“تايري دار يمدوكال نتاركانت”.. مشروع جمالي يحاور فنون العرض ويسعى لتحديث الثراث الفرجوي الوطني

بعد تنفيذها لبرنامج جولة العروض بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل في كل من مراكش وأيت ملول وأنزا وأكادير، وبعد مشاركتها المتميزة ضمن فعاليات مهرجان أفولاي الوطني للمسرح بتزنيت العمل الفني الاستعراضي “تايري نيمدوكال نتاركانت” في افتتاح
وفي المهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة “فيتاس” بأكادير؛ نعود مع فرقة آرت/كانة لمشروع قافلة “أمودو ن إيمدوكال ن تاركانت” وذلك بتقديمها العرض الفني الاستعراضي “تايري دار يمدوكال نتاركانت” بالمركب الثقافي التابع للجماعة الترابية بلفاع -شتوكة ايت باها، يوم 11 فبراير الجاري بدعم من وزارة الشباب الثقافة والتواصل – قطاع الثقافة.
ويعتبر هذا العمل، بالإضافة لمسرحية “حمو أونامير”، الأرضية الأساس لمشروع القافلة الفنية “أمودو ن إيمدوكال ن تاركانت وهي قافلة تعنى بالتراث الشعبي اللامادي لفرجة “الرما”، ترتكز على الشكل الماقبل مسرحي لفرجة – رما، اولاد سيدي علي بناصر، كمنطلق وأساس لعروضها الفنية المتحولة المندرجة في سياق العناية بمقومات هذه الفرجة وتسليط الضوء على غناها غير المحدود لانفتاحها على عدة أشكال فرجوية كأحواش والحلقة، وموسيقى وشعر الروايس والرياضة والتدريبات الحربية والرماية، وتمارس هذه الفرجات التلقائية في سياقات روحية وفي ارتباط أصيل بالمعتقدات الدينية وقيم أخلاقية ورثها الأب عن الجد ويلقنها الأب للابن في مدرسة متنقلة يسمونها بـ “أمودو”.
وتقترح قافلة “أمودو ن إيمدوكال ن تاركانت” رؤية أصيلة منفتحة على كافة فنون الفرجة بالفضاءات المفتوحة في صيغ عروض للشارع. وكذا على الخشبات بالمقومات الاحترافية وفق رؤية حداثية لعالم الحركة والشكل والحجم واللون على الخشبة وعالم الصورة السينمائية وبتناول جديد للموسيقى وللشعر الذي يؤطر طقوس الأحداث. كما تهدف هذه الرؤية ومن خلال العرض إلى تبني مشروع اقتراحي لأساليب الاستثمار الفني والتقني للموروث الشعبي، على قاعدة السؤال الجمالي: كيف نحكي حكايات وأساطير بالجسد.
والمشروع لا يستهدف الإغراق في المحلية ولا الاستخفاف بعمق أصول فرجة الرما العريقة بقدر ما نود دعوة جمهور القاعات ليعيش تفاصيل اليومي لدى “إمضيشن” التي تعني المحاربين من خلال الصورة واكتشاف سحر هذا الكنز وما تمنحه كافة مكوناته من متعة فنية على الخشبة وفي نفس الوقت تقديم أطروحتنا حول أسلوب التناول الفني لسائر الفنانين مخرجين وسينوغرافيين وموسيقيين ومصممي رقصات….
تفاصيل كثيرة سيحتضنها الإعداد للعمل الإبداعي من خلال تلاقح التجارب بين الأجيال وما سيتيحه من مجال خصب للتوثيق التلفزي والبحث الأكاديمي.
ويعتمد هذا المشروع على عدة مبررات وجود واستمرارية:
* عدم وجود إطار فني منظم يحتضن هده الفرجات يجعلها تنتمي دائما إلى ثقافة الهامش وتندثر وتنزوي عن أصولها التاريخية وتتحول وسط المدن لأشكال الاسترزاق.
* خلق أنشطة مدرة للدخل في صفوف الممارسين الذين يعانون البطالة والفقر المدقع والهشاشة القصوى.
* وضع أسس معهد التكوين في فنون السيرك وتأسيس سيرك “رما R’MA ” للفنون الشعبية.
* الانفتاح على تجارب عروض الشارع لتنشيط الفضاءات العمومية للمدن المغربية، والمشاركة في المناسبات الثقافية والفنية والرياضية.
* الاستفادة من الخبراء العالميين من مدارس السيرك العالمية لتكوين الممارسين الهواة وإدماجهم في أعمال فنية مدرة للدخل.
ستعمل القافلة على ترويج العملين الفنيين الأول مسرحية “حمو أونامير” والثاني عرض الشارع “تايري” بهدف:
* وضع أسس معهد التكوين في فنون السيرك وتأسيس سيرك “رما R’MA ” للفنون الشعبية.
* الانفتاح على تجارب عروض الشارع لتنشيط الفضاءات العمومية للمدن المغربية، والمشاركة في المناسبات الثقافية والفنية والرياضية.
* الاستفادة من الخبراء العالميين من مدارس السيرك العالمية لتكوين الممارسين الهواة وإدماجهم في أعمال فنية مدرة للدخل.
التعاون في إطار شراكات مع:
*وكالة التنمية البشرية لمساعدة الممارسين الفقراء وتسهيل اندماجهم في المشاريع الثقافية والاجتماعية الإنتاجية.
• وزارة التربية الوطنية والتعليم وأكاديمياتها الجهوية ومديرياتها الإقليمية، وإدماج النشاط البهلواني في إطار مادة التربية البدنية بالمؤسسات التعليمية.
* وزارة الثقافة والشباب والرياضة، في برمجة وحماية تراث فرجة (الرما) في ربوع المملكة.
11 فبراير2022

 كتب: الحبيب نونو
مخرج وكوريغراف وموسيقي المدير الفني للمشروع

Related posts

Top