جمعويون ومهتمون بقطاع التخييم يحتجون أمام مقر عمالة الصخيرات – تمارة

خاض عشرات المحتجين، أول أمس الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر عمال الصخيرات – تمارة، تنديدا بالقرار الصادر عن هذه الأخيرة القاضي بإعدام مخيم الهرهورة وإعادة تشجيره.
المحتجون، الذين يمثلون العديد من الجمعيات التربوية المهتمة بقطاع التخييم، رفعوا شعارات تنديدية بهذا القرار الذي اعتبروه مسا بالطفولة المغربية وبتاريخها، خصوصا وأن هذا المخيم يمتد إلى عهد الحماية، وله تاريخ طويل وغني في التخييم، حيث تعاقبت أجيال من الطفولة المغربية على فضائه لأزيد من 60 سنة، بمعدل 1500 طفل كل سنة.
الجامعة الوطنية للتخييم التي دعت إلى الاحتجاج، أكدت على لسان رئيسها محمد القرطيطي، أنها لن تقبل هذا القرار، واعتبرته قرارا جائرا غير مبني على أسس واضحة، خصوصا وأنه قرار، يشير القرطيطي، ” جاء في ظرفية موسومة بكثير من الأحداث وعلى رأسها كوب 22 . ما يطرح عدة تساؤلات حول هذا القرار المفاجئ الذي لا يخدم مصلحة الطفولة وقطاع التخييم في بلادنا”.
 وأضاف المتحدث لـ “بيان اليوم” أنه في الوقت الذي تنتظر فيه الجامعة الوطنية للتخييم والجمعيات المهتمة، تحسين الأوضاع وفتح مخيمات جديدة بمواصفات عالية، يقع العكس، ويعرف القطاع تراجعا عن مكتسباته”. مؤكدا أن الجامعة الوطنية للتخييم “ستخوض أشكالا نضالية متعددة إلى حين عدول المسؤولين عن قرارهم هذا الذي يعد ضربا لموقع تاريخي للطفولة المغربية”.
وكشف القرطيطي عن دعوة قضائية رفعتها المندوبية السامية للمياه والغابات تقضي بإفراغ الموظفين التابعين لوزارة الشباب والرياضة من مساكنهم، على اعتبار أنهم يحتلونه، معتبرا أن هذا الأمر “تطور سلبي في القضية”، خصوصا وأن الموظفين معينين من لدن وزارة الشباب والرياضة ولا يحتلون أي ملك، مؤكدا على أنهم “سيجرون أول جلسة في المحكمة يومه الجمعة، وذلك من أجل إفراغهم من مساكنهم، هذا في الوقت الذي لم يتم فيه إشعار المحكمة ولا وزارة الشباب والرياضة المكلفة بتسيير هذا المخيم، ولا أية جهة أخرى”.
وأكد القرطيطي على أنه سيتم عقد لقاءات وحوارات مع المسؤولين خصوصا المندوب السامي للمياه والغابات الذي يشارك في قمة المناخ كوب 22، مشيرا إلى أن الجامعة ستجتمع به فور عودته من مراكش، إذ أن المندوبية السامية للمياه والغابات حسب عامل الصخيرات – تمارة هي من راسلت بشأن المخيم الذي يقع على أرضها من أجل استعادتها، وهو ما يعني إغلاق المخيم والإجهاز عليه، حيث أكد القرطيطي أنه سيتم عقد لقاءات مع الأطراف الأخرى من أجل إيجاد صيغة تبقي على المخيم كما هو من أجل أن يستمر في احتضان أنشطة الطفولة المغربية.
من جانبه اعتبر كمال الشريطي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة طلائع أطفال المغرب القرار مسا بالطفولة المغربية وبتاريخها الغني، مؤكدا أن الخبر نزل كالصاعقة على كافة الجمعيات المهتمة بقطاع التخييم.
وأكد أن منظمة الطلائع كمنظمة رائدة في هذا المجال ترفض هذا القرار الجائر وتدعو المسؤولين إلى العدول عنه، داعيا إلى الحفاظ على هذا المخيم والاتجاه نحو إضافة مخيمات أخرى، إذ اعتبر الشريطي أن القرار الأصح اليوم هو خلق فضاءات جديدة للتخييم وليس القضاء على الموجود منها، خصوصا الهرهورة باعتباره مخيم تاريخي.
بدوره أوضح نوفل حريش عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الطلائع أطفال المغرب أن الطلائع باعتبارها جمعية تربوية ستعمل على الترافع من أجل الطفولة المغربية ضد هذا القرار الذي ينتهك تاريخها، مشيرا إلى أن منظمة الطلائع كانت دائما مهتمة بقضايا الطفولة المغربية والتخييم وتترافع عنهما، مؤكدا عزمها على الدفاع عن مخيم الهرهورة إلى جانب الجمعيات التربوية المهتمة التي نددت بهذا القرار.    
مصطفى الخير رئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم، أكد هو الآخر على أن هذا القرار غير محسوب العواقب خصوصا وأن مخيم الهرهورة يعتبر ذاكرة للتخييم وذاكرة للتكوين والتأطير كما يعد مدرسة تخرج منها العديد من الأطر التربوية.
وأوضح الخير أن جمعية الرسالة بكل مكوناتها تدين هذا القرار وستعمل على المشاركة في جميع النضالات التي تدعو إليها جامعة التخييم، مطالبا بضرورة وقف هذا القرار والتصدي لهذه “الجريمة” التي تستهدف الطفولة المغربية.
محمد توفيق امزيان

Related posts

Top