إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…

< إعداد: عبد الصمد ادنيدن

الحلقة السابعة
الدكتور لحنش شراف.. نظافة الفم والأسنان في رمضان

يشكل تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون الأسنان بالنسبة لكثيرين معيقا أساسيا خشية التأثير على صحة الصيام تارة بسبب بلع معجون الأسنان أو الماء تارة أخرى، لكن هذا يبقى مجرد تخوف لا يمكن البناء عليه لتفادي الإعتناء بصحة الفم والأسنان خلال هذا الشهر الفضيل، كما أن الفترة الليلية هي التي يتم خلالها استهلاك الأطعمة وبالتالي يمكننا الاقتصار على تنظيف الفم والأسنان بعد وجبتي الفطور وخاصة بعد السحور تفاديا لتخمر الأطعمة مدة طويلة حيث أن الفم يفتقد اللزوجة الضرورية بسبب نقص الماء، لزوجة اللعاب هاته تمكنه من مقاومة عديد البكتيريا الضارة التي إن وجدت بقايا الأطعمة ستؤثر بالتأكيد على صحة الفم و الأسنان.
لذا تعتبر العناية بصحة الفم والأسنان من الأمور الأساسية التي يجب علينا الإلتزام بها باستمرار نظرا لارتباطها بكيفية وطيدة بصحة الجسد حيث أن كل مرض يصيب الفم يمكنه أن يتفاقم ويؤثر على العديد من وظائف الجسم، فالفم والأسنان معا يساهمان في تحسين المظهر الجمالي للشخص وهذا المظهر يؤثر بالطبيعة على القدرة التواصلية وعلى الثقة في النفس داخل المجتمع، كما أن هضم الأطعمة المغذية يحتاج كذلك لأسنان صحية وبدونها تصبح تغذية الشخص مضطربة إلى حد كبير حسب نوعية المشاكل التي يتخبط بها، هذا دون إغفال المضاعفات البكتيرية التي تكون أحيانا قاتلة في حال تنقل البكتيريا من الفم إلى العضلة الداخلية للقلب عن طريق الدم أو التسبب في الصدمة الإنتانية (choc septique).
خلال الصيام تظهر العديد من التغييرات الفيزيولوجية بسبب انقطاع الطعام والشراب لذا فتجب زيادة العناية بصحة الفم والأسنان خلال رمضان باتباع النصائح التالية:
-تنظيف الأسنان مرتين في المساء بعد الفطور والسحور.
-شرب كميات وافرة من الماء بشكل متقطع ومنفصل تفاديا لإغراق الأغذية ونفادي عسر الهضم.
-استعمال معجون أسنان الغني بالفليور.
-تفادي استهلاك أطعمة مسببة للرائحة كالثوم والبصل.
-البدء بأكل التمر خلال وجبة الإفطار لاحتوائه على الفليور المهم لصحة الأسنان.
-استهلاك أطعمة طازجة مفيدة من فواكه وخضراوات غنية بالألياف لتفادي عسر الهضم والإمساك.
-استعمال خيط الأسنان للتخلص من بقايا الطعام المسبب للتسوس وللرائحة الكريهة.
-مراجعة طبيب الأسنان في حال وجود تسوس أو أمراض اللثة تفاديا للمضاعفات الممكن حدوثها خلال الصوم، فالعناية الطبية لا تتعارض مع الصوم ولا تشكل سببا للامتناع عن عيادة الطبيب.
-استعمال غسولات الفم المكملة لنظافة الفم والأسنان.
-عدم إغفال تنظيف اللسان من الأطعمة العالقة وذلك باستعمال ظهر الفرشاة أو ما يعرف بمكشطة اللسان.
-قطع عادة التدخين السيئة.
-استهلاك وجبة سحور صحية خفيفة سهلة الهضم خالية من البهارات والعناصر ذات الرائحة القوية.
-عدم الإفراط في استهلاك الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر الغنية بالسكر.
-تجنب الأطعمة المدرة للبول كالقهوة خصوصا خلال وجبة السحور.
-العناية بأطقم الأسنان وتنظيفها بشكل تام بغسلها ونقعها في مواد مناسبة.
-استهلاك الشاي الطبيعي ومن الأفضل بدون سكر فهو غني بمادة الفليور.
إضافة لكل هاته النصائح لا بد من التذكير بطريقة استعمال الفرشاة بوضع الفرشاة على اللثة والتنظيف في اتجاه الأسنان مع أخذ الوقت الكافي وتنظيف الأضراس بطريقة دائرية.
إن العناية بصحة الفم والأسنان في رمضان جزء لا يتجزأ من العناية بصحة الجسد وبالتالي وجب الاهتمام بهذا الجانب والابتعاد عن كل العادات السيئة التي تؤثر سلبا على صحتنا جميعا.