يتواصل اليوم مسار المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم، بمسابقة كأس الأمم الإفريقية لفئة أقل من 23 سنة، والتي تجرى أطوارها بمدينتي الرباط وطنجة…
فبالوصول إلى مرحلة نصف النهاية، بدأ الحلم المزدوج يكبر، وذلك بالتأهل أولا لدورة باريس الأولمبية صيف السنة القادمة، وبعد ذلك البحث عن التتويج كأبطال إفريقيا، في إنجاز غير مسبوق بتاريخ كرة القدم الوطنية…
وجاء التفاؤل بإمكانية تحقيق الهدفين معا، بالنظر للمستوى المتفوق الذي أبان عنه أصدقاء العميد عبد الصمد الزلزولي خلال دور المجموعات، بتحقيق العلامة الكاملة والفوز بحصص كبيرة، إذ سجل خط الهجوم ثمانية أهداف، ولم تتلق مرماهم سوى ثلاثة أهداف، وأمام منتخبات لها باع طويل بمثل هذه المسابقات، كغانا وغينيا، والكونغو، إلى درجة أن كل المنتخبات، بدأت تخشى مواجهة الفريق المغربي بالأدوار القادمة…
وبناء على الأصداء الإيجابية التي خلفها المنتخب المغربي، جاء التفاؤل بإمكانية تحقيق الهدفين الأساسيين، وعليه، فإن كل مكونات هذا المنتخب، مطالبة بالحرص على الهدف المنشود، وعدم تضييع فرصة جد سانحة، بل متاحة على جميع المستويات…
تجمع مرحلة نصف النهاية أشبال الأطلس بمنتخب مالي، على أرضية مركب الرباط، الماليون حققوا تأهيلهم للمربع الذهبي؛ بعد احتلال المرتبة الثانية بالمجموعة الثانية، بينما عادت المرتبة الأولى لمنتخب مصر المطالب بمواجهة نظيره الغيني.
منتخب مالي حقق تأهيله بفوزين على حساب كل من الغابون والنيجر، وهزيمة أمام مصر متصدرة المجموعة، سجل خط هجومه خمسة أهداف، واهتز مرماه بهدفين فقط، ورغم ذلك يوصف خط دفاعه بالضعيف والمرتبك، مما يقلل من حظوظه خلال المنافسة بالأدوار المتقدمة…
نقطة ضعف منتخب مالي، يمكن أن تشكل نقطة تركيز بالنسبة للخطة التي سيعتمد عليها المدرب عصام الشرعي، والسعي للحسم في نتيجة المواجهة، كما كان الشأن أمام منتخب غانا، القوي والصعب المراس، والذي يتمتع بخطي وسط وهجوم فعالين، لكنه يعاني هو الآخر من ضعف واضح بخط الدفاع، وهذا ما أدى ثمنه غاليا، بالإقصاء من دور المجموعات…
«أشبال الأطلس» أمام فرصة تاريخية، تجديد العهد بالعرس الأولمبي، بعد غياب قاس خلال دورتي ريو دي جانيرو 2014 وطوكيو 2020، وكسب لقب مهم يغيب عن خزائن الكرة الوطنية، ويعزز المكانة التي أصبحت تتمتع بها عربيا وجهويا وقاريا ودوليا…
حظا سعيدا للأشبال…
محمد الروحلي