«حركة صحراويون من أجل السلام» تحذر من حملة قمعية داخل مخيمات تندوف

حذرت حركة صحراويون من أجل السلام، في بيان لها، من إطلاق قيادة البوليساريو العنان لحملة قمعية داخل مخيمات تندوف، وبالضبط مخيم الداخلة.
وجاء تحذير الحركة، وفق البيان ذاته، بعد توصلها بأنباء عن توزيع قوات مسلحة تابعة لميليشيات البوليساريو، وجلب تعزيزات أمنية تم تفريقها على مناطق متفرقة بمخيم الداخلة، تمهيدا للانتقام من الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها ذات المخيم، وأسفرت عن هجوم الساكنة على مراكز تابعة لما يسمى بدرك البوليساريو، وإحراق سيارات تابعة له.
وفي السياق ذاته، ندد السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام، الحاج أحمد باركلا، بالهجوم الذي تعرض له أقاربه قبل أيام على أيدي قوات مسلحة بمخيم الداخلة، والذي أصيبت خلاله ابنة أخته «حسينة سالم أحمد « وعمه «بوه حبوب»، وما صاحب التدخل الذي وصفه بـ»الهمجي»، من سوء معاملة وتكسير وسلب للممتلكات.
وفي الوقت ذاته، وجه الحاج أحمد باركلا، عدة رسائل في الموضوع إلى أعضاء البرلمان الأوروبي، والى الأحزاب الاسبانية وعدد من المنظمات الدولية، وكذلك مجموعة من الشخصيات الدبلوماسية الرفيعة، طلبا للتدخل وللتحقيق في ما وقع ولأجل حماية ساكنة مخيم الداخلة، وللوقوف على خطاب الكراهية والانتقام والعنصرية التي تنشرها قيادة البوليساريو بين الصحراويين، الذين يدفعون ثمنا غاليا بسبب الأفكار والممارسات الرجعية للقيادة.
وكان مجموعة من الشباب الغاضب قد اقتحم ليلة السبت الماضي، مقر ما يسمى بـ «درك البوليساريو» وقاموا بإحراقه وإحراق مجموعة من السيارات التابعة له، وذلك احتجاجا على مداهمة ميليشيات البوليساريو لخيمة قريب زعيم حركة صحراويون من أجل السلام، سويلم ولد لحمير، بمخيم الداخلة، وجدوا زوجته وابنته واعتدوا على هذه الأخيرة بالضرب والسب والشتم بألفاظ نابية حاطة من كرامة المرأة الصحراوية.
ومنذ حوالي أسبوع نفذت ميليشيات البوليساريو بالمخيم ذاته، وتحديدا بدائرة العين البيضاء، هجوما وحشيا، على عائلة معروفة باسم «أهل شيباني»، وهي عائلة المسمى «السالك ولد الوالي»، حيث قامت عناصر تابعة لأجهزة ما يسمى «الدرك» و «البياري» و «الشرطة» بالهجوم على منزل إحدى بنات عائلة «أهل شيباني» وقاموا بكسر الباب، وانهالوا على شابين كانا نائمين في إحدى الغرف، وحملوهما في إحدى السيارة، ثم انتقلوا إلى منزل آخر يعود لأحد أبناء العائلة نفسها، حيث وجدوا لحظتها داخل المكان ثلاثة شبان، قاموا بضربهم ضربا مبرحا، رغم محاولات النساء حمايتهم، لكنهن تعرضن أيضا للضرب، خاصة البنت الكبرى للعائلة.
وبحسب ما نشره موقع «منتدى فورستاين» وهو اختصار لمنتدى «دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف» فإن عائلة أهل الشيباني هي عائلة تنتمي إلى ما يعرف بـ «البرابيش» ويعتبرون ضمن آلاف من الساكنة، الذين جلبتهم جبهة البوليساريو برعاية جزائرية، من مالي والنيجر وأزواد، ومن الجزائر أيضا، عند إنشاء المخيمات، حينها كانت تحتاج لمن تسوقهم على أنهم صحراويين بحثا عن الشرعية أمام الهيئات الدولية، فقامت بتوطين الآلاف منهم بالمخيمات، واستعمالهم في الحروب الماضية، وفي خلق التوازنات داخل المخيمات.
اليوم هذه الشريحة الواسعة من ساكنة المخيمات بدأت تكسر حاجز الصمت، وتكشف عن نفسها، لتطفو من جديد فضيحة استعمالها وجلبها في السبعينات من طرف جبهة البوليساريو، وينكشف معها السبب الحقيقي وراء رفض الجزائر إحصاء ساكنة مخيمات تندوف.

محمد حجيوي

Related posts

Top