انطلقت، أول أمس السبت، بجماعة تطفت بإقليم العرائش إجراءات التنزيل الفعلي للتدابير الاستعجالية، التي جاءت تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، من أجل الحد من تأثير الحرائق على النشاط الفلاحي والغابات ودعم الساكنة المتضررة منها، والتي تشكل موضوع اتفاقية بقيمة تصل إلى 290 مليون درهم.
وكان الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قد أعلن الخميس بالرباط، أن الحكومة وضعت برنامجا استعجاليا للتدخل يروم التخفيف من التداعيات التي خلفتها حرائق الغابات في مناطق متفرقة من جهتي طنجة – تطوان – الحسيمة وفاس – مكناس.
وقال بايتاس، في معرض تفاعله مع أسئلة الصحفيين، خلال ندوة صحافية عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، إنه “تم الانتهاء من عملية الجرد وجمع المعلومات الميدانية، والحكومة بصدد وضع اللمسات الأخيرة على برنامج التدخل الذي سيشمل تدابير وإجراءات طارئة وأمنية للتخفيف من تأثير هذه الحرائق على النشاط الزراعي والغابات ومن أجل مساعدة السكان المحليين المتضررين”.
وسجل الوزير أنه تمت السيطرة على جميع بؤر الحرائق، وإغاثة السكان المحليين المتضررين والحفاظ على ممتلكاتهم، وذلك بفضل كفاءة فرق التدخل وتعبئة الموارد البرية والجوية وجميع الفاعلين في الميدان.
وذكر بأن هذه الحرائق ألحقت أضرارا بنحو 10.560 هكتارا من الغابات في أقاليم العرائش ووزان وتطوان وشفشاون وتازة والحسيمة.
التدابير التي تم إقرارها سيتم تنزيلها بشكل تدريجي على المديين القريب والمتوسط، حيث انطلقت السبت عملية توزيع الأغنام والماعز على المتضررين من حرائق الغابات، على أن تتواصل العملية خلال الأسبوع الجاري بتوزيع الشعير المدعم، ثم بعد ذلك تسليم خلايا النحل وشتائل الأشجار المثمرة، والقيام بعملية تشجير للمساحات الغابوية المتضررة.
وأبرز المدير الجهوي للفلاحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، محجوب لحرش، أن المصالح التابعة للوزارة شرعت اليوم السبت في التنزيل الفعلي لمضامين الاتفاقية الإطار لتنزيل مجموعة من التدابير الاستعجالية للحد من تأثير الحرائق، والتي جاءت تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، وأشرف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الجمعة، على مراسيم توقيعها.
وأوضح المسؤول الجهوي، في تصريح للقناة الإخبارية M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أننا “بدأنا في التنزيل الفعلي لمضامين الاتفاقية من أجل التعويض الاستعجالي للمتضررين من الحرائق التي شهدتها بعض مناطق المملكة، خاصة أقاليم الشمال”، مضيفا “اليوم نقوم بتوزيع الغنم والماعز على الكسابة المتضررين والأسبوع المقبل سيتم كذلك توزيع الشعير وخلايا النحل”.
وأوضح لحرش أن “هناك أيضا برنامج متوسط المدى يشمل توزيع الأشجار المثمرة وعددا كبير من خلايا النحل، وهو يهم أقاليم العرائش وتطوان ووزان، إلى جانب إحداث عدد من المسالك القروية”، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمجموعة من المبادرات الرامية إلى التخفيف من آثار حرائق الغابات وأيضا المساهمة في إعادة بناء الاقتصاد المحلي لمجموعة من الدواوير التي تضررت من الحرائق”.
وفي شهادات استقتها قناة M24، أعرب عدد المستفيدين عن امتنانهم لجلالة الملك محمد السادس على جميل عنايته وعلى تعليماته السامية لوضع هذه التدابير الاستعجالية الرامية إلى التخفيف من الأضرار التي شهدتها مجموعة من القرى، على مستوى إقليم العرائش، خاصة ما يتعلق بتوزيع الأغنام وإصلاح المنازل وإعادة تأهيل حقول الأشجار المثمرة.
وقد وقع على هذه الاتفاقية كل من نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، وفاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومحمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ويونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، ومحمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، وسعيد زنيبر، والي جهة فاس مكناس، وعمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس مكناس.
وتهدف الاتفاقية إلى التخفيف من تبعات الحرائق الأخيرة، التي اندلعت خلال شهر يوليوز الجاري، على الساكنة المتضررة منها، حيث ستشمل اتخاذ مختلف التدابير على المديين القصير والمتوسط من أجل دعم الساكنة لتأهيل وترميم المنازل المتضررة، التي تم إحصاؤها من طرف السلطات العمومية، والقيام بعمليات التشجير في الغابات.
كما ستشمل تعزيز وسائل الوقاية من الحرائق الجديدة ومكافحتها والتخفيف من الآثار الضارة للحرائق على مربي الماشية ومربي النحل بالمناطق المتضررة، مع تنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية المتكاملة في المناطق المتضررة، بالإضافة إلى خلق (1.000) فرصة عمل إضافية لجهة طنجة تطوان الحسيمة موجهة لفائدة المتضررين وأفراد أسرهم للعمل في إطار برنامج أوراش.
برنامج لإعادة تشجير 9 آلاف هكتار تضررت من الحرائق
ومن ضمن التدابير التي أعلنت عنها الحكومة للتخفيف من تداعيات الحرائق، إطلاق برنامج لإعادة تشجير حوالي 9330 آلاف هكتار من الغابات التي أتت عليها حرائق اندلعت مؤخرا في منطقة الشمال.
وكانت السلطات المعنية قد أعلنت في وقت سابق أنها قد تمكنت من السيطرة على الحرائق التي اندلعت لبضعة أيام في عدة غابات شمال المملكة.
وأشارت الحكومة أيضا إلى أن تلك الحرائق كانت تهدد 120 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية في جهتي طنجة وفاس.
وقد شهدت بلادنا في السنوات الأخيرة اندلاع العديد من حرائق الغابات خلال الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وتتعرض المملكة منذ أسبوعين لموجة حر شديد تفاقم موسما جافا وإجهادا مائيا، بسبب التقلبات المناخية.