبات”، وهي إشارة، بدون شك، إلى اعتراض النقابات على بعض الإصلاحات التي تباشرها الحكومة وعلى رأسها إصلاح أنظمة التقاعد، خاصة عندما طالب ممثل الكنفدرالية الأفريقية للنقابات، مامادو ديالو، رئيس الحكومة بالاستجابة لمطالب النقابات التي نظمت إضرابا وطنيا في الوظيفة العمومية قبل أسبوع من الآن.
وكانت مريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، قد طالبت في كلمتها بالمناسبة ذاتها، بمراجعة القانون المتعلق بحق الإضراب. وقالت إن أول عمل سيقوم به فريق الاتحاد بالبرلمان يتمثل في وضع مقترح بهذا الصدد. كما طالب جمال بلحرش، نائب رئيسة الاتحاد، بأن تتدخل الدولة من أجل حسم الموقف عندما تصل المفاوضات بين الباطرونا والنقابات إلى الباب المسدود. واعتبر الحرية النقابية أمرا ضروريا، غير أن منطق النقابات، حسب تعبيره، لا يجب أن يقوم على محاربة المقاولات، مضيفا في ذات الوقت أن “على المشغلين أن يدركوا بأن خلق الثروة لا يجب أن يتم على حساب حقوق الشغيلة، ولا عن طريق استغلال هذه الأخيرة”.
للتذكير فهذه القمة المنظمة من قبل الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمنظمة الدولية للمشغلين وهيئة “بيزنيس أفريكا” (أعمال إفريقيا)، والمدعمة من قبل المكتب الدولي للشغل، تروم، حسب المنظمين، بلورة ميثاق مشترك يهدف إلى تنمية دينامية خلق فرص الشغل بالقارة السمراء.
وتشارك في هذه القمة 30 منظمة للمشغلين بإفريقيا وعدد من المركزيات النقابية القارية والجهوية، ستعمل على وضع رؤية مشتركة من أجل الشغل بإفريقيا وبلورة استراتيجيا لتنميته. كما ستصدر، بعد يومين من التدارس، “إعلان الدار البيضاء”، و”الميثاق الأفريقي من أجل التشغيل”.