حطب التدفئة بالأطلس الكبير.. بين حاجيات الساكنة وتدهور النظم البيئية

>  محمد التفراوتي
يعرف الأطلس الكبير مناخا يهيمن عليه الطابع القاري وشبة القاري إلى البارد  والرطب. وفي هذه الفترة من السنة تعرف درجات الحرارة انخفاضا إلى ما دون الصفر حيت تصل أحيانا إلى (−12°C ) خصوصا بالمناطق الجبلية، مصحوبة بتساقط الثلوج، وبالتالي يتزايد الضغط على المجال الغابوي للتزود بحطب التدفئة كمصدر للطاقة ولتلبية الحاجيات المنزلية اليومية للساكنة المحلية من قبيل الطهي وغير ذلك.
وتمنح المديرية الجهوية للمياه والغابات للأطلس الكبير لذوي الحقوق، حق جمع الحطب اليابس في حدود احتياجاتهم وفي حدود الإمكانيات المتاحة من الحطب اليابس، وذلك استجابة لحاجة الساكنة القروية بالمناطق الجبلية الملحة لهذه المادة الحيوية. وتماشيا مع القانون المتعلق بالمحافظة على الغابات واستغلالها وكذا القانون المنظم لحق الانتفاع داخل الغابات.
ويتعدى جمع الحطب، غالبا،  الحطب اليابس ليشمل الخشب الأخضر مما ينعكس سلبا على الأشجار المشذبة عشوائيا، وكذا على المنظومات الإيكولوجية الغابوية عامة. كما يفوق جمع الحطب الطاقة الاستيعابية للغابة وقدرتها على التجديد. هذا فضلا عن بعض الإشكاليات الهيكلية الأخرى والتي تجلى في الرعي الجائر المخل بالأنظمة البيئية الغابوية.
ولمعالجة إشكالية حطب التدفئة، تقوم المديرية الجهوية للمياه والغابات بتأهيل النظم البيئية عن طريق عمليات التشجير وتخليف الغابات. ويهم هذا البرنامج مختلف النظم الإيكولوجية بالأطلس الكبير مع إعطاء الأولوية لمختلف الأصناف الطبيعية التي تضمن التكيف والإكراهات المناخية الحالية.
وفي سياق توفير حطب التدفئة للساكنة المحلية، تقوم المديرية بسمسرات عمومية خاضعة لمساطير مقننة. وفضلا عن برامج التشجير وتأهيل النظم البيئية، تقوم المديرية أيضا بتوزيع، سنويا، أفرنة غازية وأفرنة محسنة لتخفيف الضغط على الغابة وبغية الاقتصاد في حطب الوقود لفائدة الساكنة الجبلية المجاورة للغابات، كمصدر بديل للحطب. وفي هذا الإطار، تم في متم 2015 توزيع أكثر من 540 فرنا تحسبا لموجات البرد. كما تمت الاستعانة أيضا بحطب التدفئة من مصادر بديلة، كالأشجار المثمرة، للحفاظ على ديمومة التشكيلات الغابوية والتوازنات البيئية بالجهة، خاصة مع محدودية إمكانيات الغابة في تلبية حاجيات الساكنة المحلية من حطب التدفئة.
يشار أنه يتم، سنويا، بيع ما يناهز 3000 ستير من حطب التدفئة لتزويد السوق المحلية بهذه المادة الحيوية. وتخضع مسطرة البيع من طرف المستغلين الغابويين لشروط العرض و الطلب. ويذكر أن العمليات التي يتم من خلالها استخراج كميات كبيرة من طرف الساكنة المجاورة للغابات، فضلا عن الكميات المستخرجة المذكورة آنفا، سلوكات يترتب عنها تدهور النظم البيئية الغابوية.

Related posts

Top