ترامب يواصل تصدره للمترشحين.. وأميركيون يتظاهرون ضد «عنصريته»

أظهر استطلاع جديد أن المرشح المحتمل للرئاسة الأميركية دونالد ترامب ما يزال يحتفظ بموقعه في صدارة قائمة المترشحين عن الحزب الجمهوري بعد دعوته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، والتي أثارت استنكارا عالميا واسعا.
ويعد هذا الاستطلاع الذي أجرته وكالة رويترز، مع مؤسسة إبسوس العالمية لأبحاث السوق، الأول من نوعه على نطاق الولايات المتحدة عقب تصريحات إمبراطور العقارات الملياردير ترامب.
ويتصدر ترامب المترشحين المتنافسين لنيل بطاقة الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في نونبر من العام المقبل، بنسبة 35 في المائة من أصوات الجمهوريين، وفقا لاستطلاع الرأي الذي أُعلنت نتائجه الجمعة.
وكشف الاستطلاع أن ترامب احتفظ بنفس نسبة التفوق على بقية المترشحين قبل حديثه الاثنين الماضي عن ضرورة منع المهاجرين والطلاب والمسافرين الآخرين من المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وبينما قال معظم الناخبين الجمهوريين إن تصريحاته تلك لم تزعجهم، رأى 41 في المائة أن تعليقاته قد تضر بفرصه بالفوز بالرئاسة. وذكر 29 في المائة من الجمهوريين الذين سيختارون مرشح حزبهم لانتخابات الرئاسة أن تعليقات ترامب عدائية مقابل 64 في المائة لم يعتبروها كذلك.
وفي مؤشر آخر على مدى الاستقطاب الذي أحدثته تعليقات ترامب وسط الناخبين، قال 82 في المائة من الديمقراطيين و47 في المائة من المصوتين بشكل عام إن تعليقاته سببت لهم ضيقا.
وحل جراح الأعصاب المتقاعد بن كارسون ثانيا بين الجمهوريين برصيد 12في المائة في استطلاع رويترز- إبسوس، وخلفه السناتور تيد كروز من تكساس، وحاكم فلوريدا السابق جب بوش ولكل منهما 10 في المائة.
وفي سياق آخر، تظاهر مئات النشطاء الأميركيين والمسلمين احتجاجا على تصريحات المرشح الرئاسي الملياردير دونالد ترامب، التي طالب فيها بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام فندق ترامب في ساحة كولمبوس بمدينة نيويورك مساء أمس الخميس، هتافات ترحب بمزيد من اللاجئين السوريين، من قبيل “اسمعها يا ترامب، اللاجئون مرحب بهم هنا”، و”قلها واضحاً، قلها عاليا: اللاجئون مرحب بهم هنا”، و”من سوريا إلى المكسيك، الحدود يجب أن تفتح”.
وشهدت المظاهرة حضورا طاغيا لناشطين أميركيين من مختلف الجمعيات والتوجهات، والذين وصفوا ترامب بالعنصري والمتعصب، وأكدوا دعمهم للمسلمين الأميركيين وترحيبهم بمزيد من اللاجئين السوريين والعراقيين.
من جانبها قالت، الناشطة هاداس ثيير التي وصفت نفسها بالمناهضة للإمبريالية، “يجب أن نوقف ترامب عند حده”، مشددة على أن الحرب الباردة على الإرهاب منذ 15 عاماً لم تؤد إلا إلى مزيد من العنصرية والكراهية والإسلاموفوبيا في المجتمع الأميركي.
وأضافت ثيير، أنها ليست قلقة من فوز ترامب من عدمه، “لكنها قلقة من العنف والتحشيد الذي أشعله، ولذلك يتوجب ألا يعامل كمرشح باحترام”.
وشددت على أن التهديد الحقيقي على المجتمع الأميركي ليس وجود المسلمين، وإنما هو الفقر والتشرد وضعف العناية الصحية والعنف ضد المرأة، ولهذا يتوجب التوقف عن التخويف من المسلمين وفتح الباب لاستقبال مزيد من اللاجئين.
ووصفت الناشطة المرشح ترامب بالمتعصب وأن ثقته ستشعل مزيدا من العنصرية، ولهذا يجب -برأيها- التظاهر لكي يعرف الأميركيون أن الكثيرين يرفضون ما يطرحه.
بدورها قالت عبير قواس عضوة جمعية العرب الأميركيين في نيويورك وأحد منظمي المظاهرة، إن “الأسباب كلها من تصريحات ترامب وأحداث باريس وكاليفورنيا وتصويت الجمهوريين ضد استقبال اللاجئين، اجتمعت اليوم لنقيم هذه المظاهرة التي حضرها الكثير من الأميركيين من مختلف التوجهات”.
وأضافت عبير، أن موقع ساحة كولمبوس يعتبر من الأماكن المزدحمة في العادة وهي تقابل مبنى قناة “سي.أن.أن” وأبراج ترامب، ولهذا تم اختيارها لتكون مكان الحدث، مشيرة إلى أن “اليوم يصادف يوم حقوق الإنسان العالمي، وهي مناسبة رائعة لتعزيز هدفنا”.
ووقف مؤيد وحيد لترامب قرب الاحتجاج ممسكا بلافتتين كتب على إحداهما “نحن نريد ترامب”، والأخرى “لا نريد المزيد من السوريين”.

Related posts

Top