تحت إشراف وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الثقافة، وبتنسيق مع كلية اللغة العربية بمراكش وبيت الشعر في المغرب، تنظم دار الشعر بمراكش ندوة علمية كبرى حول “أحمد المجاطي شاعرا وناقدا: حفريات في قضايا وأسئلة الشعر المغربي”، ضمن فقرة “ذاكرة”، وذلك يوم الأربعاء 27 يناير على الساعة العاشرة والنصف صباحا بمدرج الشرقاوي إقبال برحاب كلية اللغة بمراكش. وتسعى هذه الفقرة ضمن البرمجة الخاصة بالموسم الرابع، أن تستقصي بعض التجارب الشعرية المؤسسة والرائدة، والتي شكلت أفق القصيدة المغربية الحديثة ورسخت خصوصيتها، وأيضا الى إثارة القضايا الجوهرية والمركزية التي تهم الخطاب الشعري بالمغرب. وإذا كانت فقرة ذاكرة، العام الماضي، قد حفرت في تجربة المعتمد بن عباد شاعرا، فقد اختارت هذه المرة، أن تفتح “ذاكرة شعرية متقدة”، لا زالت الى اليوم تفتح كوة جديدة لأسئلة الشعر المغربي.
تجربة الشاعر والناقد أحمد المجاطي
أحمد المعداوي (1936-1995)، أحد رواد القصيدة المغربية الحديثة، وأحد الذين استقصوا تجربة الشعر المغربي، من خلال كتابين نقديين: “ظاهرة الشعر الحديث في المغرب”، و”أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث”. صاحب ديوان الفروسية، يمثل تجربة متفردة في خريطة الشعر المغربي الحديث، ولازال الى اليوم يثير أسئلة النقد الشعري بمنجزه الشعري المتفرد، من خلال ترسيخه لوعي جديد بالظاهرة الشعرية في المغرب، من ديدن أسئلة الحداثة نصيا ونقديا، وعبر انشغاله العميق بالشعر الحديث في المغرب وبأزمة الحداثة في الشعر العربي.
لقاء “مقيمون في الذاكرة”، والذي خصص للتجربة الشعرية والنقدية للرائد أحمد المجاطي، يعرف مشاركة لفيف من الباحثين والنقاد المغاربة: الناقد الدكتور عبدالعالي قادا، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بكلية اللغة العربية، والذي سيتناول “الحداثة الشعرية في المشروع النقدي لأحمد المجاطي”، أما الشاعرة والأستاذة الباحثة مليكة فهيم فاختارت مقاربة البعد “التخييلي والمرجعي في تجربة المجاطي الشعرية”، فيما سيقرأ الشاعر والباحث محمد الصالحي “المدينة في شعر أحمد المجاطي”. هي لحظة معرفية، يحاول من خلالها النقاد استقصاء تجربة هذا الشاعر الألمعي، وإضاءة الكثير من أسئلته النقدية، والتي لازالت الى اليوم تحتفظ براهنيتها.
هذه الندوة العلمية، التي تنظم برحاب كلية اللغة العربية بمراكش وبين طلبتها، سعيا لاقتراب الأجيال الصاعدة ومجموع الباحثين والطلبة، من تجارب مغربية رائدة وأجيال شعرية أعطت الكثير، للشعر والأدب المغربي، تندرج ضمن سلسلة الندوات التي تنظمها الدار لاستقصاء أسئلة وقضايا الشعر المغربي اليوم. وهو ما يفضي إلى محاولة تبني خطاب جديد، يلامس عمق القضايا وحلحلة الأسئلة والتفكير في راهن الممارسة الشعرية، وأيضا مواصلة سلسلة النقاشات التي فتحتها دار الشعر بمراكش، مند تأسيسها إلى اليوم، مركزة على عمق القضايا الجوهرية التي تهم القصيدة المغربية المعاصرة، وأسئلة النقد الشعري.