جدد أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية التأكيد على الضرورة الملحة لإصدار القوانين التنظيمية المتعلقة بالتفعيل الرسمي للأمازيغية وفق مقتضيات الدستور، مؤكدا على أن تفعيل المادة الخامسة المحددة لشروط تدريس الأمازيغية وإدماجها في المؤسسات الرسمية من شأنه أن يدفع في اتجاه النهوض التام بها في المشهد الإعلامي، خاصة العمومي.
وقال أحمد بوكوس، في رده على سؤال لجريدة بيان اليوم، على هامش تنظيم المعهد، مساء الأربعاء، بمقره بالرباط، لندوة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة” والتي حملت عنوان” الإعلام في خدمة التنوع الثقافي”، إن بلوغ هذا المسعى يرتبط بمدى مراهنة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على القوانين التنظيمية الخاصة بتفعيل الأمازيغية ودورها في النهوض بالأمازيغية وتوسيع حضورها في المشهد الإعلامي الوطني.
وأضاف بوكوس أن إصدار القوانين التنظيمية الخاصة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، و بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية شرط ضروري وأساسي، لكنه لا يكفي، و يتطلب، بالتالي، تقويته.
بهذا الخصوص، أوضح عميد المعهد الملكي للثقافة أن” القوانين التنظيمية إذا تمت مقاربتها مقاربة مجردة فستبقى مجرد حبر على ورق ، وبالتالي، يضيف المتحدث،” نحن في المعهد نعتبر أنه لابد من إصدار النصوص التطبيقية المرافقة لهذين القانونين التنظيميين. فهي التي ستدفع في اتجاه بلورة مخطط استراتيجي للنهوض بالأمازيغي، وهذا المخطط يشمل مراحل تتطلب من الدولة توفير الوسائل الكفيلة بتنزيلها على أرض الواقع”.
وأكد أحمد بوكوس على ضرورة رصد ميزانية لتفعيل كل مرحلة من مراحل المخطط الاستراتيجي، مضيفا أنه “بدون ميزانية مرصودة لكل هذه العملية لا يمكن القيام بأي خطوة في مسار مأسسة الأمازيغية “.
وبخصوص تقييمه لحضور الأمازيغية في المشهد الإعلامي، أفاد بوكوس بأن “الأمازيغية أصبحت لها اليوم مكانة محترمة في المشهد الإعلامي”، وذلك بالرغم من أن دفاتر التحملات لا يتم احترامها من قبل المؤسسات الإعلامية، إذ ” أنه يجب الاعتراف، يضيف عميد المعهد، بالغياب التام، مثلا، لبرامج متخصصة بالأمازيغية على القناة التلفزية للبحر الأبيض المتوسط ” ميدي 1 المغربية “.
وذكر في هذا الإطار بالمسار التاريخي الذي قطعته الأمازيغية على مستوى حضورها في المشهد الإعلامي الوطني، والذي مر بمراحل، حيث تم الاعتراف بها تدريجيا، لتحتل المكانة اللائقة بها مع بداية سنوات 2000 ، لتتوج ما بين 2004 و2006 بعد إحداث الشركة الوطنية، وذلك بفضل الدور الذي قام به المجتمع المدني والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إلى جانب بعض المكونات السياسية التي دفعت في اتجاه حضور الأمازيغية في المشهد الإعلامي، وأساسا على عهد الوزير نبيل بنعبد الله، حينما كان على رأس وزارة الاتصال”.
وأفاد، في هذا الصدد ،أنه بعد نقاشات ومشاورات عديدة تم التوصل إلى القناعة بضرورة فتح المشهد التلفزيعلى الأمازيغية، حيث انطلق هذا المسار مع القناة الثانية، ليتواصل الأمر على عهد وزير الاتصال خالد الناصري بإطلاق القناة الأمازيغية”، مؤكدا في هذا الصدد “بأن الأمازيغية اليوم أصبحت لها مكانة محترمة في المشهد الإعلامي، هذا بالرغم من عدم احترام دفاتر التحملات من قبل المؤسسات الإعلامية.
وفي رده على سؤال للجريدة، يرتبط بمدى مراهنة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على القوانين التنظيمية الخاصة بتفعيل الأمازيغية ودورها في النهوض وتوسيع حضور الأمازيغية في المشهد الإعلامي الوطني، قال بوكوس إن المعهد يراهن على القوانين التنظيمية لأن من بين وظائفها أن تحث المؤسسات العمومية على إدماج الأمازيغية بل وستساهم في إنضاج الشروط الكفيلة بمأسسة الأمازيغية”.
من جانب آخر، وخلال هذه الندوة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة حول موضوع” الإعلام في خدمة التنوع الثقافي”، والتي خصصت تكريما للإعلامي الراحل محمد أزار ، الذي يعد من الرعيل الأول للصحافيين العاملين بالقسم الأمازيغي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة”، أكدت خديجة عزيز في كلمة باسم المعهد “على الدور البالغ الأهمية الذي يضطلع به الإعلام الذي يساهم في نقل وإشاعة قيم إنسانية مثلى ويعمل على تقوية الصيرورة الديمقراطية، كما يشكل رافعة للتنمية ودعامة لقيم التسامح والتعدد والتنوع، مشددة على أن بلوغ الإعلام الكمال في أداء هذا الدور يتطلب إعلاما “حرا، ومستقلا، ومتنوعا”.
هذا وقد نظم على هامش هذه الندوة، حفل تكريم لمجموعة من الفاعلين في الحقل الإعلامي، الذين يشكلون نخبة من شخصيات بصمت الساحة الإعلامية بعطاءاتها المتميزة. من بين هؤلاء خديجة رشوق الإعلامية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التي برعت من خلال البرنامج التلفزي”تيفاوين”، ومحمد تسفت الإذاعي بمحطة الإذاعة الجهوية بمكناس، ثم الإعلامية حادة لعويج التي اشتغلت على مدى 28 سنة بالمحطة الإذاعة الجهوية بأكادير.
فنن العفاني
بوكوس يطالب بنصوص ومراسيم تطبيقية تساعد على مأسسة الأمازيغية
الوسوم