حملات تضامن واسعة مع أسرة الهالك بدر ومطالب بمعاقبة التشكيل الإجرامي الذي يترأسه شاب من أسرة ثرية

تشهد وسائط التواصل الاجتماعي لاسيما، الفيس بوك واليوتوب، خلال هذه الأيام، حملات  تضامن واسعة ومتواصلة مع أسرة الشاب بدر بولجواهل الطالب الباحث في سلك الدكتوراه الذي تعرض للقتل العمد في أسوء جريمة عرفتها المملكة هذه السنة.

تشكيل إجرامي يوقع على أسوإ جريمة بالمملكة

وكان الشارع العام، قد اهتز يوم الأحد ما قبل الماضي على وقع جريمة بشعة اقترفها إبن إحدى العائلات الثرية في المملكة، بشراكة مع تشكيل إجرامي يتزعمه، مكون من خمسة أفراد، وذلك، بمرآب بأحد مطاعم الوجبات السريعة، بمنطقة عين دياب في مدينة الدار البيضاء.
ومذاك، لم تتوقف حملات التنديد بهذه الجريمة الشنيعة التي وثقت تفاصيلها كاميرا مراقبة بعين المكان، حيث أظهر فيديو متداول بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، الضحية بدر بولجواهل البالغ من العمر 23 عاما، والذي كان يدرس في مرحلة الدكتوراه، وهو يتعرض لضربة قوية على الوجه من قبل زعيم هذا التشكيل الإجرامي، سقط على إثرها على الأرض مغمى عليه، كما أظهرت مشاهد الكاميرا، اثنين من بين مرافقيه الخمسة الذين كانوا بصحبته ليلتها، وهما يتعرضان بدورهما للعنف من قبل أفراد هذه العصابة الإجرامية التي كانت مدججة بالأسلحة ومعها كلب من النوع الشرس لإرهاب وتأمين عملياتها العدوانية ضد المواطنين، وبعد اعتدائهم العنيف على الضحايا قاموا بسرقة هواتفهم ومغادرة المكان نحو سيارة زعيم العصابة المركونة غير بعيد عن مسرح الجريمة .

الجناة عقدوا العزم وبيتوا النية في تصفية الضحايا

حين ذاك، وكما تظهر صور هذا الفيديو المرعب، ظن جميع من كان يتابع هذه الواقعة التراجيدية، أن مجرياتها قد انتهت، فهرعوا للاطمئنان على الضحية الممدد على الأرض، ليجدوه لازال مغمى عليه من قوة اللكمة التي تلقاها على الوجه بقبضة من حديد.  غير أن أفراد هذه العصابة الذين لم يكتفوا في إطفاء الغيظ والحقد المتأصلان في نفوسهم، بهذا الاعتداء العنيف على الضحايا، سولت لهم أنفسهم شيئا آخر أكثر إيلاما ومضاضة، إذ عمد زعيمهم إلى لوحة سيارته فأزالها حتى لا يتم التعرف عليها، ثم عاد برفقة شركائه على متنها إلى عين المكان عاقدا العزم في إزهاق أرواح الضحايا، حيث قام عمدا متعمدا، بدهس الطالب الباحث في سلك الدكتوراه الذي كان مغمى عليه، وبما أن النية كانت مبيتة في القتل، كرر عملية الدهس العمد مرة أخرى، ثم سحل الضحية تحت عجلات السيارة لمسافة أكثر من عشرة أمتار قاصدا بذلك تصفيته، كما صدم خلال عملية الدهس المتكررة هذه، ابن عم الضحية، هذا الأخير الذي أصيب بجروح خطيرة خلال هذا الحادث المروع الذي غمر قلوب المواطنين في ربوع المملكة حزنا وأسى..

فرار الجناة وتوقيفهم في ظرف زمني قياسي

بعد ارتكابهم لهذه “المجزرة” النكراء، لاذ أفراد العصابة بالفرار من مسرح الجريمة، حيث وأثناء هذه العملية حاولوا تخريب بعض الأجهزة الالكترونية الخاصة بالمراقبة عند باب مرآب المطعم، في محاولة منهم لإخفاء هويتهم، لكن هيهات أن يتحقق لهم الهروب والفكاك من قبضة الأمن..
فبعد زهاء 35 ساعة تقريبا، تمكنت عناصر الأمن بمدينة العيون، من توقيف زعيم هذا التشكيل الإجرامي برفقة صهره، الذي يشتبه في ضلوعه في ارتكاب أعمال المشاركة والتستر، بعدما كان يحاول الفرار خارج أرض الوطن، مباشرة عقب ارتكابه صحبة شركائه لهذه الأفعال الإجرامية، كما تم توقيف بقية عناصر هذا التشكيل الإجرامي وإحالتهم في حالة اعتقال على الوكيل العام الملك لدى محكمة الاستئناف بالمدينة ذاتها، يوم الخميس الماضي، الذي قرر متابعتهم بتهم تكوين عصابة إجرامية والقتل العمد والسرقة الموصوفة ومحاولة القتل العمد والمشاركة، ويجري حاليا إخضاعهم للاستنطاق من طرف النيابة العامة في انتظار اتخاذ القرارات القضائية اللازمة في مواجهتهم.

خلاف عرضي وراء الجريمة النكراء

وأفاد أحد رفاق الطالب الباحث في سلك الدكتوراه ضحية هذه الجريمة النكراء، بأنهم كانوا ليلتها مدعوين لحفل وداع صديق لهم دعاهم للعشاء بمطعم الوجبات السريعة قبل سفره لإتمام دراسته بالخارج. 
إلا أن خلافا عرضيا نشب بينهم وبين الجناة داخل المطعم، لم يستسغه هؤلاء الذين تربصوا للضحية ورفاقه، بمرآب المطعم حيث اعترضوا سبيلهم مقترفين بذلك عملية الدهس المتكرر في حق الضحية والضرب والجرح في حق أصدقائه وسرقة هواتفهم بالعنف.  

وفد جامعي يزور عائلة الفقيد

في خضم هذه المناسبة الأليمة، ترأس الحسين أزدوك، رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وفدا جامعيا هاما إلى منزل عائلة الضحية الشاب “بدر” الحاصل على شهادة الماجستير بجامعة العلوم والتقنيات، والذي كان بصدد التهييئ للسفر إلى كندا من أجل استكمال دراسته والحصول على الدكتوراه التي كان مسجلا بها.
وعبر رئيس الجامعة والوفد المرافق له خلال هذه الزيارة، عن تعازيهم الحارة ومواساتهم لوالد ووالدة الفقيد وكذا شقيقته وبقية أفراد العائلة المفجوعة، كما قاموا بتسليم شهادة دكتوراة شرفية لوالدة الفقيد، وإبراز خصاله الحميدة التي كان رحمة الله يتمتع وعلى رأسها تفوقه في مساره الدراسي..

جريمة تفتح ملف مقتل شاببين  سنة 2018

وفسحت هذه الجريمة والطريقة البشعة التي نفذت بها، المجال للشكوك في ما إن كان رئيس هذه العصابة الإجرامية قد تعمد ارتكاب حادثة سير خلفت مصرع شابين سنة 2018..
وقال “عزيز لاغا” شرطي متقاعد، في تصريحات إعلامية” ” ابني وأحد أصدقائه كانا كذلك ضحية للمتسبب في مقتل الشاب بدر، ونحن لا نعلم هل كانت حادثة سير أم حادثة متعمدة..”.
وأضاف عزيز: “.. هناك تواطؤ من طرف الأفراد الذين أخبروه ماذا يفعل للإفلات من العقاب، ولم تصدر في حقه أي عقوبة، بل وأكثر من ذلك، لم تسحب منه حتى رخصة السياقة، وكما جرت العادة في حادثة السير المميتة في قانون البلاد، فالمتسبب في الحادثة يوضع تحت تدبير الحراسة النظرية، وتسحب منه رخصة السياقة، غير أن هذه الإجراءات لم تحترم والقضية لا تزال جارية.”
وأكد لاغا في حديثه أن “المسطرة الخاصة بابني بها ثغرات، وأطالب بإعادة النظر فيها، ولدي كامل الثقة في القضاء، فلايزال هناك أناس صالحون، أناس أيديهم نظيفة”.
وتوعد الأب المكلوم بعد استقباله من طرف الوكيل العام لجلالة الملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بمتابعة جميع المتورطين المفترضين في قضية وفاة ابنه..
وتعددت مطالب، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، بإعدام قتلة طالب سلك الدكتوراه بعد تداول شريط فيديو يكشف عملية الدهس التي تعرض لها الضحية والاعتداءات الوحشية التي طالت رفاقه من طرف المتهمين.

< سعيد ايت اومزيد

Related posts

Top