في خضم الانشغال بمصير الأنشطة الرياضية المتوقفة على الصعيد الوطني، لمدة تناهز الأربعة أشهر، بسبب فرض حالتي الحجر والطوارئ، قررت وزارة الشباب والرياضة، تعيين لجنة مؤقتة جديدة، للإشراف على تسيير الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة.
وحسب بلاغ صادر عن الوزارة الوصية في الموضوع، فإن خطوة الجهاز الحكومي، جاءت استجابة لطلب مقدم من طرف الأندية، بعد أن وضعت هذه الأخيرة على مكتب الوزير، اقتراحا يقضي بإجراء تغيير على تركيبة اللجنة المؤقتة، وتكليف مسؤولين آخرين لتسيير جامعة الكرة البرتقالية.
هذه الرياضة التي كانت تسمى دائما برياضة المثقفين، تعيش طيلة السنوات الأخيرة، على إيقاع التطاحنات والخلافات والصراعات الهامشية، وانعدام أية أرضية للتوافق بين جل المتدخلين في هذه الرياضة الجميلة.
تم تكليف كمال الهجهوج بمسؤولية التسيير المؤقت للجامعة، وبمهام محددة في الزمان، ويتجلى ذلك في التحضير لعقد جمع عام، استثنائي خلال الأشهر القادمة، إعادة اعتماد نظام أساسي يستجيب للقوانين المنصوص عليها بقانون التربية البدنية، الاهتمام بالملاحظات الصادرة عن الأندية، ومنها إعادة النظر في طريقة اعتماد بعض الفرق، واستبعاد تلك التي لا تستوفي شروط الاعتماد، مع ضرورة مراجعة المنهجية التي اتبعت من قبل في دارسة الملفات الخاصة بالتأهيل.
والمثير في الملف الثقيل لجامعة كرة السلة، أن كل وزير من آخر ثلاثة وزراء تعاقبوا على مسؤولية القطاع، تكلف بتعيين رئيس مؤقت لتسيير الجهاز الجامعي، فالطالبي العلمي سبق أن عين عبد المجيد بورة، ومباشرة بعد تكليف حسن عبيابة بحقيبة الوزارة، عين عبد الرزاق العكاري لنفس المهمة، وعلى نفس المنوال، جاء تكليف كمال الهجهوج من طرف عثمان الفردوس، وهو أول قرار يتخذه هذا المسؤول الحكومي الجديد.
فلماذا كل هذا التخبط المحيط بجامعة كرة السلة، التي لم تعرف الاستقرار المطلوب منذ سنوات خلت؟ وكيف تراكم الوزارة الوصية كل هذا الإخفاق في ملف هذه الجامعة بالذات؟ وهل هناك خلفيات غير مفهومة، أو حسابات تتحكم في الملف؟ أسئلة يتكرر طرحها مع توالي السنوات، وكرة السلة الوطنية تعيش جمودا غير مقبول، وغير مستساغ نهائيا.
فمع توالي كل هذه السنوات و المشاكل والخلافات تراوح مكانها، أضف إلى ذلك السلبية التي أظهرتها الوزارة، وعجزها الواضح في معالجة الملف، بكثير من الحرص والمسؤولية والحزم، زاد من تعقيد الأمور داخل وسط هذه الرياضة، التي كانت إلى حدود الأمس القريب، شعلة بنشاطها ومن أهم الرياضات على الصعيد الوطني، حيث سبق أن صنفت بثاني رياضة من حيث الشعبية بعد كرة القدم، بعدما ارتفع المستوى، وتطور الأداء، وارتفعت رواتب اللاعبين، لتصل إلى أرقام بدأت تسيل لعاب محترفين أجانب، إلى درجة أن الدوري المغربي، تميز بمشاركة لافتة للاعبين من الدوري الأمريكي، وانضاف إلى ذلك إنشاء مركز وطني في المستوى من طرف الجامعة.
والأكيد أن الوصول إلى هذه القمة، والذي تطلب سنوات من العمل والجهد، مبذول بسخاء من طرف مجموعة من الغيورين وأبناء هذه اللعبة الجميلة، كان لابد وأن يشكل أرضية ملائمة للمزيد من التألق، وإرساء قواعد صلبة ضامنة الاستمرارية المطلوبة، إلا أن العكس هو الذي حصل تماما، وما نلاحظه حاليا هو انهيار كلي للمنظومة، مع ما يخلفه من نسف لكيانها من الداخل.
فالتوقف الطويل لمنافسات البطولة، والوضعية المأساوية التي أصبحت عليها الأندية، انعكست بالدرجة الأولى على الممارسين ومختلف الأطر المرتبطة بالمجال، إلى درجة أن أغلب اللاعبين سواء من الذكور أو الإناث، أصبحوا يعانون من خصاص مالي فظيع بسبب الجمود الذي يعصف بهذه الرياضة التي اختاروا أن يمارسوها بحب وطواعية.
فهل ينجح كمال الهجهوج في المهمة التي فشل في تحقيقها من سبقوه ؟ نتمنى صادقين أن يتحقق التوافق الذي تبحث عنه أسرة كرة السلة الوطنية منذ سنوات خلت …
محمد الروحلي