يشكل الظهور الأول لمنتخب قطر في نهائيات كأس العالم 2022 التي يستضيفها على أرضه اعتبارا من الأحد المقبل، حملا ثقيلا، في ظل مطالب بظهور مقنع وتخطي عتبة الدور الأول لتجنب تجربة جنوب إفريقيا 2010 المنتخب المضيف الوحيد الذي لم يتجاوز الدور الأول في تاريخ المونديال.
المهمة تبدو صعبة أمام المدرب الإسباني فيليكس سانشيز وأشباله في تأمين العبور من مجموعة قوية بتواجد منتخبات وزانة على غرار المنتخب الهولندي صاحب التقاليد العريقة في كاس العالم، إلى جانب المنتخب السنغالي بطل إفريقيا والذي تعج صفوفه بنجوم تنشط في الدوريات الأوروبية، بالإضافة إلى المنتخب الإكوادوري الطموح.
حظوظ “العنابي” لن تقبل المساومة على مواجهة الافتتاح أمام المنتخب الإكوادوري يوم الأحد على ملعب “البيت في الخور، لأن النتيجة ستشكل مفتاح إيجاد معبر للدخول في حسابات العبور، في وقت يبدو التفريط بالنقاط حينها مسألة إجهاض منطقي للآمال.
والثقة في إمكانية تجاوز الإكوادور ولدت من رحم تجربة سابقة تفوق فيها رفاق القائد حسن الهيدوس على المنافس نفسه 4-3 في مباراة ودية، دون إغفال الفارق الزمني والمتغيرات التي حدثت.
صحيح أن الاتحاد القطري لكرة القدم وإدارة المنتخبات وفرت برنامجا يبدو خياليا لمنتخب عربي آسيوي، قياسا بالتجارب التي خاضها اللاعبون سواء بالمشاركة في كوبا أمريكا أو الكاس الذهبية ثم التصفيات الأوروبية بصفة اعتبارية دون احتساب النتائج، بيد ان الخبرات التي راكمها اللاعبون لم تسعفهم على تدارك أخطاء كثيرة ارتكبوها في مواجهة كندا على سبيل المثال شهر شتنبر الماضي.
ولعل فترة العزل التي دخلها “العنابي” في أوروبا بعيدا عن أعين المتطفلين على مدى أربعة أشهر دون خوض منافسات رسمية وبدون المشاركة في الدوري المحلي، قد نشرت بعض المخاوف لدى المراقبين والمتابعين للمنتخب القطري، عطفا على المستويات التي قدمها الفريق.
بدد سانشيز تلك المخاوف على الوصول إلى الجاهزية المطلوبة في الموعد المحدد، وذلك خلال التدريبات الأخيرة.
ولبث الثقة في اللاعبين، اختار المدرب خوض مباريات ودية غير رسمية مع منتخبات أقل بكثير من مستوى منافسيه في المونديال، فحقق خمسة انتصارات معنوية على منتخبات بدت مغمورة على غرار نيكاراغوا وبنما وغواتيمالا وألبانيا وهندوراس.
سيكون الرهان حتما على اللاعبين الذين يتحرقون شوقا للمشاركة في المونديال، من أجل تحدي الذات في المقام الأول، فأسماء مثل المعز علي (هداف المنتخب حاليا) وزميله الذي يفهمه على الطاير كما قال لـ (فرانس برس)، أكرم عفيف، أثبتت أنها قادرة على تقديم مستوى كبير لمفاجأة العالم كما فاجأ الثنائي نفسه آسيا من قبل، وقاد العنابي إلى اللقب القاري عام 2019.
وسيكون لنجوم الخبرة دور في قيادة الكتيبة، وهو ما سيكون منوطا بالمدافع خوخي بوعلام والقائد حسن الهيدوس وحارس المرمى سعد الشيب.
لكن ثمة رهان آخر على سانشيو نفسه ابن أكاديمية “لاماسيا”، والذي راكم كما لاعبيه خبرات كبيرة من التعامل مع منتخبات الصفوة خلال الاختبارات الودية التي قاد فيها المنتخب في رحلة إعداد قاربت على السنوات الخمسة منذ أن تولى المهمة شهر غشت 2017.
وإذا كانت نتائج المنتخب القطري خلال تجاربه السابقة ضمن برنامجه الاستثنائي الطويل قد تراوحت بين المرضية في كوبا أميركا، المشجعة في الكأس الذهبية والمتواضعة في التصفيات الأوروبية، والمشجعة في كأس العرب والداعمة معنويا في الاختبارات غير الرسمية الأخيرة، فإنها حتما راكمت خبرات كبيرة للاعبين قد تعينهم على تحقيق سقف الطموح المطلوب بالتأهل إلى الدور الثاني، ما قد يجعل التجربة القطرية نموذجا يحتذى.
حمل ثقيل على قطر لتجنب تجربة جنوب إفريقيا
الوسوم