حفل موسيقي ومعرض لفن العمارة الأندلسية

احتضنت دار الشريفة عشية يوم السبت 8 ماي 2010 حفلا موسيقيا أحيته مجموعتا “مقام العشاق” ورباعي الأرض من أوركسترا مؤسسة بارينبويم سعيد. ويتوازى هذا الحفل مع اقامة معرض للصور حول الهندسة المعمارية العربية بالأندلس، والذي يشرف عليه معهد سرفانتس بمراكش من 1 الى 15 ماي. ففي أجواء حميمية تعبق بأريج مايزال ينبجس من نقوش وتراخيم توزعتها الجنبات والخبايا وأعالي الجدران المكسوة بألواح من خشب الارزحال لونه حتى الأسود. لكن الوشم والألق القديم مايزالان صامدين زاهيين مزهوين بركوب أفراس القرون الجامحة دوما.

إن الزليج الذي يرتفع من الأرضية ليغطي أسافل الجدران يترك المجال ليعلو فوقه الجبس المنقوش والمحفور والمصبوغ وهذا بدوره ينتهي في الأعالي بأحزمة من خشب، وفد يوما من قمم الأطلس ليحتضن أفانين الزخرف المسطر والمزوق والمخرم في توزيعات هي نفسها تلك التواشي والنوبات الموسيقية التي كانت تسيل من خلال أوثار أفراد مجموعة مقام العشاق ورباعي الأرض.

إن التلاقي المذهل بين الشعر والموشح والزجل والنثر المشبع بأفانين الزخرف والبديع وبينها وبين الموسيقى وفنون العمارة والبناء لتشكل تقاسين تقارب الاعجاز الفني في الحضارة الأندلسية، هي اليوم كنز انساني نفيس، والعجيب أنه ينتقل مجتمعا بين المغرب والأندلس دون أي شعور بالغربة هنا أو هناك. وانه أيضا قادر على التجدد والحياة وعلى التأثير في المتلقين أيا كانت أجناسهم أو معتقداتهم، لأنه بكل بساطة يمتلك جاذبية فريدة في قوتها وخصوصياتها.

إن المقطوعات المعزوفة نهلت من ثروة موسيقية مغربية أبدعها كبار ملحنينا، وهي في مجموعها تحولت من خلال أوثار مجموعة “مقام العشاق” الى صفحات متوالية في روعتها السمفونية مغربية بامتياز، وهي تؤكد أن عطاء المبدعين العظام لا يزيد مع تقدم الزمن إلا روعة وجودة.

نشير الى أن مجموعة رباعي الأرض تأسست قبل ست سنوات أي في 2004 باشبيلية وعلى يدي كل من ادوار سعيد المفكر الفلسطيني والموسيقي بيارينبوم في حين تشكلت مقام العشاق قبل سنة ونصف بمراكش، وينسق أعمالها الأستاذ عبد الرازق وعمودها الفقري يتشكل من عادل مريوش وسعيد إيكر وجمال فراكي وجمال الشافعي وياسمين عبد الرازق وأشرف بنكيران.

Top