بن المختار: تنزيل الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة التربوية سيتم بشكل تدريجي.. والإصلاح في إطار القطيعة غير ممكن

> محمد حجيوي
أكد رشيد بن المختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، أن تنزيل الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة التربوية، سيتم بشكل تدريجي، وفي إطار الاستمرارية، لأن الإصلاح في إطار القطيعة غير ممكن.
وأوضح بن المختار، خلال ندوة صحفية عقدها أمس بالرباط،، حول تنزيل الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2015-2030، أنه من غير الممكن مباشرة إصلاح المنظومة التربوية، باعتماد منهجية القطيعة مع ما هو قائم، مشيرا إلى أن التغيير يتم في إطار الاستمرارية وبالتدريج.
وبخصوص الإجراءات والتدابير التي تم اتخذها لتنزيل هذه الرؤية الإستراتجية، أفاد بن المختار، أن الوزارة أعدت 26 مشروعا تربويا يهم قطاع التربية الوطنية وينتظم في أربعة مجالات هي مجال الإنصاف وتكافؤ الفرص، الذي يتضمن ثمانية مشاريع، ومجال الجودة للجميع الذي يشمل سبعة مشاريع، ومجال الارتقاء بالفرد والمجتمع الذي يضم سبعة مشاريع، ثم المجال الرابع الخاص بالحكامة وتدبير التغيير، ويتكون من أربعة مشاريع.
وفي قطاع التكوين المهني، ذكر الوزير أن المشاريع التي تم وضعها ضمن هذه الاستراتيجية تهم ستة مشاريع، من بينها مشروع ربط عرض التكوين بالحاجيات الاقتصادية والاجتماعية ومشروع وضع المقاولة في صلب نظام التكوين، وتثمين المسار المهني من خلال دمج التكوين المهني مع التعليم العام وانفتاح جهاز التكوين المهني على جميع الفئات.
وبحسب وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، سيتم تفعيل هذه المشاريع الإستراتيجية عبر مخططات ستمكن من التقييم المنتظم للرؤية الإستراتيجية، كما أن التدابير ذات الأولوية التي تم توطينها ضمن المشاريع الإستراتيجية، قد شرع في تنزيل بعضها الموسم الدراسي الماضي، ويتعلق الأمر بتوسيع المسالك الدولية للبكالوريا وإرساء البكالوريا المهنية، فيما عرفت التدابير الأخرى انطلاقة تفعيلها خلال السنة الدراسية 2015-2016، منها التدابير الخاصة بتحسين منهاج السنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي وعتبات الانتقال بين الأسلاك وتقوية اللغات الأجنبية بالثانوي الإعدادي واكتشاف المهن، بالإضافة إلى التدابير المتعلقة بالمسار المهني بالثانوي الإعدادي، والمصاحبة والتكوين المستمر عبر الممارسة، واللامركزية الفعلية، والتدبير الخاص بالنزاهة والقيم بالمدرسة.  
وذكر الوزير أن الكثير من الناس يخلطون الأمور بخصوص قضية اللغات الأجنبية، مشيرا إلى أن اللغة العربية واللغة الأمازيغية هما لغتان وطنيتان تدرسان في الابتدائي، كما أن اللغة العربية هي في الوقت ذاته، لغة تدرس ولغة تدريس، لكن في المقابل، يضيف بن المختار، فإن الرؤية الاستراتيجية تقوم على تدريس اللغة الفرنسية من السنة الأولى ابتدائي، على أن تدرس اللغة الإنجليزية في السنة الرابعة ابتدائي، وأن تصبح اللغتان، أي الفرنسية والانجليزية، لغتي تدريس لبعض المواد العلمية في سلك الثانوي الإعدادي، بالإضافة إلى إمكانية اعتماد لغة أجنبية أخرى في سلك الثانوي، سواء الإسبانية أو الإيطالية أو الألمانية، وفي هذه الحالة يقول الوزير “إذا نجحنا في ذلك سنمكن أبناءنا من اللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية ولغة خامسة”.
وأعلن المسؤول الحكومي عزم وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني تغيير النموذج الحالي للباكالوريا بداية من الموسم المقبل، وذلك انطلاقا من الرؤية الإستراتجية للإصلاح مع الأخذ بعين الاعتبار التراكم الإيجابي للنموذج المعمول به حاليا، وإرساء نظام جديد للتقييم يهم في الوقت ذاته التلاميذ والأساتذة والمؤسسات التعليمية في إطار تحسين مردودية منظومة التربية والتكوين.  

Related posts

Top