استطاع كرنفال بيلماون بودماون في دورته السابعة، أن يستقطب آلاف الجماهير التي اصطفت، منذ زوال يوم الأحد الماضي، على جنبات شارع محمد الخامس، على طول أكثر من أربع كيلومترات، أمام مقر المجلس الجماعي لإنزكان، في اتجاه مقر بلدية الدشيرة الجهادية.
هذه التظاهرة السنوية المنظمة، مساء يوم الأحد 09 يوليوز الجاري بمدينتي الدشيرة وانزكان، من طرف الجمعية الإقليمية لمهرجان كرنفال بيلماون بودماون، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، والجماعة الترابية الدشيرة الجهادية، وبتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني التابعة للإقليم، تحت شعار «الخصوصيات المحلية أهم ركائز نجاح المشاريع الثقافية»، عرفت مشاركة أزيد من 30 جمعية محلية وجهوية ووطنية تهتم بهذا الموروث الثقافي، كما شهدت أيضا مشاركة أزيد من 700 مشارك جابوا شارع محمد الخامس من إنزكان في تجاه مدينة الدشيرة الجهادية، هؤلاء الشباب بإمكانيات بسيطة استطاعوا أن يبدعوا تحفا فنية جميلة في كرنفال هذه السنة، حيث حضيت جميع الفقرات الاستعراضية بمتابعة إعلامية وجماهيرية واسعة.
وقال الفنان رشيد بوالمزغي المعروف في الساحة الفنية برشيد أسلال عن اللجنة المنظمة، أن الهدف من تنظيم هذا الكرنفال أو «ديفيلي» هو الحفاظ على تراث بيلماون والتعريف به كموروث ثقافي فرجوي أصيل، مضيفا، في تصريح للجريدة، «أننا نعمل مع مجموعة من المهتمين محليا ووطنيا ودوليا على تصنيفه تراثا للإنسانية باعتباره كنزا تاريخيا توارثته الأجيال منذ زمن بعيد، كما نعمل أيضا على المساهمة في وضع إستراتيجية هادفة لخلق دينامية اقتصادية واجتماعية وسياحية وثقافية على المستوى الإقليمي والجهوي.
ومن جهته، قال سعيد عادل من اللجنة المنظمة للكرنفال في تصريح لوسائل الإعلام، إن إبداعات الشباب ألهبت حماس الجماهير الغفيرة التي حجت من كل أنحاء سوس الكبير والمدن المجاورة.
كرنفال بوجلود الذي ينظم كل سنة على صعيد عمالة إنزكان، أصبح يتحدث عنه الكثير داخل الوطن وخارجه، باعتباره أضخم كرنفال ينظم مؤخرا بالمغرب حيث يتتبعه آلاف المواطنين والسياح عبر شوارع المدينة.
وتميزت دورة هذه السنة بمشاركة متميزة ووازنة للفتيات والنساء اللواتي سجلن حضورا لافتا إن على مستوى الكم أو النوع، بحيث كن حريصات على التفنن في صناعة الأزياء المواتية للإناث انطلاقا من جلود الماعز والأغنام، مع ما يستتبع ذلك من إبداعات خلاقة في تسريحات الشعر والماكياج وإضفاء الجانب العجائبي والاحتفالي على مشاركتهن.. هذا فضلا عن مشاركة الجميع، ذكورا وإناثا، في إنجاز فرجات تمثيلية بكل مواصفات التعبيرات المسرحية من لباس، ولعب، وأكسسوار، وماكياج، ومحاورات مع الجمهور الواسع…
هذا ويشار إلى أن اسم «بوجلود» يطلق على كل من يرتدي جلود الماعز بعد غسلها وقياسها مع الأجساد وبالتالي لباسها أيام عيد الأضحى وفي الكرنفال، ويفضل الشباب استعمال جلود الماعز كلباس للاحتفال لأنها أخف من جلود الخرفان، كما يقومون كذلك بطلاء الوجه إما بصباغته أو وضع الفحم الأسود بعد دقه ومزجه ليخفي ملامح الوجه، حتى لا يتمكن الآخرون من معرفة من يختفي وراء الماكياج أو الأقنعة والفرار منه، ويحمل بوجلود في يده إما حزاما جلديا أو رجلي (كراع) الخروف لتصبح أداته للعب والمزاح وضرب الأصحاب، كما يقوم شباب آخرون بتقمص العديد من الشخصيات وغالبا ما تكون كوميدية كاقتباس زي الشرطي أو العسكري أو أي رمز للسلطة أو مهن معينة.
ومعلوم أن هذه الظاهرة الضاربة في القدم في الثراث الفرجوي الأمازيغي المغربي، تناولتها عدة كتب ودراسات وأبحاث، ولا زالت تستقطب اهتمام الباحثين في مختلف أنحاء المغرب.
هذا وأشاد عدد من المواطنين، ممن تابعوا كرنفال هذه السنة، ضمن تصريحات متطابقة للجريدة، بالتنظيم المحكم والتاريخي من طرف مختلف الأجهزة الأمنية من قوات مساعدة ورجال السلطة والأمن الوطني والوقاية المدنية موجهين شكرهم إلى كل من ساهم من بعيد او قريب في إنجاح دورة هذه السنة.
روبورتاج من إعداد وتصوير: إبراهيم فاضل