مزامنة مع الاحتفاء باليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام الذي يصادف 10 أكتوبر من كل سنة، خاض مجموعة من الحقوقيين المغاربة، أول أمس الخميس، وقفة احتجاجية وسط العاصمة الرباط للتنديد باستمرار النطق بأحكام الإعدام.
وطالب الحقوقيون الذين يمثلون عددا من الجمعيات والمنظمات الوطنية والدولية، في مقدمتهم الإئتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، الحكومة المغربية بالمصادقة على البرتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي يقضي بإلغاء عقوبة الإعدام من القانون الجنائي.
ورفع المحتجون شعارات تندد باستمرار محاكم المغرب النطق بعقوبة الإعدام، واصفين موقف المغربي بالسكزوفريني، إذ أنه ملتزم بعدم تطبيق العقوبة منذ التسعينيات، في حين يستمر في إصدار هذه الأحكام.
وعبر الحقوقيون المغاربة عن تخوفهم من استغلال هذه العقوبة في تصفية حسابات سياسية كما كان يتم في مراحل سابقة بالمغرب، أو كما يتم في دول حالية مثل مصر، وسوريا، والسعودية، وإيران وغيرها من البلدان التي ما زالت تحكم وتطبق عقوبة الإعدام.
من جهة أخرى، وفي إطار أنشطتها التوعوية لمطالبة السلطات المغربية بإلغاء عقوبة الإعدام، نظمت منظمة العفو الدولية بالمغرب، ليلة أول أمس الخميس، بالمقهى الأدبي التابع لسينما “النهضة Renaissance” بالعاصمة الرباط ورشة على شكل مسرح تفاعلي أطرتها المجموعة المسرحية الشبابية “Théaatrio+”.
المسرحية التي اعتمدت على تفاعل الحضور وجسدت مناظرة كوميدية بين مدافعين عن بقاء العقوبة ومناهضين لها، رمت إلى تمكين الشباب من تقنيات الترافع وتوعية الرأي العام بضرورة إلغاء عقوبة الإعدام من المنظومة الجنائية المغربية.
كما، شهدت ورشة “أمنيستي” تقديم شهادات حية لاثنين من المحكومين السابقين بعقوبة الإعدام، واللذين قدما تجربتهما وتجربة زملائهم أيام الاعتقال، ومعاناتهم السابقة في عنابر الموت، مبرزين الطبيعة القاسية واللاإنسانية لهذه العقوبة.
يشار إلى أن مجموعة من المنظمات الحقوقية عبر العالم، تحيي في العاشر من شهر أكتوبر من كل عام اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام الذي اعتمدته الأمم المتحدة يوما دوليا للتضامن مع ضحايا أحكام الإعدام، حيث يشكل محطة سنوية لمطالبة الدول بإلغاء عقوبة الإعدام من قوانينها.

محمد توفيق أمزيان