بوحمرون أودى بحياة 100 ألف شخص ضمن 10 ملايين مصاب عبر العالم في سنة 2022

كشف الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن مرض الحصبة (بوحمرون) أصاب أكثر من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم في عام 2023 بنسبة زيادة قدرها 20٪ أكثر من عام 2022، وأنه أودى بحياة أكثر من مائة ألف شخص معظمهم من الرضع والأطفال دون سن الخامسة، بينما عانى آخرون، الذين نجوا من المرض، من مضاعفات خطيرة وعواقب مدى الحياة، منها فقدان البصر والتهاب الدماغ، على سبيل المثال لا الحصر. وقد أنقذ التطعيم ضد الحصبة وحده حياة 56 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بين عامي 2000 و2021.
وأوضح الدكتور حمضي، ضمن ورقة تحسيسية للرأي العام، توصلت بيان اليوم بنسخة منها، أن تفشي وانفجار عدة حالات إصابة بالحصبة (بوحمرون) في الآونة الأخيرة، مع وفيات بين الأطفال المصابين، يرتبط بانخفاض معدلات التلقيح لدى هاته الفئة وانخفاض مستوى الترصد الوبائي للمرض.
وحذر د. حمضي من أن الطفل غير الملقح (صفر جرعة) أو غير الملقح بشكل كامل (جرعة واحدة بدلا من جرعتين) معرض لخطر الإصابة بالمرض وكذا مضاعفاته، مشيرا أن السكان الذين تقل تغطيتهم عن 95٪ من التطعيم ضد الحصبة سيعانون من تفشي المرض على شكل وباء وفاشيات بشكل مستمر ودوري.
وسجل أن معطيات وزارة الصحة تؤكد أنه لا توجد منطقة في المغرب تصل حاليا إلى التغطية الضرورية بنسبة 95٪، وأن المعدلات في بعض المناطق أقل بكثير من هذا الرقم، وذلك بسبب التراخي في التطعيم وضعف الترصد الوبائي لأمراض الطفولة، مما أدى إلى تأثر منطقة بني ملال-خنيفرة في بداية عام 2023، ومنطقة سوس ماسة في سبتمبر 2023، ومؤخرا منطقة طنجة تطوان الحسيمة. 
واعتبر الباحث أن التحليل المعمق لأسباب هذا التراخي، والتزام الأسر بتلقيح أطفالهم، وببرامج استدراك التلقيح بالنسبة لمن لم يتم تلقيحهم بشكل جيد، تعد شروطا أساسية لمواجهة هذا الوضع. وهاته الشروط لن تتحقق، يقول حمضي، إذا لم تتم أيضا تعبئة خدمات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وجميع المهنيين الصحيين، مع استئناف المراقبة الوبائية على الشكل الأفضل المناسب من قبل الوزارة، وذلك بهدف حماية صحة الأطفال المغاربة وحياتهم، وضمان عدم انتشار الوباء بصفة أكبر وسط الساكنة.
وتعد الحصبة مرضا شديد العدوى، بحيث يمكن للطفل المريض أن يعدي 16 إلى 20 شخصا آخر من حوله عن طريق التنفس أو السعال أو العطس، وبشكل غير مباشر عن طريق اليدين والأسطح الملوثة بالفيروس.
وتظهر أعراض المرض على شكل  حمى وسيلان للأنف واحمرار العينين والسعال والتهيج، ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم.
ويعد الأطفال دون سن 5 سنوات أكثر الفئات تعرضا للأشكال الخطيرة والمميتة للمرض، إلى جانب الأشخاص البالغون فوق سن 30، والنساء الحوامل، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وكذا الأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف جهازهم المناعي.
ويتوفر التطعيم ضد الحصبة بصفة مجانية في جميع المستوصفات التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية. وفي القطاع الخاص بسعر 150 درهما يتم استرجاع 70 في المائة منها ضمن تعويضات التغطية الصحية. ويتم إعطاء جرعة جرعة واحدة في عمر 9 أشهر وجرعة ثانية بعد بضعة أشهر.
وقال حمضي أن التطعيم آمن وفعال، مؤكدا أنه أفضل طريقة لتجنب تفشي العدوى والمرض وتجنب أوبئة الحصبة. وأشار أن تردد الساكنة في أخذ اللقاح، وكذا ظروف الإغلاق خلال جائحة كوفيد 19، تعد من أهم أسباب عودة الحصبة في البلدان التي نجحت في مكافحتها لهذا المرض.
وأوصى حمضي، في هذا السياق، بضرورة البحث عن جميع الأسباب الكامنة وراء هذا التردد وضعف التلقيح وتراخي المراقبة الوبائية بالمغرب المشهود له منذ فترة طويلة بالريادة في التطعيم ضد الأمراض المعدية عند الأطفال وعلى رأسها داء الحصبة.

سميرة الشناوي

Top