يستعد المغرب لتسلم ثلاث توربينات بخارية، مزودة بألواح لاقطة وتقنية متطورة، قادمة من ألمانيا نهاية 2016، حيث سيتم توجيهها لمركب “نور” بورزازات.
وكانت المجموعة الألمانية “سيمنس” قد زودت المغرب بتوربينات بخارية معتمدة على تقنية الألواح اللاقطة المقعرة تهم مشروع محطة “نور 1″، وذلك بغية إنتاج حوالي 160 ميغاوات من الطاقة الكهربائية، وسعة تخزين تصل إلى ثلاث ساعات.
وتتم الاستعانة بالتوربينات “العنافات” البخارية في أغلب محطات توليد الكهرباء، حيث تشير الأرقام إلى أن 80 في المائة من الكهرباء المولدة في العالم تتم عبر هذه التوربينات.
وقد استعان المغرب، حسب المعطيات المتاحة، بالتقنية الألمانية في هذا المجال، حيث عملت المجموعة الألمانية على تطوير التوربينات الثلاث بموقع “Görlitz”، بألمانيا.
وحسب ذات المعطيات، فإن المجموعة الألمانية، تسابق الزمن لتصنيع التوربينات قبل نهاية العام 2016، حيث سيتم نقلها بحرا.
وسيتم توجيه هذه التوربينات إلى “نور 2” و”نور 3″، حيث تم تزويد توربينين بتقنية البرج، وذلك خصيصا لاستخدامها في محطة “نور 3″، حيث تعتمد هذه المحطة على تقنية برج الطاقة الشمسية.
ويعمل البرج على امتصاص الطاقة الشمسية القادمة من المرايا المركزة في اتجاهه، حيث يقوم بتسخين الماء وإنتاج البخار الذي يعمل على تحريك التوربينات البخارية، والتي تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية.
وقد تم الاعتماد على هذه التقنية لأول مرة، بمنطقة إشبيلية بإسبانيا، حيث يمكن البرج من إنتاج حوالي ميغاوات، عبر استثمار أزيد من 600 من المرايا، في حين سيتصل القدرة الإنتاجية لمحطة “نور 3” إلى 150 ميغاوات، بقدرة تخزين تصل إلى ثماني ساعات.
أما التوربين الموجه لمحطة “نور 2” فتعتمد نفس التقنية التي تعتمدها محطة “نور 1″، أي الاعتماد على الألواح اللاقطة المقعرة.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة “نور 2” حوالي 200 ميغاوات، مع سبع ساعات من التخزين، وعلى مساحة 680 هكتار، وبقيمة استثمارية تصل إلى 810 مليون يورو (حوالي 9 ملايير درهم)، في حين ستمتد محطة “نور 3” على مساحة 750 هكتار بغلاف استثماري يقترب من 7 ملايير درهم، فيما بلغت القيمة الاستثمارية للمحطة “نور 1” حوالي 8 ملايير درهم، وذلك على مساحة تتجاوز 480 هكتار، ليصل الغلاف الاستثماري للمشروع بأكمله إلى حوالي 24 مليار درهما، وعلى مساحة إجمالية تقترب من 3000 هكتار، وبهدف إنتاج 580 ميغاوات.
وستمكن هذه المحطات، حسب المعطيات المتاحة، من تزويد 1.3 مليون شخص بالطقة الكهربائية، ويقلص انبعاثات غاز ثنائي أوكسيد الكاربون بألف طن، بالمقارنة مع عملية الإنتاج التقليدية، وهو ما يجعل المغرب ينخرط في التزامه بالمساهمة في تقليص الانبعاثات.
وكانت المجموعة السويدية “إريكسون” والمجموعة الصينية “هواوي”، قد اقترحتا على المغرب نظام تدبير ذكي للطاقة يسمى “الشبكة الذكية” (سمارت كريد).
وتشكل الشبكات الذكية مستقبل نقل وتوزيع الطاقة الكهربية في القرن الواحد والعشرين، حيث تعتمد بشكل كبير على استغلال موارد الطاقة المتجددة وتحقيق الاستغلال الأمثل للكهرباء المتولدة وتقليل تكلفة الكيلووات، كما تعمل على إشراك المستهلك كجزء من عملية توليد الكهرباء.
يوسف سعود