قال خالد الشدادي، المدير العام للصندوق المهني المغربي للتقاعد، إن استمرارية نظام التقاعد الذي يدبره الصندوق مضمونة، حيث احترم إسقاط ذخيرة الاحتياط في إطار الحصيلة الاكتوارية مبدأي الاستمرارية المحددين في ميثاق التوجيه.
وأضاف الشدادي، خلال ندوة صحفية عقدها أمس الخميس بالدارالبيضاء، أن ذخيرة الاحتياط تظل دائما إيجابية مع اتجاه تصاعدي عند نهاية الإسقاط. معتبرا أن الوضع تحسن في سنة 2015 مقارنة مع 2014.
واشار الشدادي، في معرض تقديمه للنتائج المالية السنوية للصندوق والحصيلة الاكتوارية برسم سن 2015، إلى أن فائض الاستغلال بلغ 4 مليار و43،43 مليون درهم، حيث تم تخصيص ذخيرة الاحتياط من المبلغ الإجمالي لفائض الاستغلال وذلك وفق الأحكام القانونية.
وحسب المتدخل فقد بلغت ذخيرة الاحتياط 40 مليار و4 مليون درهم مقابل 35 مليار و961 مليون درهم سنة 2014، أي بارتفاع 11،2 في المائة.
كما سجلت سنة 2015 انخراط 706 شركة جديدة لفائدة 6106 مشارك، وهو ما رفع عدد الأجراء المساهمين إلى 595 الف و91 مساهم، وهو ما يمثل زيادة نسبتها 2،6 في المائة يتوزعون بين 320 الف و315 مساهم نشيط و 274 ألف و776 ذوي حق.
أما بالنسبة لعدد المشاركين النشطين فقد ارتفع بنسبة 1،5 بالمائة مقارنة مع 2014، مما يتجاوز الفرضية المعتمدة لإنجاز الحصيلة الاكتوارية السنوية والتي تحدد النسبة الدنيا لتجديد الأعداد اللازمة لضمان استمرارية النظام في 5،0 في المائة.
كما بلغ عدد المستفيدين من نظام معاش التقاعد للصندوق المهني المغربي للتقاعد 158الف و863 مستفيد.
وفي نهاية 2015 بلغت قيمة المداخيل المالية وفائض القيمة الخالصة من التكاليف والخسائر والمخصصات والاسترجاعات عن الأرصدة من أجل انخفاض قيمة السندات ما مجموعه 2025،80 مليون درهم مقابل 1986،40 مليون درهم سنة 2014 ،وهو ما شكل ارتفاعا نسبته 5 في المائة.
أما القيمة التقديرية لمحفظة الصندوق فبلغت 44،7 مليار درهم عند نهاية 2015.
من جهة أخرى ذكر خالد الشدادي بالاستراتيجية الرقمية الجديدة التي أطلقها الصندوق، بهدف الانفتاح أكثر على الأجيال الشابة والنشيطة المرتبطة بشكل قوي بشبكة الأنترنيت.
وتأتي هذه الخطوة، التي ستمكن الصندوق من التواجد الفاعل عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل العمل على جذب اهتمام الشباب وإثارة انتباههم إلى أن التقاعد هو مشروع طويل الأمد يمكن الشروع في إعداده بشكل مبكر، عكس ما يعتقده الكثيرون ممن يختزلون هذا المفهوم في مجموعة من المشاريع مثل الاستثمار في العقار، وإعداد مسار مهني أو مشروع استثماري في مقاولة.
وذكر الشدادي أن انخراط الصندوق في هذه الاستراتيجية الجديدة، يعبر عن قناعة راسخة بأهمية وضرورة مواكبة الفورة الرقمية التي يشهدها المغرب حاليا، مشيرا إلى أن المؤسسة استطاعت، على مدى عشر سنوات الأخيرة، أن تحقق تقدما مهما على هذا المستوى من خلال إطلاق باقة من الخدمات الإلكترونية للتقاعد عبر الإنترنيت، وإحداث موقع خاص بالصندوق من أجل تواصل أفضل مع المنخرطين.
وأضاف أن هذه السياسة التواصلية الجديدة ستضمن للصندوق تفاعلا مباشرا مع الشريحة المستهدفة من خلال التواجد عبر خمس شبكات اجتماعية تشمل الفيسبوك، والتويتر، ولينكدين، وغوغل بلوس، واليوتيوب، مشيرا إلى أن هذه الشبكات، وعكس تقنيات التواصل التقليدية التي تتسم بمحدودية الفئة المستهدفة، ستتيح فتح نقاش موسع مع الشباب النشيطين حول موضوع التقاعد.
وتجدر الإشارة إلى أن الصندوق المهني المغربي للتقاعد جمعية لا تهدف الربح ، وتدير مساهمات 580 ألف و136 أجيرا في القطاع الخاص، وتمنح المعاش لأكثر من 153 ألف و123 متقاعدا. ويمثل الصندوق ثلث نظام التقاعد في القطاع الخاص بالمغرب اعتبارا لمبلغ المعاشات المقدمة، والتي تصل إلى 439ر3 مليار درهم، ولإجمالي مساهمات محصلة بلغت 033ر7 مليار درهم برسم سنة 2014.
ويقدر عدد الشركات المنخرطة في هذا الصندوق، الذي أنشئ سنة 1949 ليكون أول صندوق تقاعد مخصص للقطاع الخاص بالبلاد، بأزيد من 6000 شركة من مختلف مناطق المغرب.
عبد الحق ديلالي