تكريس قيمة الشان

تعود هذا الأسبوع عجلة البطولة الوطنية لكرة القدم في قسمها الأول للدوران، بعد توقف دام أربعين يوما، فاسحة المجال لإجراء منافسات كأس إفريقيا للمحليين، والتي توجت المنتخب المغربي كبطل لهذه النسخة الخامسة، التي تميزت بتنظيم جيد، وارتفاع في المستوى التقني، والحضور الجماهيري، مقارنة مع الدورات النسخ الأربع السابقة.

فوز المنتخب ب”الشان” جاء بفضل نجوم متألقين داخل الأندية الوطنية، وهذا من شأنه إعطاء دفعة قوية للبطولة التي تتعرض باستمرار لانتقادات لاذعة، تقلل من أهميتها وقيمتها التقنية ومستوى لاعبيها، إلا أن جاءت منافسات الكأس الافريقية المحلية، لتظهر للمشككين المستوى الحقيقي للبطولة الوطنية، مقارنة مع باقي البطولات على الصعيد القاري.

فالمستوى الرائع الذي ظهرت به العناصر الوطنية، أكد بالملموس أن هناك مواهب، وهناك إمكانيات، بل هناك مجهود مبذول من طرف الأطر الوطنية والإدارية، ومجموعة محدودة من المسيرين الذين لهم غيرة ورغبة في خدمة الرياضة، إلا أنهم للأسف قلة قليلة، بينما تسعى الأغلبية الساحقة إلى جعل مسألة تحمل مسؤولية تسيير ناد من الأندية مرادفا للمنفعة الخاصة والاستفادة الشخصية.

وافتتاح الشطر الثاني من بطولة هذا الموسم، تسبقه مقابلة الديربي بين الوداد والرجاء، المؤجلة عن الدورة العاشرة من مرحلة الذهاب، مقابلة ننتظر ان تكرس القيمة التي أكدتها بطولة “الشان” سواء من حيث التنظيم أو المرودية التقنية، وأيضا الإقبال الجماهيري، مع ضرورة احترام الروح الرياضية، والحرس على مرور الديربي في أجواء رياضية عادية. 

فهذه القمة الكروية لها أهميتها، والتاريخ يؤكد ذلك، والأرقام تقدم أيضا تفاصيل هذه الصراع الأزلي الذي يطبع العلاقة بين الغريمين التقليديين، وهناك مجموعة من التفاصيل تعكس هذه الإثارة التي تعرفها المواجهة كل موسم ذهابا وإيابا، دون أن ننسى بعض المواجهات على مستوى كأس العرش، التي بقيت أحداثها عالقة بأذهان عشاق الفريقين.

كل الشروط إذن متوفرة هذا الموسم لتقديم عرض كروي في مستوى التطلعات كل المتتبعين، وفي مستوى هذا التاريخ، وفي مستوى القيمة التي أفرزتها منافسات الكأس القارية، وهذا ليس مستحيلا بالنسبة للاعبين شكلوا العمود الفقري للمنتخب المغربي المحلي، بالإضافة إلى التجربة الغنية لمدربين يشهد لهما بالكفاءة، هما خوان كارلوس غاريدو الإسباني في قيادة الرجاء، وفوزي البنزرتي العائد لأضواء البطولة المغربية من خلال إشرافه على الإدارة التقنية للوداد.

قمة واعدة على جميع المستويات، والمنتظر أن تسجل عودة جمهور كرة القدم لمدرجات مركب محمد الخامس، والتي غاب عنها خلال بطولة “الشان” لأسباب انتقدتها كل الأوساط الرياضية الوطنية.

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top