حصيلة الدورة التاسعة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل بساحة السراغنة بالدار البيضاء

اليوم الرابع:
انطلقت أشغال اليوم الثالت بلقاء حول كتاب “مسيرة التحرير” لمؤلفه المقاوم الحسين برادة، أشرفت عليه مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث. واستهل بكلمة قرئت نيابة عن المندوب السامي لقدماء مقاومي جيش التحرير، عبر من خلالها عن سروره لاستمرار تنظيم مثل هذه المبادرات النبيلة، وعلى إقامة مثل هذه التظاهرات الثقافية المتخصصة التي تدل على محصول تنشئة وطنية خالصة مجبولة على حمل المشعل؛ وعلى مواصلة الحفاظ على تراث وأمجاد الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وتربية الناشئة على هديها ونبراسها.
وبخصوص الكتاب، صرح المؤلِّف بأنه يتضمن نبذة عن حياته، تحدث فيها عن مراحل المخاض السياسي الذي اجتازه المغرب، والمنظمة السرية للمقاومة وجيش التحرير ونشأته وعملياته، ولمظاهر فرح الشعب المغربي بعودة محمد بن يوسف، واختتمه بترجمات عن بعض المقاومين. واختتم هذا الحفل الاحتفائي بتقديم درع التكريم للمقاوم الحاج الحسين برادة، سلمه له عبد الكريم الزرقطوني رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني.
وفي تمام الساعة الخامسة مساءً، كان لجمهور المعرض موعد مع لقاء مفتوح مع الأديب بوعزة الساهل، حول مجموع أعماله، مع تقديم آخر مؤلفاته “المختصر في تاريخ العلم لجورج سارتون مستشرقا في الطب والفلك والرياضيات”، وسير أشغال هذا اللقاء كل من مليكة عسال وعبد الهادي الهروي، وفي كلمتها نوهت مليكة عسال بالمكانة التي يحظى بها بوعزة الساهل، باعتباره واحدا من رواد الفكر العلمي الحديث بالمغرب، والذي يؤسس للفكر العلمي عموما، وللفكر الرياضي على وجه الخصوص، كما وقفت عند القواسم المشتركة بين بوعزة الساهل والمفكر المرحوم محمد عابد الجابري، كالبحث في علاقة التراث بالعقل العربي، والمقارنة بين العقل العربي والمنطق اليوناني، وتطوير العقل العربي، والتوحد في الرؤية والواقع، لتخلص أن بوعزة الساهل تلميذ لمحمد عابد الجابري نهل من نبعه طريقة التفكير.
وفي كلمته أكد عبد الهادي الهروي على المنهج العلمي الذي ينتهجه بوعزة الساهل، فالرياضيات عنده ليست المعادلات والعمليات الحسابية، بل هي منهج أكسيومي ينطلق فيه من مقدمات مستعملا براهين واستدلالات بغية الوصول إلى نتائج، وهو الأمر الذي اشتغل عليه في كتابه “نحن والرياضيات”، كما توقف عند استعمال المؤلِّف للرياضيات كأداة للحفر والتنقيب، ومن ذلك اشتغاله على النزعة الرياضية للخليل بن أحمد الفراهيدي والتي من خلالها بوب الخليل معجمه العين، كما وقف الباحث على الهاجس الإبستمولوجي في تحليل بوعزة للقضايا محاولا عقلنة التراث بعيدا عن الجوانب الإديولوجية وذلك لتحيين الماضي بطريقة جديدة ومعاصرة والإجابة عن الأسئلة الحاضرة والمستقبلية. وفي كلمته عبر بوعزة الساهل عن شكره للجنة المنظمة التي أتاحت فرصة للتواصل مع الجمهور.
وفي إطار السعي المتواصل للتأكيد على قوة الكلمة، كان الموعد بعد ذلك مع اللقاء الشعري، الذي افتتحه محمد عرش معتبرا أن المبدع الحقيقي هو من يتطور ويطور القصيدة، في بلد يتنكر لكل ما هو شعري ويعتبر الإبداع زائدا. وكانت البداية مع الشاعر سعيد أنوس الذي ألقى قصديتين، هما: “نص في الخارج” و”أرض الهلاك”. كما شارك في اللقاء الشاعر الفلسطيني ركاد حسن الخليل الذي عبر عن حبه للمغرب والمغاربة وأثلج صدر الحاضرين بقصائد تعبر عن القضية الفلسطينية. أما الشاعر محمد فراح فأبدع في قصيدته ذات التوجه الصوفي، “الموت ورمي الجمرات”. ليطلق العنان للصوت النسائي الشاب مع الشاعرة كريمة دلياس في قصيدتها “نافذة الريح”. ليأخذ الكلمة بعدها الشاعر عبد العزيز أمزيان، الذي ارتقى بالكلمة في قصيدته “الوجوه التائهة”. واختتم اللقاء الشاعر محمد اللغافي بقصيدته “وجهك في المرايا”.
واختتم اليوم الرابع، باستضافة الباحث الاجتماعي عبد الهادي الهروي الذي أثار إشكالية وواقع السوسيولوجيا بالمغرب، معتبرا هذا العلم دخيلا على الثقافة المغربية، مؤكدا على أن بداية السوسيولوجيا بالمغرب تعود للمرحلة الكولونيالية، ومشيرا إلى مجموعة من العوامل أدت إلى إعادة الاعتبار لعلم الاجتماع سواء في الكليات أو المعاهد العلمية، وللدور الكبير الذي لعبته العلوم الإنسانية التي تقف عند ما يعيشه المجتمع المغربي من أزمات.

اليوم الخامس:

 كان لزوار فعاليات المعرض الوطني للكتاب المستعمل؛ صبيحة يوم الأربعاء 13 أبريل 2016، موعد مع ورشتين؛ الأولى: “متعة القراءة” وأطرتها عائشة فرودي، والثانية: ورشة من “القراءة إلى الشعر” مع الطاهرة حجازي. وذلك بإشراف نادي الكتاب، وتنسيق الحاجة الهاشمية الهلالي وعبد الحكيم الفريجي.
واستضاف الرواق الثقافي بالمعرض مساءً، الشاعر نور الدين ضرار، في لقاء مفتوح حول ديوانه “هلوسات خارج التغطية”، قدم خلاله محمد عرش مقاربة نقدية لأعمال نور الدين ضرار عنونها بـ”حدود صورة وحدود تأويل”، حيث ركز على البنيات الشكلية والمضمونية التي تعمل على بناء النسق الشعري. وقدم نور الدين بلكودري قراءة في الديوان نفسه، بعنوان “شعرية الاغتراب والغربة”، تمحورت حول عنصر اعتبره مؤثرا وهو المعجم. ومن جهته عبر نور الدين ضرار عن سعادته باللقاء، كما أمتع الأسماع ببعض قصائده.
 كما كان للمقاومة حضورها الوازن في أنشطة اليوم خلال تقديم نجيب تقي لكتاب: “جولات في ذاكرة مقاوم” للمقاوم محمد بن المختار الأنصاري، الذي أتحف الحضور بذكريات رائعة من تاريخ المقاومة المغربية المسلحة، وعملياتها الفدائية.
 افتتح اللقاء الموالي منسقه محمد محي الدين مرحبا بحضور الشاعرين محمد عرش ومحمد فراح، لتأخذ الكلمة لمياء الجوهري التي أشادت بالمجهودات الجبارة من طرف الشاعرين لخدمة الإبداع. وأشار الشاعر محمد عرش إلى دور الشعر في المقاومة، كما ألقى قصيدة بعنوان “سباحة حرة في محيط الشعر”. أما الشاعر محمد فراح وبعدما قدمت لمياء الجوهري مدخلا لإبداعه  تحدث عن محطات مهمة طبعت حياته، كما أشار إلى الظرفية الانتقالية من الكتابة المسرحية إلى الشعر، وفي حديثه عن ديوانه “السيف والأكفان البيضاء”، ذكر أن القصائد جلها تعبر عن  تيمة الحياة المؤلمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، واختتم اللقاء بفتح باب المناقشة أمام الحضور .
واختتم أنشطة هذا اليوم الخامس بتقديم الكتاب المترجم: “مفتاح نظرية السينما” من طرف نور الدين بوخصيبي باعتباره مساهما في الترجمة رفقة محمد عبد الفتاح حسان، وبوبكر الحيحي، والكتاب في أصله من تأليف: أندريه غاردي، وجون بيساليل

إنجاز: محمد محي الدين 

Related posts

Top